سيدة الخزف بالوادى الجديد.. قضت 22 عاما فى صناعة تحف صديقة البيئة من الطين والرمل.. إنتصار أمهر تشكيلية للفخار داخل أكبر مركز للتدريب على الحرف التراثية.. تخرج على يديها مبدعات صغيرات فى أعمال النحت..

رغم تقاضيها مبالغ زهيدة لا تتناسب مع موهبتها المتدفقة كونها تعمل بالأجر اليومى داخل أكبر مركز للتدريب على الحرف التراثية واليدوية بمحافظة الوادي الجديد، ما زالت تواصل مسيرتها الإبداعية فى إنتاج وتشكيل القطع الفنية المصنوعة من الفخار لتصبح هى أقدم حرفية وأمهر مدربه فى تشكيل الفخار، وتضفى على القطعة الفخارية جمالاً يعكس روعة التراث الواحاتى الاصيل وذلك من خلال استخدام الرسوم التى تعبر عن طبيعة واحات الوادي الجديد وتلونها برمال لا يتغير لونها، لأنها من الطبيعة فتصبح قطعة فنية مبهرة تضفي جمالاً على المكان وتبعث الراحة فى نفس كل من يشاهدها . انتصار حسين والمعروفه بسيدة الخزف والتى تعيش في مدينة الخارجة وقضت 22 من عمرها وهى تجتهد في عملها كحرفية فخار تابعة لمركز التدريب على الحرف التراثية واليدوية، والذي يخضع لإشراف محافظة الوادي الجديد ممثلة في مديرية الثقافة الجماهيرية بالمحافظة وتعمل بنظام الأجر اليومى، تعمل وتجتهد هى ورفيقاتها من قدامى حرفيات الفخار حيث تشرف على أعمال التدريب وتخرج من يديها مبدعات صغيرات في أعمال النحت والتشكيل . وتقول انتصار لـ "انفراد" إنها تعمل فى مهنة تشكيل الفخار والخزف لأنها تحبها وتشعر بالراحة النفسية وهى تتعامل مع قطعة الفخار وتخرج فيها كل ابداعها لتتحول إلى قطعة فنية تنطق بجمال الواحات، مؤكدة أنها لا تعتمد على كتالوجات في العمل ولكنها تنفذ العمل من وحى خيالها وبدقة كبيرة فهى على مدار 22 عام، وهى تمارس هذا الفن الذي لا تعتبره عملا روتينيا بقدر ما هو إبداع متدفق . وتضيف انتصار أنها تقوم بتشكيل القطع الفنية والأنتيكات والديكورات المصنوعة من الفخار ، وكذلك الأشكال الفخارية التقليدية، منها الزيرة والطاجن والقلة والجارة والمحلب وبرج الحمام والمأجور وغيرها من المنتجات الفخارية البسيطة التى لا يخلو منها بيت فى الواحات، والأدوات المنزلية والأوانى التى تستخدم فى الطعام وخاصة الطاجن. وتؤكد إنتصار أن حرفة صناعة الفخار تحتفظ بطابعها التراثى، ولكن يتم إضفاء ملامح المدنية والتطور عليها وذلك من خلال إدخال منتجات الفخار فى الديكور العصرى ومستلزمات جهاز العروس، حيث يتم تصنيع النافورات الفخارية الرائعة وديكورات المنشأت والفيلات والوحدات السكنية والاباليك المتطورة، ووحدات الاضاءة الحديثة بجانب المنتجات التقليدية التى لا يستغنى عنها البيت الواحاتى . وتوضح انتصار أنه يتم تجهيز الطفلة الطينية المعدة لصناعة الفخار ويتم وضعها على دولاب التشكيل للبدء فى انتاج القطع الفخارية والتى يتم نقلها للثلاجة، وهى غرفة مجهزة لحفظ الفخار لساعات ليكون قوامه متماسكا يسهل تشكيله والرسم عليه وبعدها يتم نقلة لافران الحرق، ثم الى قسم الزخرفة والرسم بالرمال الملونة على القطع الفخارية التى تم انتاجها . وتقول انتصار إن زخرفة ونحت وتفريغ القطع الفخارية يحمل التراث الواحاتى ويتبعها مرحلة الزخرفة ، والتى تعتمد على الرسم والنحت والتفريغ للوحات الفنية التى يتم تصنيعها، وهى تحمل رسوما لورقة شجرة الدوم وقرص الشمس والرسم الهندسى الواحاتى، وورقة الزيتون وشجرة النخيل بكامل تفاصيلها أو عرجون النخيل بذاته كما يتم رسم أشكال بالطلب. ومن جانبه قال محمد عبد الله مدير مركز الحرف اليدوية بالوادى الجديد، فى تصريح خاص لــ"انفراد"، أن وحدة تصنيع الفخار والخزف تتميز بمنتجاتها عالية الجودة والتى يتم تصنيعها بأيدى فنانين غير تقليديين، ولهم القدرة على إنتاج أعمال فنية مبهرة تعتمد كليا على الإنتاج اليدوى ويتم تصنيعها وتلوينها بالخامات الطبيعية من البيئة الواحاتية كالرمال الملونة وتشارك في كافة المعارض المحلية والدولية بمنتجاتها المتميزة. وأضاف عبد الله، أنه يجرى تجهيز الطين ويحتوى على الطفلة الصلبة الصالحة للاستخدام وعزلها عن الطفلة السائلة والتى تستخدم فى صب القوالب، بينما تستخدم الطفلة الصلبة فى صناعة المجسمات الفخارية ويتم وضع الطفلة فى أحواض لمدة 4 أيام، ويتم بعد ذلك ترويقها بنظام التقليب وتصفيتها فى حوض ثانى وتركها لمدة أسبوع حتى يمكن استخدامها. وأفاد عبد الله، بأن المرحلة التالية هى مرحلة الثلاجة وهى عبارة عن غرفة مغلقة لا يدخلها الهواء، حتى لا تنفجر الوحدة المصنعة ويترك حتى يجف ثم يتم إجراء عملية الصنفرة للقطعة الفنية لتنعيمها ونقلها إلى صالة الرسم والتلوين، والتى تستخدم فيها ألوان رملية وحجرية من الطبيعية يتم إحضارها من البيئة الواحاتية وطحنها، وتجهيزها لتلوين القطع الفنية التى تستخدم فى الديكور والإضاءة، ويتم تجهيزها للتركيب فى المواقع المصنعة من أجلها .