"سان جيوفانى" فندق ملكى بمذاق الإسكندرية القديمة.. المكان المفضل للرئيس السادات لتناول السمك البورى.. ملك الأردن وزوجته تناولا العشاء على أنغام الموسيقى .. و"الساحر" ودع عروس البحر قبل وفاته بشهر إقام

" قضينا ساعة فى سان جيوفانى..رأينا الحسن فى أحلى التمنى طعام سائغ ونسيم بحر يهب بموجبه حلو التغنى".. هكذا كتب أحمد رامى أشعاره عندما زار مطعم سان جيوفانى بالإسكندرية عام 1977 ، وأعجب بالطعام المقدم وسط نسائم البحر ورائحة اليود التى ألهمته لكتابة بيت شعرى خصيصاً لهذا المكان، ظلت لسنوات طويلة مدونه على قائمة الطعام الرئيسية يقرأها كل من يختار طعامه يستشعر أبيات " رامى" ويستمتع بمذاقه. يقع فندق سان جيوفانى بمنطقة ستانلى بالإسكندرية ، وهو موقع خلاب بوسط الإسكندرية، كافة الغرف وقاعات الطعام على البحر مباشرة مما دفع محبى عروس البحر المتوسط التواجد فيه طوال أيام السنه، ويأتى خصيصا له أفواج سياحية من كافة أنحاء العالم، "انفراد" قضى يوما كاملاً فى الفندق الملكى المميز. عند دخولك من البوابة الرئيسية التى تقع مباشرة على طريق الكورنيش تستقبلك ابتسامة ترحيب من طاقم الفندق.. سعادة تستطيع أن تفصل كافة الضوضاء التى يعيشها أى شخص فى حياته اليومية، ترى فى الصالة الرئيسية لوحات زيتية للملك فاروق فى كافة مراحل عمره يتوسطها لوحه مرسومة لفتاه وهى تمثل فتاه الإسكندرية قديما مفعمة بالجمال والأنوثة وبجوارها الكراسى الملكية ذات اللون الأحمر، يوجهك طاقم العمل للمكان الذى تريده وهم يرتدون الملابس المخصصة لهم والتى كان يرتديها طاقم العمل فى القصور الملكية تتميز بالأناقة والنظافة وهم يبتسمون للجميع. وفى الطابق السفلى تجد مطعم وكافيه شوب ويحمل اسم " لاسيرين " وهو يعنى حوريه البحر باللغة الفرنسية منذ دخول تستشعر وكأنك فى لوكيشن تصوير لأحد الأفلام القديمة والأبطال ونجوم السينما يقفون أمامك منهم شادية وسعاد حسنى وإسماعيل وعمر الشريف صور تشاهدها لأول مره لهم من أفلام وهم يرتدون ملابس الشخصيات، وفى أحد الحوائط تجد صورة مجمعه للساحر محمود عبدالعزيز الذى كان يعشق المكان وخصصت إدارة الفندق هذا المكان لجمع عدد كبير من صوره تخليداً لذكراه . التقينا رئيس مجلس إدارة الفندق وسيم محيى الدين، وهو يسترجع ذكرياته منذ بداية السبعينات بعد أن اشترت أسرته الفندق من رجل الأعمال اليونانى بنايوتى الذى كان يعيش بالإسكندرية وبنى الفندق عام 1938 وكان مكونا من 3 أدوار فقط وهو عبارة عن مبنى خشبى مكون من 14 حجرة وحمام واحد فقط لكل دور. وأضاف إنه اشتراه منه عام 1971 بعد أن قرر" بنايوتى" أن يعود الى اليونان ويبيع ممتلكاته فى مصر وتم تطوير الفندق والمبنى الخشبى تم بناؤه ولكن كان قراره هو الاحتفاظ بتاريخ الإسكندرية القديمة والحفاظ على التراث والطابع الكلاسيكى للمكان، بالإضافة إلى الاحتفاظ بمدخل الفندق والرخام المميز له، كما تم تطوير الحجرات والاستعانه بمهندسين وخبراء أجانب إلى أن وصل عدد الحجرات فى الفندق إلى 33 حجرة وكل حجرة لها حمام خاص بها. وأوضح أن الفندق يتميز بموقعه والطابع الكلاسيكى الذى حرصوا على استمراره ، وغم التطور الكبير والعصر الحديث إلا أنه لا زال يحتفظ بهذا الطابع حتى الآن ويأتى إليه خصيصا زوار ليستمتعوا بالعشاء والبرنامج الموسيقى بالفندق ، كما أن هناك أزواج بدأوا حياتهم الزوجية بالفندق منذ السبعينات حتى الآن لقضاء شهر العسل وهو أكثر ما يميز الفندق . "حائط الذكريات" وقال وسيم محيى الدين، إن الفندق زاره العديد من رؤساء العالم والمشاهير أبرزهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكان