مأساة بما تحملها الكلمة من معانى يعيشها صلاح طلعت مصطفى أبو الحسن، ابن قرية بنون بأبو المطامير بالبحيرة، فهذا الشاب مريض بمرض نادر جعله أشبه بجثة عبارة عن هيكل عظمى فقط وأصبح ملازم الفراش لا يقدر على الحركة منذ 20 سنة مشلولا شلل كامل.
"انفراد" حاولت رصد المأساة عن قرب ودخلت منزل عائلة صلاح طلعت مصطفى أبو الحسن بقرية بنون التابعة لمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة فى البداية وبمجرد أن تشاهد المنزل والمسقوف بالبوص والخشب وهو أشبه بالمقبرة عبارة عن غرفة تكاد تشعر بمدى المأساة والمعاناة وحجم الفقر الذى تعيشه هذه الأسرة.
مجرد أن تدخل المنزل وهو عبارة عن غرفة مسقوفة بالبوص، تشعر وكأنك دخلت مقبرة، ترى شاب فى أوائل العقد الرابع من العمر عارى تماما بسبب عدم قدرته على ارتداء الملابس بعد أن التف عظمه حول بعضه ينام على الأرض وكأنه ينام على فراش الموت.
وتتعجب أشد العجب حينما تتحدث مع الشاب "صلاح طلعت مصطفى أبو الحسن"، الذى أصبح عبارة عن هيكل عظمى فقط، وقد هن العظمة منه، وأصبح مشلولا شبه جثة، ولا يملك من حطام الدنيا شيئا فتتخيل أنك بمجرد أن تعطيه فرصة للتعبير عن طلباته سيقول لك نفسى ثم نفسى، فتفاجأ بحالة الرضى الغريبة التى يتمتع بها هذا الشاب بقضاء الله عز وجل.
ويكمل صلاح حديثة قائلا: "أمى أعظم أم فى الدنيا بتغسلنى مرتين فى اليوم وما بتقرفش من ريحتى ربنا يجازيها عنى كل الخير".
وتقول الأم زهيرة محمد على حسانين: "أنا طول عمرى بخاف من الموت والهم منذ أن تسلمت جثة زوجى من مستشفى دمنهور العام، وبعدها مباشرة أصبحت أشم رائحة الموت فى منزلنا كل لحظة، وقد وهبت حياتى لأولادى الثلاثة الذين أصيبوا بنفس مرض والدهم وأصبحوا يتساقطون أمام عينى، واشتغلت خدامة فى البيوت بالرغم من إنى مش بحب الشغلانة دى بس علشان خاطر ولادى أبيع حياتى، ولاد الحلال بيساعدونى باللى فيه النصيب، أنا حيلى اتهد وعيالى بتموت قصاد عينى ومش قادرة أعمل لهم أى حاجة، واللى بيمن علينا النهاردة بحسنة بكره هيزهق، الحقنة الواحدة ثمنها 100 جنيه، أنا عايز أناشد الدولة ترحم أولادى وتعالجهم على نفقة الدولة وأنا بقول أنا كدة كدة ميتة بس أرجوكم الحقوا أولادى، ولادى بيحبوا البلد، ونشأت ابنى دخل الجيش.
وتابعت: "ماليش غير ربنا ثم الرئيس السيسي اللى ألجأ له، أنا يا ريس دوخت بأولادى وبتوع الصحة فى البحيرة قرفانين من ابنى لأنه بيرجع دم وبيعمل حمام على نفسه، أرجوك ياريس ابعت لنا حد الله يحفظك يشوف حالتنا".
ويكمل "السيد"، شقيق صلاح، إحنا مرضى أنا وأخويا وأمى عندها فيروس وعايزين الدولة تشملنا بعين الرحمة، مضيفا: "أنا متزوج وبعد الزواج تعبت وظهرت عليا علامات نفس مرض أخويا ومعايا بنتين وأمهم ومش لاقيين ناكل ومرتبى 145 جنيها، أنا بناخد كورتيزون، أناشد الدولة أن تعالجنا".