جمعهما القدر عندما تصادف مرورهم بمكان حادث ثأر بين عائلتى "النايض" و"حسونة" بوادى النطرون بطريق مصر إسكندرية الصحراوى، ولكنهما لم يعلما أنهما ذاهبان إلى الموت على تلك اليد الغادرة التى سرقت روحهما، فالراهبة التى وهبت حياتها للتقرب من الله وخدمة الخير، والتى تعلقت بصليبها لأخر نفس لفظته، ورجل الأعمال الذى عاد لتوه من أداء فريضة العمرة ليغتسل من الذنوب التى لحقت به، اختلطت دماؤهم معلنة أن الشر عندما يأتى لا يفرق بين مسلم ومسيحى ليلفظ كلاهما أنفاسه الأخيرة، ويذهبان إلى من خلقهما ليقتص لهما ممن استحلوا الدماء تحت راية الجهل والتخلف .
بداية المشهد وتحديداً بالكيلو 40 طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى ظهر شبح الموت ليخيم على المنطقة ويطال رجل الأعمال والمرشح السابق لانتخابات مجلس النواب " عبد الحليم النايض" الذى كان عائدا للتو من أداء فرضية العمرة ليتخلص من الآثام والذنوب، ويفتح صفحة مع الله ظنا منه أنها ستكون بداية جديدة، ولكنه لم يعلم أن نهاية حياته تكتب فى تلك اللحظة، وذلك عندما ظهرت له فجأة سيارة تستقل 3 أشخاص مسلحين ليقطعا الطريق ويقوموا بتوجيه وابل من الرصاص تحت راية الثأر ليلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردد الشهادة وينظر بعين دامعة إلى وجه ابنه الذى أصيب هو الآخر ولسان حاله "كان نفسى أشوف ولادك".
وفى تلك اللحظة تدخل المشهد سيارة الكنيسة التى تستقلها الراهبة بدير مارجرجس "أثناسيا " أثناء رحلتها اليومية المعتادة، ولكنها لم تعلم أنها ستقع ضحية للجهل والتخلف لتموت وهى تتأمل فى ما خلقه الله وتدعوه والجميع فى حالة ذعر، بسبب ما يحدث أمامهم من قتل وعنف ورصاص وعويل وصراخ وهى متمسكة بصليبها التى تعلقه برقبتها تؤدى الصلاة لله أن يتقبل روحها، ليختلط بذلك دم المسلم والمسيحى معلنا أن الجهل والتخلف لا يفرق بين الأديان .