مكانه المفضل ، وجاء فى أول زيارة وكانت فى عام 1974 حيث فوجىء الجميع بوصول الرئيس بسيارته الخاصة، وبصحبته زوجته الراحلة جيهان السادات وأولاده، وجاء ليتناول العشاء على أنغام الموسيقى وكان يتعامل على أنه زائر عادى . وأضاف إنه كان له طعام مفضل فى " سان جيوفانى" وهو السمك البورى المشوى بالردة ومعه السلطات، كانت وجبته المفضلة ويتم تجهيزها له فور وصوله ، وكانت حرمه جيهان السادات تتواجد باستمرار مع أصدقائها، زوجه شاه إيران الشهبانو فرح ديبا لتناول العشاء طوال فترة اقامتهم بالإسكندرية، كما طلبت أن تكون الوجبات الخاصة بشاه ايران خلال فترة اقامته بقصر رأس التين أن يكون من " سان جيوفانى" وظل يُرسل له يوميًا الوجبات خلال فترة اقامته . وقال إن كافة الصور الوجودة مع الرئيس الراحل كان بجواره خلال تواجده بالفندق " قائلا " كان حريص لمعرفة الأوضاع عن السياحة بالإسكندرية ودائم السؤال عن توافد الوفود الأجنبية والانتعاش السياحى لأنه كان حريص على معرفة نتائج الانفتاح على العالم ويشاهد النتائج على أرض الواقع . وأكد أن بفضل الرئيس الراحل أنور السادات تم ادخال خط تليفون ارضى لأول مرة للفندق وتركيب " سويتش" ، لأنه كان هناك أزمة فى التليفونات الأرضية فى هذا التوقيت وتم حلها ، لحرصه على المكان وتقديم خدمة مميزة للزوار ومعاملة السائحين بأفضل معاملة. ولم يكن الرئيس الراحل محمد انور السادات فقط من زار سان جيوفانى وله مواقف فيها، ولكن الملك حسين ملك الأردن زار الفندق وتناول العشاء والتقط الصورة التذكاريه مع زوجته وطاقم العمل واستمتع بقائمة الطعام وكتب إهداء خاص للفندق ودعا فيه لزيارته . وقال "محيى الدين" أن هناك العديد من المشاهير ظلوا يتوافدون على الفندق منذ السبعينات منهم الراحل عمر الشريف والعالم أحمد زويل اثناء تواجده بالإسكندرية كان حريص على زيارة سان جيوفانى وتناول العشاء مع اصدقاءه والزعيم عادل إمام وعدد كبير من الفنانين الذين يحرصون حتى الآن التواجد وقضاء وقت مميز فى الفندق ليس للاقامة فقط ومنهم من يتواجد للاستمتاع بالأجواء الكلاسيكية المميزة على شاطىء الإسكندرية . أما الساحر محمود عبد العزيز كان له ذكريات عديدة فى الفندق وكان حريصًا على التواجد باستمرار بالفندق خلال تواجده بالإسكندرية حتى قبل وفاته بشهر واحد فقط كان حريص على تناول العشاء بالفندق والاستمتاع بالإسكندرية وبعدها مباشرة سافر للعلاج وتوفى ، وكانت إدارة الفندق حريصة على تخليد ذكرى محبيه بوضع صورهم داخل الفندق منهم محمود عبد العزيز حيث تم تجميع عدد من صوره فى قاعه " لاسيرين". سر الأثاث الكلاسيكى وقال " محيى الدين" إن الفندق ارتبط بالعهد الملكى الكلاسيكي، لذلك تم وضع كافة الأثاث من التراث والكلاسيكية رغم الحداثة المنتشرة فى معظم الأماكن إلا أنه مازال محتفظ بالكلاسيكية الأوروبية كما أن الخدمة وطاقم العمل يعملوا على التراث الكلاسيكى القديم . وأضاف أن كافة اللوحات الموجودة حقيقية منها لوحة محمد على باشا وكافة صور الملك فاروق والكراسى الملكية، مؤكدا أنه كان حريصا على اقتناء التحف واللوحات والأثاث القديم من كل دول العالم منها سوق الانتيكا فى فرنسا الذى اشترى منه لوحات عديدة منها الطرابيزة الخاصة بالملك فاروق المخصصة له للتدخين قائلا " كل بلد بسافرها وأجد قطعه او تحفه تناسب كلاسيكية سان جيوفانى كنت بشتريها للحفاظ على الكلاسيكية وتراث الإسكندرية القديمة ". وفى نهاية اللقاء " قال إن الفندق يتميز بالطابع الكلاسيكى ولن يتم تغييره، وسيظل يجذب الزوار بتقديم الخدمات المميزة المليئة بالفخامة الملكية ".