النور مكانه في القلوب، رفضت الاستسلام للإعاقة التي لازمتها منذ ولادتها، بل كانت تلك الإعاقة دافعا لها لتحقيق أكثر من أهدافها التي كانت تحلم بها، وأحلام "ميار" لم تتوقف عند التحاقها بالتعليم الجامعى، بل تفوقت في دراستها وتم تعيينها كواحدة من معيدتين من ذوي الهمم "إعاقة بصرية" بقسم الإعاقة البصرية بكلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة لأول مرة داخل الكلية منذ إنشائها.
وقالت ميار سامي أحمد على من قرية دلاص بمركز ناصر شمال محافظة بنى سويف فى حوار لـ"انفراد"، أن ترتيبها السادسة من بين 7 أشقاء لأب خرج على المعاش وأم ربة منزل.
وقالت ميار، إنها ولدت بضعف في الإبصار، مشيرة إلى أنها كانت تذاكر دروسها كمبصر خلال المرحلة الابتدائية والإعدادية، بالإضافة إلى أنها بدأت تستخدم مكبرات الأبصار خلال الصف الأول والثاني الثانوي.
وأضافت "ميار"، أنها خلال الصف الثالث الثانوي، بدأت حاسة الإبصار أن تنتهي مشيرة إلى أنها لم تفقد الأمل واتجهت للمذاكرة من خلال التسجيلات الصوتية، متابعة "بدأت أواجه مشكلة فقدان التركيز والنوم أثناء الاستماع للدروس المسجلة خلال الصف الثالث الثانوي.
وقالت ميار إنها حصلت على 93 % في المرحلة الثانوية الشعبة الأدبية وحصلت على المركز الثاني على مستوى المدرسة، مشيرة إلى أنها كانت في مدرسة حكومية عادية بأحد فصول الدمج وليست مدرسة للمكفوفين.
وأضافت ميار أنها التحقت بكلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفة:" فكرة التحاقى بالكلية كانت فكرة شقيقتي التي دعمتنى، مؤكدة أنها التحقت بقسم الإعاقة البصرية.
وقالت ميار إنها تفوقت في الكلية بتقدير الامتياز طوال الأربع سنوات دراسة، مشيرة إلى أنها حصلت على تقدير الامتياز مع مرتبة الشرف في التقدير التراكمي على مستوى القسم.
وأكدت "ميار"، أنها حصلت على المركز الثاني على القسم ما بين 6 أوائل على القسم منهم أربعة من المبصرين، مضيفة أنها سعيدة بتفوقها، مشيرة إلى أنه تم تعينها وزميلتها شيماء كأول اثنين معيدين من ذوي الهمم على مستوى جامعة بنى سويف .
وقالت ميار، إنها تعرضت لصعوبات كثيرة كانت دافعا لتفوقها، مشيرة إلى أنها سوف تستمر في الدراسة وتحضير الماجستير والدكتوراه.
وأعلن الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بنى وسيف، فى وقت سابق تعيين معيدتين من ذوي الهمم" إعاقة بصرية "بقسم الإعاقة البصرية بكلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة لأول مرة داخل الكلية منذ إنشائها عام 2016 بعد تفوقهن وحصولهن على أعلى التقديرات خلال فترة دراستهن بالكلية وتصدرهن أوائل الدفعة.
وأكد الدكتور منصور حسن أن الإعاقة لم تكن سبباً لمنع أي شخص من مواصلة حياته وتحقيق أحلامه، مشيداً بالقدرات المميزة التي يمتلكها أبناء الجامعة من ذوي الهمم ما يعد تتويجاً للجهود التي تبذلها الجامعة من أجل هؤلاء الطلاب، وأن جامعة بنى وسيف تعد من أولى الجامعات التي حرصت على الاهتمام بذوي الهمم، وأنشأت كلية متخصصة في علوم تأهيل ذي الهمم لتصبح رائدة في هذا المجال بين نظائرها من الجامعات الأخرى على المستويين المحلى والإقليمي وذلك منذ عام 2016.