وسط تحذيرات شديدة من استكمال مجلس النواب الحالى لفصله التشريعى بائتلاف واحد تحت قبته، واعتبار ذلك من قبل البعض خطراً على الدولة والبرلمان ذاته، نجد البعض يحمل مسئولية ذلك لائتلاف "دعم مصر" صاحب الأغلبية فى البرلمان، بدعوى أنه وضع شروطا تعجيزية باللائحة الداخلية، تحول دون تشكيل ائتلاف آخر، فيما تعلن قوى أخرى فى ذات الوقت عن استمرار سعيها فى تدشين ائتلافات جديدة، وأنها على وشك الانتهاء من التشكيل، فيما تؤكد الأغلبية طوال الوقت أنها لا تتبنى فكرا إقصائيا وترحب بائتلافات جديدة.
"الوفد": محتمل الانتهاء من تشكيل ائتلافنا البرلمانى بداية دور الانعقاد المقبل
بهاء أبو شقة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، قال إن الحزب يتخذ خطواته نحو تشكيل ائتلاف برلمانى، مضيفا: "وارد أن ننتهى من تشكيل ذلك الائتلاف مع بداية دور الانعقاد المقبل"، مؤكداً فى تعليقه على ما تردد بشأن توقف الحزب عن تشكيل ائتلافه بسبب ضغوط من جهات بعينها، أن ذلك لم يحدث، مشددا: "لم ولن نقبل أى نوع من أنواع التدخل".
وأضاف "أبو شقة" فى تصريح لـ "انفراد"، حول تأخر الحزب فى إعلان تفاصيل ائتلافه: "الأمر يحتاج إلى ترتيب لأننا نريد ائتلافا قويا تتحقق معه الديمقراطية، كما أوردتها نصوص الدستور"، مشيراً إلى أن البرلمان يحتاج ائتلافين قويين على الأقل، رافضاً الحديث عن تفاصيل التواصل مع الكيانات الأخرى، قائلا: "هى أمور تستوجب السرية، وسنفصح عنها فى الوقت المناسب".
وبشأن ما قاله البعض بأن "دعم مصر" لا يريد إلا ائتلاف واحد فى البرلمان، أوضح رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، إن ائتلاف دعم مصر وطنى، ويتفق مع الجميع فى الفكر بشأن ضرورة وجود ائتلاف آخر فى البرلمان، يمكن من خلاله تبادل الآراء، وليس ذلك معناه وجود صراع، لأن الجميع يلتف حول القضايا القومية.
وقال عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار، إن الائتلاف الذى يشكله الحزب وصل حتى الآن إلى ما يزيد عن 100 نائب بشكل مستقر، موضحاً: " قرابة الـ 10 نواب طلبوا الانضمام لنا من أحد الأحزاب، وطلبت منهم الجلوس مع حزبهم لاتخاذ قرار نهائى، إلى جانب نواب من ائتلاف دعم مصر طلبوا أيضاً الانضمام لنا، لكننا طلبنا منهم الاستقالة أولا".
وأضاف "خليل" فى رده على سؤال "انفراد" بشأن أن الحزب أعلن قبل ذلك أن ائتلافه يضم مستقلين فقط، فضلاً عن أن الرقم المنضم المعلن قبل ذلك زائد عن الـ 100، قائلا: "إحنا بنرحب بالجميع، لكن ضمينا ناس ووقعوا على الوثيقة، ونعطى نفسنا فرصة لتقييمهم، لبيان ما إذا كانوا يستمروا أو لا، لأننا نعد ائتلافا قويا، بشكل مؤسسى ودقيق، وهذا هو السبب فى تأخرنا فى تشكيله".
وأكد رئيس الحزب، أن "المصريين الأحرار" يتخذ خطواته فى تشكيل الائتلاف فى صمت تام، إلى أن ينجح فيما نفعله، ومن ثم سيعلن عن ذلك بالتفاصيل.
مصطفى بكرى: قلبى مع "دعم مصر" وعقلى مع التعددية
ورأى مصطفى بكرى عضو مجلس النواب، أن القول بوجود ائتلاف واحد بالبرلمان يعد خطراً عليه وعلى الدولة المصرية بأسرها، مضيفاً: "لا يجب أن نعود لسياسة الحزب الوطنى أو الائتلاف الواحد، لأن البعض لا يريد سوى ائتلاف واحد، لكننا لن نعود لسياسة الاتحاد الاشتراكى العربى، ومن المصلحة أن يكون هناك ائتلاف آخر داخل البرلمان لإثراء الحياة السياسية والبرلمانية".
وأضاف "بكرى" فى تصريح لـ"انفراد"، أن وجود ائتلاف آخر بالبرلمان لا يعنى أبداً أنه سيكون ضد الدولة المصرية، ولا ضد مواقف الرئيس المعروفة، متابعا: "الائتلاف الجديد من أجل تباين وجهات النظر من أجل الصالح العام ضرورى ومهم، وهذا لن يضر ائتلاف دعم مصر، بل سيقويه وسيجعله أكثر حيوية".
وفى رده على سؤال "انفراد" بشأن السر فى بهتان تصريحاته حول ما قد أعلنه مسبقاً عن سعيه لتشكيل ائتلاف برلمانى مع حزب الوفد، قال مصطفى بكرى: " قلبى مع "دعم مصر"، وعقلى مع التعددية، وما زالت الفكرة مطروحة وننتظر الوقت المناسب لإعلانها".
خالد يوسف: "دعم مصر" يتحمل المسئولية التاريخية لإجهاض التجربة الديمقراطية
وقال خالد يوسف عضو مجلس النواب، والقيادى بائتلاف "25-30"، أن ائتلاف "دعم مصر" يتحمل المسئولية التاريخية فى إجهاض أولى خطوات عملية التحول الديمقراطى لمصر بعد ثورتين كانت فى القلب من أهدافها وشعاراتها "الحرية"، موضحا: "فهم من تمسكوا بشروط تعجيزية فى لائحة مجلس النواب، تقف حائلا: أمام تشكيل أى ائتلاف آخر غيرهم، منها نسبة الـ25% لتشكيل الائتلاف، واشتراط تمثيل أكثر من نصف محافظات مصر ومنع الخروج من الائتلاف وهذه الشروط هى سوابق لا يوجد مثلها فى أى برلمان فى العالم وأحسبها شبيهة بالمادة 76 و77 من دستور 1971 التى عدلها الرئيس الأسبق حسنى مبارك ليمنع أى سياسى من الترشح ضده وأول ضربة نحو إرساء التجربة، ذلك لأنهم يريدون أن يستأثروا بالقرار فى المجلس، ولا يختلف ما يفعلوه عما فعله نظام الحزب الوطنى الذى أرادها ممارسة شكلية ولا عما فعلوه الإخوان عندما طبقوا مبدأ الاستحواذ والمغالبة لا المشاركة".
وأضاف "يوسف" فى تصريح لـ"انفراد" فى تعليقه على استمرار العمل بالبرلمان دون أى ائتلاف غير "دعم مصر" مع اختفاء الأصوات التى كانت تنادى بتشكيل ائتلافات اخرى قائلا: "بالنسبة لـ"25_30"، فليس لديه طموح لعمل ائتلاف رسمى، فإلى جانب الشروط التعجيزية، فالرأى العام يلاحظ جيداً ضيق صدر الأغلبية بتعبير مجموعة قليلة من النواب عن رأيهم، بل وطالب البعض بتحويلنا للجنة القيم، لمجرد خروجنا عن النغمة السائدة، فكيف لهم أن يسمحوا بعمل ائتلاف جديد".
وأشار القيادى بتكتل "25-30"، إلى أن الصوت الواحد داخل البرلمان خطر على الدولة، مشددا: "الوطن يحتاج لأكثر من رئة يتنفس منها، وإلا سيحدث تصلب فى الشرايين يؤدى إلى عدم قدرتها على تدبر دروس الماضى ولا فهم الحاضر وتحدياته ولا استشراق المستقبل، ووجود تعددية فى الأصوات تحت قبة البرلمان، معناه خلق الحيوية اللازمة لإرساء التجربة الديمقراطية، أما فشلها معناه فشل التجربة، ومن ثم القضاء على حلم المصريين فى حياة ديمقراطية سليمة تضمن تداول سلمى للسلطة وتجنب البلاد مخاطر محتملة لذلك قلت أن ائتلاف الأغلبية سيحاسبه التاريخ فى إجهاض التجربة بما فعله بشأن شروط تشكيل الائتلافات، متصورين أنهم بذلك يخدمون الاستقرار ويدعمون النظام والدولة وهم فى حقيقة الأمر أبعد ما يكونوا عن ذلك دون أن يدروا".
رئيس "دعم مصر": لسنا إقصائيون ونرحب بأى ائتلافات جديدة بالبرلمان
ومن جانبهم، قال اللواء سعد الجمال، رئيس ائتلاف "دعم مصر"، أن الائتلاف يرحب بأن يكون هناك أكثر من ائتلاف بالبرلمان، مضيفا:"حين شكلنا الائتلاف، لم تشترط اللائحة الداخلية للمجلس نسبة أكثر من 25% من البرلمان، وبالتالى تلك النسبة تسمح بوجود 4 ائتلافات فى البرلمان"، مشددا أن "دعم مصر" ليس إقصائياً ويؤمن بالتعددية السياسية.
وأضاف "الجمال" فى تصريح لـ "انفراد"، فى تعليقه على ما تردد بشأن أن الائتلاف يريد أن يستأثر بالقرارات داخل البرلمان من خلال وضع شروط تعجيزية تمنع تكوين ائتلاف جديد، قائلا: "الشروط واضحة فى اللائحة الداخلية للبرلمان، ومن يستطيع استيفاء الشروط، فليفعل فوراً، ليس هناك أبداً ما يمنع ذلك".