تتفاقم أزمة الطاقة فى بريطانيا بشكل كبير يؤثر على آلاف الأسر فى الوقت الذى يخشى فيه كثيرون من شتاء صعب يفتقرون فيه للطاقة اللازمة للتدفئة، وقالت صحيفة التليجراف إن الأسر البريطانية قد تواجه ارتفاعا حادا فى فواتير الطاقة قبل أكتوبر حيث يصارع الموردون ارتفاع تكاليف البيع بالجملة.
وأكدت الهيئة المنظمة أوجيم أن سقف السعر سيصل إلى 3549 جنيها إسترلينيا، وتعادل الزيادة الجديدة البالغة 80% نحو 300 جنيه إسترلينى شهريا فى المتوسط للأسرة العادية، وبينما يدخل الارتفاع رسميا حيز التنفيذ فى الأول من أكتوبر، فقد حذرت أوفجيم فى أن بعض الموردين قد يبدأون فى زيادة الخصم المباشر قبل ذلك التاريخ لتوزيع التكاليف.
وذكرت فى الأسعار ستؤدى إلى زيادة الضغط على ميزانيات الأسرة المتوترة قبل فصل الشتاء القاسى التليجراف أن القفزة.
وقال جوناثان برييرلى، الرئيس التنفيذى لشركة أوفجيم، إن رئيس الوزراء الجديد سيحتاج إلى التصرف بشكل عاجل وحاسم لمعالجة الأزمة. وأضاف أنهم يعملون مع الوزراء وجماعات المستهلكين والصناعة حول سلسلة من الخيارات لرئيس الوزرا ء القادم، والتى ستتطلب إجراءات عاجلة، مشددا على ضرورة أن تتناسب الاستجابة مع حجم الأزمة التى يواجهونها، وذهبت الصحيفة إلى القول بأنه فى حين أن معالجة الأزمة سيكون تحديا كبير لرئيس الوزراء الجديد، إلا أنه لا يوجد احتمالية كبيرة لتطبيق سياسة جديدة قبل أن يتولى ريشى سوناك أو ليز تروس السلطة.
وحذر محللون من أن ملايين الأسر قد تُدفع إلى فقر الطاقة، بإنفاق أكثر من 10% من دخلهم على الوقود، نتيجة للزيادة فى الأسعار، ويبدو أن الوضع سيزداد سوءا أيضا، حيث تشير التوقعات الأحدث إلى أن فواتير الطاقة قد تصل إلى 6616 استرلينى فى إبريل القادم. ويعد ارتفاع فواتير الطاقة القوة الرئيسة وراء التضخم، الذى قفز إلى مستويات غير مسبوقة منذ 40 عاما فى بريطانيا، ، وأدى إلى ارتفاع تكاليف المعيشة.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة التايمز إن ليز تروس، المرشحة لزعامة المحافظين ورئاسة الحكومة فى بريطانيا، تخطط لحزمة كبيرة لتقديم المساعدة فى فواتير الطاقة، وذلك بعدما أعلنت الجهة المنظمة للطاقة عن رفع الأسعار بنسبة 80%.
وبحسب الصحيفة، فإن تروس تعترف بأن أزمة الطاقة ستحدد رئاستها للحكومة لو فازت فى سباق زعامة المحافظين، وأجرت محادثات مع حلفائها بشأن تقديم حزمة كبيرة من الدعم.
وقد أعلنت الهيئة المنظمة للطاقة ببريطانيا "أوفجين"، الجمعة، أن سقف أسعار الطاقة سيرتفع من 1971 إلى 3549 استرلينى، وهو ما فاق التوقعات السابقة بشكل كبير. وسيتم تنفيذ الأسعار الجديدة بدءا من أول أكتوبر.
وتم إخبار الوزراء، الخميس، أن تلك الزيادة المدفوعة بالغزو الروسى لأوكرانيا، ستترك ملايين من الناس يواجهون العوز وعدم القدرة على تدفئة منازلهم أو حتى طبخ الطعام.
وعلمت التايمز أن تروس أجرت محادثات مع وزير الأعمال كواسى كوارتنج ، والذى قد يشغل منصب وزير الخزانة فى حكومتها إذا فازت، وأعضاء آخرين رفيعى المستوى فى فريقها بمناقشة خططها.
وكانت تروس، الأوفر حظا فى سباق قيادة المحافظين، قد تعمدت الغموض بشأن خططها لمساعدة الناس فى التعامل مع أزمة تكاليف المعيشة، وقال إنها ستلزم نفسها بإجرائين أساسيين، وهما التراجع عن زيادات التأمين الوطنية وإلغاء الرسوم الخضراء على فواتير الطاقة. لكن الخبراء قالوا إن هذه الإجراءين ليس لهما صلة إلى حد كبير فى ظل حجم ارتفاع الأسعار. لكن تروس تعمل الآن على خطط لتقديم مليارات من الاسترلينى فى شكل دعم مستهدف للمتقاعدين والأسر الأكثر فقرا، وربما تتبنى خطة منافسها ريشى سوناك لقوف ضرائب القيمة المضافة على فواتير الطاقة.
ومن بين الخيارات التى تدرسها استخدام نظام ائتمان شامل لاستهدف الأسر التى هى فى أمس الحاجة، مثل العائلات الكبرى أو الأشخاص ذوى الإعاقة.