لا يزال العالم الإسلامى متأثرًا بالحادث الإرهابى الذى وقع بالمدينة المنورة فى التاسع والعشرين من شهر رمضان المنصرم، والذى استشهد فيه عدد من أفراد أمن الحرم النبوى.. هذا التفجير الذى وقع على بعد أمتار من قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى بعد خطوات من البقيع والذى يضم جثامين آل البيت وصحابة رسول الله رضى الله عنهم أجمعين.. ذلك الحادث الذى لم يأتِ يتجرأ إبليس نفسه بالاقتراب من حرم الرسول الكريم .
توعد الله عز وجل كل من يتجرأ على ترويع أهل المدينة المنورة، وقد ذكرت الأحاديث النبوية الشريفة فى فضل المدينة المنورة، فنرى فى كتاب صحيح البخارى باباً تحت مسمى "كتاب فضائل المدينة" منه باب "إثم من كاد أهل المدينة"؛ حدثنا حسين بن حريث أخبرنا الفضل عن جعيد عن عائشة هى بنت سعد قالت سمعت سعدا رضى الله عنه قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول "لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح فى الماء"، ومعنى كلمة "إنماع" أى "ذاب".
كما شدد الله العقوبة على من ظلم أهل المدينة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبى".
ولمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائل كثيرة منها: الترغيب فى سكنى المدينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أناس يخرجون من المدينة إلى اليمن وغيرها بعد فتحها (والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة، (وفى رواية ) ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله فى النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح فى الماء).
وفى فضل الموت بالمدينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل فإنى أشهد لمن مات بها)، وقال أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه، داعيا: (اللهم أرزقنى شهادة فى سبيلك واجعل موتى فى بلد رسولك صلى الله عليه وسلم).
فضل تمر المدينة كما وردت أحاديث فى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سمٌ حتى يمسى لابتيها: حرتى المدينة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره فى ذلك اليوم سُمٌ ولا سحر)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن فى عجوة العالية شفاء أو أنها ترياق أول البكرة).
حتى أن تراب المدينة المنورة ورد فيه أحاديث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشىء منه أو كانت به قرحة أو جرح قال صلى الله عليه وسلم بأصبعه هكذا، ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها بسم لله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى به سقيمنا بإذن ربنا.