يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن للحفاظ على سيطرة حزبه الديمقراطي في مجلسي النواب والشيوخ في الكونجرس بالتزامن مع انتخابات التجديد النصفي في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمات الطاقة والجفاف والتضخم وغيرها، ويواجه بايدن نفسه تحديا مع انخفاض معدلات دعمه داخل الحزب الا ان هذا لم يوقفه عن بدء جولة الترويج للديمقراطيين.
على الجانب الاخر وعلى الرغم من ازمة وثائق مارالاجو، مازال الرئيس السابق دونالد ترامب يتمتع بدعم الحمهوريين سواء من الناخبين او من أعضاء الحزب نفسهم حيث يعمل لدعم مرشحي حزبه الجمهوري لاستعادة السيطرة على الكونجرس مما سيمهد له الطريق للفوز بولاية ثانية في انتخابات 2024 اذا ما قرر الترشح.
قال أكثر من نصف الناخبين الديمقراطيين في الولايات المتحدة في استطلاع جديد للرأي، إن الرئيس جو بايدن لا ينبغي أن يترشح لولاية ثانية في عام 2024 وسط شكوك حول أدائه الوظيفي وصحته.
وجد استطلاع أجرته يو اس توداي أن 56 في المائة من الناخبين الديمقراطيين يعارضون محاولة إعادة انتخاب بايدن، رغم موافقتهم عليه فيما يتعلق بخبرته الحكومية ومعرفته بالسياسة والتركيز على توحيد البلاد، وقال 60 في المائة من النواب الديمقراطيين إنهم يعتقدون أن بايدن يمكن أن يفوز إذا ترشح في عام 2024.
وفي خطوة لدعم حزبه في التجديد النصفى، أعلن البيت الأبيض ان الرئيس جو بايدن سيسافر الى فيلادلفيا الخميس المقبل لالقاء خطاب حول المعركة المستمرة من اجل "روح الامة" وهي عبارة استخدمت في الماضي لوصف الكفاح من اجل الديمقراطية في مواجهة ما وصف بـ"المعارضين المتطرفين".
يأتي الخطاب بعد أسبوع من عودة بايدن إلى مسار الحملة بخطاب قدم فيه اقوى انتقاد وجهه للجمهوريين حيث وصف سياسات ترامب السابقة بـ "شبه الفاشية"، وأشارت مجلة بوليتكو الى ان هجمات بايدن على الجمهوريين زادت حدتها بالتزامن مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر.
وبحسب البيت الأبيض، رحلة فيلادلفيا واحدة من ثلاث رحلات خطط لها بايدن إلى ولاية بنسلفانيا في الأيام المقبلة كما سيسافر أيضًا إلى ويلكس باري، بنسلفانيا، يوم الثلاثاء لمناقشة أجندته حول العنف المسلح، وسيتوجه إلى بيتسبرج في يوم العمال للاحتفال بـ"كرامة العمال الأمريكيين".
وقالت بوليتكو ان "استعادة روح الامة" هو احد وعود بايدن الانتخابية التي كررها خلال حماته 2020 وهو ما يحاول الرئيس الأمريكي تحقيقه بالتزامن مع التجديد النصفي، حيث يعمل على تكثيف ظهوره العلني في الوقت الذي يسعى فيه إلى الترويج لفوزه التشريعي الصيفي.
والاسبوع الماضي، أعلن بايدن، أن الحكومة الأمريكية ستقدم إعفاء بنحو 10 آلاف دولار من القروض الطلابية لملايين الطلاب الجامعين السابقين المثقلين بالديون، ليوفى بذلك تعهدا قطعه أثناء ترشحه للرئاسة فى عام 2020.
وقالت وكالة رويترز، إن الخطوة يمكن أن تعزز الدم للديمقراطيين فى الانتخابات النصفية المقررة فى نوفمبر المقبل، إلا أن بعض خبراء الاقتصاد يحذرون من أنها قد تشعل التضخم، وتساءل بعض الجمهوريون فى الكونجرس عما إذا كان الرئيس لديه السلطة القانونية لإلغاء الديون.
يعتزم بايدن الترشح لإعادة انتخابه ، على الرغم من عمره ومؤشرات الموافقة المنخفضة بشكل عام، بينما لم يعلن ترامب رسميًا بعد عن ترشحه للمرة الثالثة للبيت الأبيض ، لكنه ألمح مرارًا وتكرارًا إلى نيته الدخول في سباق 2024.
وعلى النقيض من ذلك، يعتقد 82 في المائة من الناخبين الجمهوريين أن الرئيس السابق دونالد ترامب يمكن أن يفوز في انتخابات عام 2024 ، ويعتقد 59 في المائة أنه "يستحق إعادة انتخابه" ويجب أن يكون المرشح الجمهوري، حيث قال ما يقرب من 6 من كل 10 مستجيبين جمهوريين في استطلاع إن ترامب يجب أن يكون مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة المقررة عام 2024.
وجد استطلاع أجرته يو اس توداي أن 59 في المائة من المستجيبين الجمهوريين يفضلون ترامب ، الذي قال إنه اتخذ قراره بشأن الترشح مرة أخرى لكنه لم يعلنه رسميا ، بينما يعتقد 41 في المائة أن مرشحًا آخر يجب أن يمثل الحزب الجمهورى.
وبالمقارنة ، قال 44 فى المائة من المشاركين الديمقراطيين إن الرئيس بايدن يجب أن يكون مرشح الحزب في عام 2024 ، بينما يعتقد 56 في المائة أن مرشحًا آخر يجب أن يمثل حزبهم.
وعندما طلب من المستجيبين الجمهوريين سرد السمات الإيجابية للرئيس السابق استشهد معظم الجمهوريين باستعداد ترامب لاستخدام جميع الأدوات الموجودة تحت تصرفه لإنجاز الأمور وهو ما اتفق علية 90 فى المائة.
وفي الوقت نفسه يجد الرئيس السابق ترامب منافسه ليست ضعيفة داخل حزبه حيث يعد نائبه السابق مايك بنس أبرز منافسيه داخل الحزب الى جانب رون ديسانتيس حاكم فلوريدا و مايك بومبيو، وزير الخارجية فى إدارة ترامب وأحد أكثر مستشاريه ولاء له و اكم ماريلاند لارى هوجان وسيناتور ولاية تكساس تيد كروز.
يأتى الاستطلاع بعد أن صدر يوم الجمعة إفادة خطية منقحة لإقناع القاضي بالموافقة على عملية البحث التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي هذا الشهر قي مقر إقامة ترامب في فلوريدا، ونفى ترامب ارتكاب أي مخالفات تتعلق بالوثائق التي تمت مصادرتها في مار الاجو.
والاسبوع الماضي، احتفل ترامب بفوز عدد من المرشحين المفضلين له في الانتخابات التمهيدية الذين قدم لهم الدعم في موسم 2022 وقالت صحيفة ذا هيل ان فوز مرشحي ترامب دليل على قوته السياسية.
وفي منشور منشور كتبه على حسابه الرسمي بموقع تروث سوشيال ، سخر ترامب من خسارة الديمقراطيين أمام مرشحيه ، وكتب: "تبدو وكأنها ليلة رائعة لجميع الانتصارات - مرشحون رائعون !!! 26 و 0 الليلة ، حول العديد من السباقات الضيقة إلى انتصارات كبيرة وسهلة. بشكل عام خلال السنوات الأربع الماضية ، 98.4% على التأكيدات!"