يفاقم الإرهاب والجفاف معنات الصوماليين، فقد حذر وزير الداخلية في الحكومة الفيدرالية الصومالية أحمد معلم فقي، مليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة من عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من موجة الجفاف التي ضربت بعض أقاليم البلاد.
ووفقا لوكالة الأنباء الوطنية الصومالية، قال الوزير في تصريح لوسائل إعلام الدولة "أريد أن أحذرهم من عرقلة المساعدات التي سيتم إيصالها للمتضررين من الجفاف في المناطق القليلة الخاضعة لسيطرتهم".
وأشار وزير الداخلية إلى أن مليشيات الشباب المتطرفه تعد السبب الرئيسي لموجة الجفاف والنزوح في البلاد، مضيفاً أن الحكومة تبذل جهود حثيثة لتقديم المساعدات للمتضررين من الجفاف والصراعات.
وفي السابق، دعا القائم بأعمال سفير الصومال لدى المملكة العربية السعودية "أبشِر ورسمي ديرشي" المنظمات الإنسانية إلى إغاثة المتضررين من موجة الجفاف التي ضربت بعض أقاليم البلاد، معربة عن ثقتها في أن يقدم العالم مساعدات عاجلة.
وقال ورسمي ديرشي في المؤتمر الذي نظمته المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (آركو) في العاصمة السعودية الرياض، حول الوضع الإنساني في الصومال، أن حكومة بلاده تبذل بالتعاون مع المنظمات الإنسانية جهود حثيثة لإغاثة المتضررين من موجة الجفاف.
من جانبه، أعلن الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة (CERF)، ضخّ 10 ملايين دولار لتوسيع نطاق الاستجابة للجفاف في الصومال.
وأكد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، في المؤتمر الصحفي، أن الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة (CERF) قرر ضخّ 10 ملايين دولار لتوسيع نطاق الاستجابة للجفاف في الصومال، الذي يواجه أسوأ موجة جفاف منذ 40 عامًا.
وأشار إلى أنه أُعلن عن مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي لأول مرة منذ عام 2017، مع وجود 213 ألف شخص في ظروف شبيهة بالمجاعة، ويعاني نصف السكان – 7.8 ملايين شخص – من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
بدوره حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس من أن المجاعة ستتهدد بحلول سبتمبر 22 مليون شخص على الأقل في منطقة القرن الأفريقي، حيث يتزايد خطر انعدام الأمن الغذائي بسبب الجفاف الذي بلغ مستويات قياسية.
وأشار البرنامج في بيان له إلى أن احتجاب هطول الأمطار للموسم الرابع على التوالي منذ نهاية العام 2020 م فاقم جفافا هو الأسوأ منذ 40 عاما، وأدى إلى نفوق الملايين من رؤوس الماشية وقضى على المحاصيل وأغرق مناطق في كينيا والصومال وإثيوبيا في أوضاع أشبه بالمجاعة، وترك أكثر من مليون شخص منازلهم بحثا عن المياه والغذاء.
ونقل البيان عن المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي قوله : “لا تبدو هناك نهاية في الأفق لأزمة الجفاف هذه، لذلك يجب أن نحصل على الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح ومنع الناس من الانزلاق إلى مستويات كارثية من الجوع والمجاعة”، داعيا العالم بالتحرك الفوري لحماية المجتمعات الأكثر ضعفا من خطر انتشار المجاعة في القرن الأفريقي.
وشدد برنامج الأغذية العالمي على أنه بحاجة ماسة إلى 418 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة.