- رئيس مجلس الوزراء: الدولة المصرية تضع جميع إمكاناتها البشرية والعلمية والفنية للمشاركة مع الأشقاء فى أفريقيا للنهوض بقارتنا نحو مستقبل أفضل فى مختلف المجالات
ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم السبت، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع القاهرة رفيع المستوى السادس لرؤساء المحاكم الدستورية والمحاكم العليا والمجالس الدستورية الأفريقية، وذلك بحضور المستشار الدكتور حنفى جبالي، رئيس مجلس النواب، والمستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، والمستشار بولس فهمي، رئيس المحكمة الدستورية العليا، وعدد من الوزراء، ورؤساء المحاكم الدستورية والمحاكم العليا والمجالس الدستورية الأفريقية.
وفى مستهل كلمته، قدم رئيس مجلس الوزراء تحية إعزاز وتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على رعايته الكريمة لاجتماع القاهرة السادس رفيع المستوى لرؤساء المحاكم الدستورية والمحاكم العليا والمجالس الدستورية الأفريقية، مشيدا بحرص سيادته الدائم على دعم وتوطيد أواصر الصداقة والتعاون البنّاء، بين الدولة المصرية وأشقائها الأفارقة فى شتى المجالات.
كما أعرب الدكتور مصطفى مدبولي، بالأصالة عن مجلس الوزراء المصري، عن ترحيبه بالحضور على أرض الكنانة، التى تعد قلب إفريقيا النابض، وضميرها الساعى دومًا إلى دعم العمل الأفريقى المشترك من أجل أفريقيا موحدة، قوية، تنعم بالاستقرار والأمن والسلام، والتنمية.
وقال رئيس الوزراء أن الاجتماع السادس رفيع المستوى، الذى ينعقد اليوم بالقاهرة، يأتى استمرارًا لجهودكم المتواصلة خلال الأعوام السابقة؛ من أجل التباحث وتبادل الرؤى، ومد جسور التعاون بين المؤسسات الدستورية العليا فى بلادنا الأفريقية، وصولاً إلى تحقيق المستوى الأعلى لطموحات شعوبنا الأفريقية فى الحرية والعدالة والمساواة، وحماية حقوق الإنسان.
وخلال كلمته، تحدث رئيس مجلس الوزراء عن الموارد الطبيعية الهائلة التى تزخر بها القارة الأفريقية، والتى يتشارك فيها دول عديدة بالقارة، وقال: هذه الموارد ملك لشعوبنا، نلتزم دائمًا بالمحافظة عليها، وحُسن استغلالها، وعدم استنزافها، وضمان حقوق الأجيال القادمة فيها، وقد أصبح هذا الالتزام مبدأً دستوريا ساميا، حرصت وثائقنا الدستورية على النص عليه فى صُلبِها، مؤكدا أن ذلك يُحتم على دول القارة العمل الجاد والمشترك لتنظيم الاستغلال الأمثل لهذه الموارد والاستثمار فيها؛ من أجل تحقيق التنمية المستدامة فى قارتنا، وصولاً إلى الهدف المنشود، وهو رفاهية شعوبنا الأفريقية.
ونبّـه مدبولي، فى كلمته، إلى أن الحفاظ على الموارد الطبيعية فى قارتنا الأفريقية لم يعد خيارًا مطروحًــا، وإنما أصبح التزامًــا وواجبًــا على جميع دول القارة، فى ظل عالم يموج اليوم باضطرابات سياسية واقتصادية تفرض علينا جميعًــا التعاون المشترك والمبادرة إلى تحقيق هذا الهدف.
ووجه رئيس الوزراء حديثه للقضاة الأفارقة الحضور قائلا "إن التزام دول القارة بالحفاظ على الموارد الطبيعية يُلقى على عاتقكم، فى اجتماعكم رفيع المستوى، مسئولية البحث، وتبادل الفكر، ووضع مبادئ مشتركة، وضمانات دستورية، لحماية وتنمية الموارد الطبيعية فى قارتنا الأفريقية، بحسبانكم خيرةَ عقولها، وكبار قُضاتها"، مؤكدا أن الدولة المصرية تمد يد العون وتضع جميع إمكاناتها البشرية والعلمية والفنية للمشاركة مع الأشقاء فى أفريقيا للنهوض بقارتنا نحو مستقبل أفضل فى مختلف المجالات.
كما أكد رئيس الوزراء ضرورة العمل، بصورة جماعية، للتغلب على التحديات التى تواجه العالم قائلا أن قارة أفريقيا جزء مهم من العالم، وإن التحديات التى يواجهها العالم اليوم، تفرض علينا التفكر والتدبر بصورة جماعية لمواجهة تلك التحديات، من منظور قانونى ودستوري؛ وذلك للحد من الآثار السلبية للنزاعات الدولية على اقتصاديات بلادنا الأفريقية، لكى تواصل دولنا قُدرتها على تحقيق النمو الاقتصادي، والقيام بدورها فى حماية مقدرات شعوبها، ودعم ورعاية الفئات الأكثر احتياجًــا، تحقيقًــا للمبدأ الدستورى الأسمى، وهو العدالة الاجتماعية.
واختتم رئيس مجلس الوزراء كلمته، بالتأكيد أن نجاح الاجتماعات الخمسة السابقة رفيعة المستوى لرؤساء المحاكم الدستورية والمحاكم العليا والمجالس الدستورية الأفريقية، وما أسفرت عنه من نتائج إيجابية نحو تطوير العمل القضائى المشترك فى قارتنا الأفريقية، يعطى لنا الكثير من الثقة فى نجاح الاجتماع الحالى فى تحقيق أهدافه المرجوة، قائلا: إننا نتطلع مع شعوبنا الأفريقية، لنجنى ثمار اجتماعكم الكريم، ويحدونا الأمل فى مزيد من التعاون من أجل أفريقيا، متمنيا للحضور التوفيق.