لا يزال العالم يكافح من أجل مواجهة غضب الطبيعة المتمثل فى الفيضانات والسيول التي أغرقت مئات المنازل فى عدد من البلدان، بينما لا تزال اخرى تكافح من أجل إخماد الحرائق التى التهمت مئات الهكتارات من الأفدنة بمناطق الغابات، فيما تواجه بلدان مثل المغرب تداعيات موجات غير مسبوقة من الجفاف.
لبنان يستعد لموسم الحرائق
وفى السياق نفسه، يستعد لبنان لموجة جديدة من حرائق الغابات، نتيجة الارتفاع فى درجات الحرارة، وزيادة سرعة الرياح، وهذا التحدى له وضعية خاصة بلبنان الذى قد يكون عاجزا عن مواجهته فى ظل ضعف الإمكانات والأوضاع الاقتصادية المتردية، ما يدفع البلاد للاعتماد على مساعدات بلدان مجاورة كقبرص.
وفى يونيو الماضى بدأ موسم الحرائق فى غابات لبنان الخضراء مع ارتفاع درجات الحرارة واندلع حريق هائل بغابة فى بطرماز قضاء الضنية شمال لبنان، فيما اندلع حريق آخر فى غابة بقضاء بعبدا، إلا أن القوى المحلية وأهالى المنطقة تمكنوا من إخماده.
وتكشف دراسة أعدت ما بين وزارة البيئة اللبنانية وجامعة البلمند، مساحات أراضى وغابات لبنان الخضراء التى قضت عليها الحرائق، حيث بلغت مساحة الأراضى المحروقة 2838 هكتار فى عام 2021 منها 2100 هكتار من مساحة الغابات الخضراء فى البلاد، و215 هكتار أراضى زراعية و1631 أراضى ذات التنوع البيئى حسب الدراسة.
الجزائر وتونس
وفى الجزائر التى واجهت موجة غير مسبوقة من الحرائق، وجه وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هنى، تعليمات بضرورة التكفل الأنجع بكل الملفات مع احترام الآجال والمعايير فيما يخص الخسائر الناجمة عن حرائق الغابات التى عرفتها بعض الولايات مؤخرا، وفق بيان للوزارة، وجاءت هذه التعليمات خلال اجتماع تنسيقى خصص للتكفل بالخسائر الناجمة عن حرائق الغابات الأخيرة، كما شدد السيد هنى على "التكفل الأمثل بكافة الخسائر والأضرار المسجلة والتى سخرت لها الدولة كافة الإمكانيات اللازمة".
وجارى معاينة الولايات والمناطق التى لحقت بها الحرائق لتقييم الأضرار والخسائر.
وعلى الصعيد نفسه، نشبت مؤخرا حرائق كثيرة وضخمة فى غابات تونس بولايتى باجة وجندوبة المتجاورتين فى مناطق طبرقة وعين دراهم وفرنانة وفى غابات على الحدود مع الجزائر حيث تسببت موجات من الرياح الساخنة فى توسع الحرائق.
واندلع أيضا حريق ضخم بغابة جبل زاوية المقايز التابعة لمعتمدية الهواية بتونس حيث انتقلت على الفور أربع وسائل إطفاء بمساعدة أربع وسائل إطفاء للغابات للسيطرة على حريق.
الفيضانات
وفى اليمن التى واجهت من فيضانات وسيول جارفة، فى معظم المحافظات خلال الأسابيع الماضية، تسبب فى أضرار فادحة، حيث لقى أكثر من 90 شخصًا مصرعهم ودمرت منازل وأراض زراعية لآلاف الأسر، بالإضافة إلى العديد من مرافق البنية التحتية الحيوية داخل البلاد، ووفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، فإن حوالى 100 شخص من بينهم أطفال لقوا حتفهم فى مناطق مختلفة، كما تضررت حوالى 35 ألف أسرة جراء السيول، كما أن الأمطار الغزيرة والفيضانات فاقمت من انتشار الأمراض الموسمية والأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، والتى تحصد أرواح الكثيرين فى بلد لا تتجاوز نسبة المرافق الصحية التى مازالت تعمل فيه 51% فقط.
موجات الجفاف بالمغرب
من جهة ثانية، يواجه المغرب عددا من الكوارث الطبيعية كان فى مقدمتها موجة الجفاف التى لم تشهد مثلها المملكة منذ أربعة عقود، وتزداد المخاوف من تداعيات الجفاف فى المغرب، حيث لا يتعدى مخزون السدود المغربية 27% من طاقتها، ويصنف المغرب تحت خط ندرة المياه الذى تحدده المنظمة العالمية للصحة بـ1700 متر مكعب للفرد سنويا، بينما لا تتجاوز هذه الحصة 600 متر مكعب فى المملكة.
ضربت موجة شديدة من الجفاف سد المسيرة مؤخرا، ثانى أكبر سد بالمغرب فى إقليم سطات غرب المملكة.
وذكر موقع "Rue 20" المغربى أن المملكة تعانى للعام الرابع على التوالى من قلة هطول الأمطار، وحسب تقرير صادر عن وزارة التجهيز والمياه، بلغ المعدل الوطنى لمعدل ملء السدود الكبرى فى المغرب 29.2 فى المائة فقط حتى منتصف يوليو 2022، بانخفاض يقارب النصف عن الفترة نفسها من العام الماضى والتى بلغت 45.2 فى المائة.
وأشار إلى أن الحكومة قررت تنفيذ برنامج لتوفير المياه بالإضافة إلى تخصيص أكثر من مليار دولار لمساعدة الفلاحين الذين يعانون من مشكلة الجفاف.
وأوضح أنه يترتب على ذلك تنفيذ قيود على تدفق المياه الموزعة للمستهلكين وكذلك حظر استخدام مياه الشرب لغسيل السيارات وملء حمامات السباحة ورى ملاعب الغولف والمساحات الخضراء.