بعد رحلة استغرقت خمس سنوات نجحت المركبة "جونو" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا من الوصول إلى كوكب المشترى، والبدء فى الدوران حوله دون أن تصاب بأى ضرر، فيما تعمل حاليا على التقاط صور للكوكب وجمع معلومات متعلقة به.
مسبار "جونو"
وقد تم إطلاق المركبة "جونو" من كوكب الأرض فى 5 أغسطس 2011، فى مهمة تكلفت مليارا و100 مليون دولار، بينما يبلغ مساحة المسبار حجم ملعب كرة قدم كبير.
المسابر جونو
رحلة "جونو"
وتأتى المركبة "جونو" مزودة بدروع من التيتانيوم الذى يساعدها على تحمل الاصطدام بالصخور، بالإضافة إلى تحمل الإشعاعات القوية وانخفاض درجة الحرارة، حيث تعد هذه هى المرة الأولى التى ينجح فيها البشر إلى الوصول إلى كوكب المشترى.
وقامت المركبة "جونو" بتهدئة سرعتها لكى تتمكن من الدخول لمدار الكوكب، وذلك بعد تشغيل محركها الرئيسى لمدة 35 دقيقة، لتقل سرعتها بمعدل 1212 ميلا فى الساعة، ويبعد المشترى حوالى 869 مليون كم عن الأرض، بينما تستغرق الإشارات اللاسلكية التى ترسلها المركبة حوالى 48 دقيقة لتصل إلى مركز التحكم فى الأرض.
رحلة مسابر جونو
تفاصيل الرحلة
ومن المنتظر أن تدور المركبة حول قطبى الكوكب، وستحاول تفادى أحزمة إشعاع الكوكب الأكثر خطورة، حيث سيدور "جونو" حول المشترى 37 مرة فى مدة 18 شهرا، وسيغوص إلى عمق 4100 كم فوق غيوم الكوكب الكثيفة، وقد تم وضع المركبة فى المدار القطبى للكوكب، حيث تتم الدور الكاملة حول الكوكب فى 53 يوما ونصف اليوم، على أن تقوم المركبة بتعديل مدراها فى شهر أكتوبر، بعد أن تنهى دورتين حول الكوكب، لتصبح فى مدار يجعلها تدور حول الكوكب مرة كل 14 يوما.
المسبار جونو
أهداف الرحلة
ويأمل العلماء أن تكشف هذه الرحلة عن أسرار تشكل الكون قبل نحو 4 مليارات ونصف المليار سنة، بالإضافة إلى فهم تكوين الكوكب تحت طبقات السحب الغازية التى تغطيه، فيما ستقوم الأجهزة التسعة الموجودة بالمسبار بقياس الانبعاثات الإشعاعية للأجواء العميقة للكوكب لمعرفة تكوينه، خاصة أن العلماء لا يعرفون ما إذا كانت الغازات التى يتكون منها الكوكب مجتمعة حول نواة صخرية واحدة أم لا.
كذلك فمن المتوقع أن تتمكن من حل سر الشفق المتوهج فى شمال كوكب المشترى، والذى أثار حيرة العلماء عندما التقط تلسكوب هابل الفضائى صورة لشفق القطب الشمالى لكوكب المشترى.
مسبار جونو
مخاوف العلماء
يتخوف العلماء من الكثير من المخاطر التى تحيط بالمهمة، بما فى ذلك طبقة الهيدروجين التى تشكل 90% من غلاف الكوكب، والتى يمكن أن تتحول بفعل الضغط الشديد إلى مادة موصلة للكهرباء يمكنها تدمير المركبة، كذلك هناك تأثير المجال المغناطيسى الكبير للكوكب على المركبة.
مكونات المركبة
نهاية رحلة "جونو"
من المفترض أن يجرى "جونو" فى نهاية رحلته هبوطا انتحاريا على سطح كوكب المشترى فى 20 فبراير 2018، وذلك خلال دورته الـ37 حول الكوكب، وهى نفس الطريقة التى انتهت بها مهمة المسبار جاليليو 2003، وذلك لضمان عدم ارتطامه بالقمر "أوربا" وتلويث محيطاته بالمركبة الأرضية.
مدار مسبار جونو