أعلن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أنه يتم حاليا الإعداد والتجهيز للانتقال النهائى والدائم للحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، بعد الاطمئنان على منظومة الاتصالات، والطرق، وتنفيذ بعض أعمال تنفيذ القطار الكهربائى والمونوريل، وتتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة حاليا الانتهاء من تسليم كل المبانى الحكومية للوزارات والجهات المعنية، فى ظل استكمال أعمال التأثيث المختلفة.
انتقال الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، يتم بينما تتواصل عملية بناء فى كل الاتجاهات، وتصل مبادرة «حياة كريمة» إلى الريف الذى عاش إهمالا كبيرا طوال 40 عاما وأكثر، الرئيس عبدالفتاح السيسى، قال فى مارس 2021: «مش سايبين المحافظات ونتحرك فى كل الاتجاهات، من أسوان حتى العلمين والمنصورة الجديدة والعاصمة الجديدة، الموضوع مش مبانى، وده تطوير كبير إحنا بنعمله، افتتاح العاصمة الجديدة إعلان الجمهورية الجديدة»،
ظلت العاصمة الجديدة مطلبا على مدار نصف قرن، بعد أن بدأت القاهرة تعانى من مشكلات الطرق والمرور والتكدس، مع بنية أساسية متهالكة، وصار مطلب نقل الحكومة والوزارات خارج المربع الضيق متكررا، خاصة أن كل التوقعات رسمت سيناريو متشائما، كانت التقارير الفنية والدولية تتوقع أن تصل السرعة فى شوارع القاهرة 2020 إلى ثمانية كيلومترات فى الساعة.
اليوم تجاوزنا هذا الواقع، بفضل شبكة طرق ومحاور وكبارى، وحلول لمشكلات النقل العام والجماعى فى شبكة مواصلات عامة متكاملة، مع خطوط مترو الأنفاق والمونوريل، وتحديث خطوط أتوبيسات النقل العام، يسهل انتقال المواطنين فى شبكة مواصلات عامة متكاملة، مع توسيع خطوط مترو الأنفاق والمونوريل، و خطوط النقل العام.
هى عملية تحديث لم يكن متوقعا أن تنتهى فى هذا التوقيت، ولا أضعافه، وتنتقل الدولة إلى عاصمة إدارية جديدة ذات بنية تقنية ومعلوماتية عالية الدقة، متوازية مع سعى لتغيير نظام الإدارة ليتناسب مع هذه البنية.
عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، قبل 6 سنوات البدء فى بناء عاصمة إدارية جديدة، بدا الأمر أقرب لخيال جامح، وتعرضت الفكرة نفسها لتساؤلات، حول إمكانية تحققها أو تسويقها، لكن الأيام كانت كفيلة بالرد على الأسئلة، وتقديم إجابات عليها وعلى غيرها.
العاصمة الإدارية رمز لقدرة الدولة، ومعها العلمين والمدن الجديدة فى الدلتا والساحل، الشمالى والغربى، وتفرض تطوير الإدارة الحكومية بشكل يتناسب مع عقل العاصمة الإدارية الجديدة، بعد انتقال الحكومة بوزاراتها والبرلمان والمؤسسات المختلفة، لتكون هناك إدارة حديثة تتناسب مع العاصمة الإدارية، وهى ليست مبانى وقواعد معلومات فقط، لكنها أيضا ستكون عقل الإدارة وقلبها.
توازيا مع تطوير الريف والأقاليم، وإعادة تعمير سيناء وربطها بالوادى والدلتا، تمت من خلال الأنفاق والكبارى، واستصلاح الأراضى ومحطات تنقية وتحلية المياه، التى توفر سبل التنمية المستمرة، وتضيف للجغرافيا والتنمية مجتمعات تتوازى وتتواصل مع التنمية فى القطاع الغربى ضمن أكبر عمليات التنمية التى تشهدها مصر على مدى عقود، ودعوة القطاع الخاص للدخول فى استثمارات، واستغلال الفرص المتاحة للعمل فى مجتمعات جاهزة زراعيا وصناعيا، فى سيناء أراض زراعية وصناعية جاهزة مع خطوط القطارات الكهرباء والسريعة التى تربط موانئ البحر الأحمر بموانئ البحر المتوسط، وتربط القاهرة بالمحافظات شمالا وجنوبا، والمناطق السياحية الشاطئية مع السياحة الثقافية فى الأقصر وأسوان.
وكان السؤال: هل يعنى بناء عاصمة إدارية جديدة ترك القاهرة؟ وجاءت الإجابة من الرئيس: «ليس معنى ذلك إننا هنعزِّل»، وتزامن ذلك مع أكبر عملية تطوير للقاهرة التاريخية، والمتاحف الجديدة، والمتحف الكبير مع متحف الحضارات وسور مجرى العيون، ووسط القاهرة، لتتواصل مع منطقة الأهرامات وأبوالهول، ومجمع التحرير والمناطق الأثرية، التى تجعل القاهرة متحفا مفتوحا، وحركة السياحة سهلة.
بما يؤكد أن العاصمة الإدارية عقل للدولة، يدعم تطوير نظام الإدارة المحلية، وتكون الحكومة قادرة على ممارسة عملها لخدمة الجميع من دون تفرقة، ويتزامن الانتقال إلى العاصمة الإدارية مع إدارة التنوع فى المجتمع، ضمن حوار وطنى ترافقه إجراءات ونقاشات حول المستقبل، تعيد تجميع التيارات والأفكار وفتح المسارات المختلفة للابتكار والحوار، وهو ما يجعل العاصمة تحمل معانى ووعودا، حول تطورات سياسية واجتماعية واسعة، تلبى مطالب ورغبات ملايين المواطنين، وبشكل يتجاوز المبانى والطرق والمشروعات القومية العملاقة فى كل اتجاه، وتحمل وعودا أكبر تتعلق بالبشر والفرص،
ورغم مرور العالم بجائحة كورونا، ثم أزمة الحرب، فقد استمرت عمليات البناء، التى كان يمكن أن تتضاعف تكلفتها عشرات المرات. وهى توسعات تستوعب الزيادة السكانية، ويفترض أن تطور من أداء الحكومة والإدارة المحلية.