-نقيب البيطريين: إهمال الدولة للطب البيطرى أضراره ستصبح فى غاية الخطورة مستقبلا
-محمد بيومى: المأكولات المحملة بالمواد المسرطنة كالمبيدات الحشرية بعد رشها على الأراضى الزراعية أبرز أسباب انتشار سرطان الحيوانات
كشف الدكتور خالد العامرى النقيب العام للأطباء البيطريين، عن ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السرطان بين الحيوانات فى الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن حالات الإصابة كانت نادرة إلى وقت قريب، إلا أن ارتفاعها بشكل كبير مؤخرا يعد مؤشرا بأن البيئة المصرية أصبحت محملة بحمل ثقيل من التلوث ومسببات السرطان من حولنا، بدليل ظهورها على الحيوانات بمعدلات أكبر من الفترات السابقة.
وأضاف العامرى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن العيادات الخارجية بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، شهدت ترددا لحالات بأعداد كبيرة فى السنوات الأخيرة، خاصة بين القطط والكلاب والطيور، فعندما يتدخل الجراح يكتشف إصابتهم بأورام سرطانية، موضحا أن أعمار الحيوانات فى الأساس ليست كبيرة، فالكلب عمرة لا يتعد الـ15 عاما، وكونه يصاب بالسرطان فى عمر 6 سنوات، والقطط فى أعمار مشابهة، دليل على تلوث البيئة بشكل كبير.
وحذر نقيب البيطريين، من استمرار تجاهل الدولة لملف الطب البيطرى، قائلا:"يجب أن تنتبه الدولة للطب البيطرى، فهو سيحقق لها نقلة وسيوفر لها عملة صعبة، كما أن تعيين أطباء بيطريين سيدر دخلا للدولة، ويقلل من الأمراض وانتشارها، وبالتالى سيقلل العبء على ميزانية وزارة الصحة، فالموضوع لم يعد رفاهية وأصبح لزاما، وعدم التزام الدولة بهذا الملف أضراره ستصبح فى غاية الخطورة مستقبلا".
وأكد الدكتور خالد العامرى، أن الأبحاث أكدت أن معظم مسببات السرطان فى الإنسان يرجع إلى الغذاء ذى الأصل الحيوانى "كاللحوم ومنتجاتها، والبيض ومنتجاته، والأسماك" مع الملوثات فى البيئة المحيطة، مشيرا إلى أن صحة الحيوان ترتبط بشكل مباشر بصحة الإنسان، فالحيوان ينقل الأمراض المشتركة للإنسان، أو قد يكونون مؤشرا لانعكاسات ما يحدث بالبيئة عند إصابتهم بالمرض مثلما يحدث للإنسان، مطالبا بسرعة إنشاء كيان مستقل للطب البيطرى، يسمى بوزارة الدولة للصحة البيطرية والحيوانية.
فى سياق متصل، أرجع الدكتور محمد بيومى، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين الفرعية بالقليوبية، انتشار مرض السرطان بين الحيوانات إلى عدة أسباب من بينها: "تناول المأكولات المحملة بالمواد المسرطنة، كالمبيدات الحشرية بعد رشها على الأراضى الزراعية، أو استخدام حقن الهرمونات مع الحيوانات المنزلية كالكلاب والقطط لإيقاف الدورة أو منع الحمل أو تقليل فترة الحمل، ولحيوانات المزرعة فيتم لزيادة اللبن، أو لزيادة وزن الحيوان".
وأضاف بيومى، لـ"انفراد"،:" فى بعض الأوقات يتم استخدام حقن هرمون "الاستروجين" لتقليل الرغبة الجنسية عند العجول التى تتسبب فى انخفاض الوزن لديهم بشكل كبير، وهو يؤدى إلى السرطان أو دوالى فى اللحم، كما يتم وضع الهرمون نفسه للدواجن فى المياه لزيادة وزنها".
ولفت عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين بالقليوبية، إلى أن استخدام الهرمونات له تأثير سلبى مزدوج على الإنسان والحيوان، مشيرا إلى أنه يترتب عليه عند الشباب زيادة ما يتم وصف بـ"المياصة"، و"الأفورة" أو الضعف بشكل كبير عند البنات، وذلك نتيجة لتناول لحم الدواجن أو العجول التى تحتوى على بواقى من تلك الهرومونات، بالإضافة إلى تماثل شكل الجسم بين الولد والبنت.
وتابع:"وتنتقل بواقى الأستروجين من الأم إلى الجنين، وفى حال أنها بنت، فمع بداية تقدم عمرها ستلحظ ظهور كافة علامات الأنوثة مبكرا عن موعدها الطبيعى، على عكس الولد الذى ستؤدى معه إلى تقلص صفات الذكورة لديه، لعدم إمكانية اجتماع هرمون الذكورة والأنوثة معا، وقد يسبب فى بعض الحالات العقم"، مؤكدا على ضرورة تقليل استخدام الهرمونات بشكل كبير فى الحيوانات، وزيادة الرقابة من قبل الهيئة العامة للخدمات البيطرية بشكل أكبر على المزارع.
وأوضح الدكتور محمد بيومى، أن الهرمونات علميا تفقد فعاليتها مع عملية الطهى، إلا أن بعض الأبحاث الحديثة أكدت أنه ليست كل الهرمونات تفقد فعاليتها بحرارة الطهى، مضيفا:" لذا فإن تراكم الهرمونات مع تناول الإنسان للحوم لفترات، يفقد الكبد القدرة على التخلص منها بشكل كامل، وفى النهاية يؤدى إلى إصابة الإنسان بالأمراض، والتى قد تنتقل إلى الطفل أثناء حمل الأم فيه وتصبح جينات وراثية".
موضوعات متعلقه..
بعد عام من وقفه.. "البيطريين" تطالب بتفعيل قانون تجريم ذبح البتلو لحماية الثروة الحيوانية.. منح الضبطية القضائية لأعضائها فى التفتيش على الأغذية.. وتحذر من تجاهل "الزراعة" لـ"مافيا" استيراد اللحوم