صغيرة تلعب «بعروستها»، وفجأة تصبح هى العروسة التى يلعبون بها، تتحول هى وعروستها إلى لعبة فى يد رجل يكبرها بعشرات السنوات، تظهر فى مشهد لا تدرك أبعاده وكأنها تاهت وعروستها فى بحر، وحدها لا تبصر عيناها فيه شاطئ، مشهد يتكرر رغم تغليظ العقوبات على جريمة زواج القاصرات، حتى إن تحدثنا بمبدأ المكسب والخسارة بعيدا عن الإنسانية والقيم والفطرة، فسنجد أن ظاهرة زواج القاصرات هى خسارة مطلقة لكل الأطراف لـ«البنت والأسرة والمجتمع»، ويبقى السؤال: لماذا لا تنتهى هذه الظاهرة؟
مهما كانت الظروف قاسية والإمكانيات على «أد الإيد» والمصاريف كثيرة، ومهما واجهت الأسرة من صعوبات الحياة، ستظل ظاهرة زواج القاصرات «جريمة»، تظلم فيها ابنتك وزوجتك ونفسك وأسرتك والمجتمع، وقد تظلم فيها أيضا أطفالا لم يأتوا للحياة بعد، تكلفة تدفعها أكبر بكثير من الأموال التى حصلت عليها مقابل الزواج أو حتى من مجرد التخلص من أعباء مصاريفها.
طفلتك تحتاج إلى التعلم، والدراسة، وممارسة الرياضة وتنمية الموهبة، تحتاج إلى أفق تحلق فيه، لتصبح يوما ما رقما فى معادلة الحياة والمجتمع، حتى وإن كان مصيرها فى النهاية بعد التعلم هو بيت الزوج، فلتذهب وهى واعية ومتعلمة ومثقفة وقادرة على إنجاب أطفال تربيهم ليصيروا نفعا للمجتمع لا عبئا عليه، لذا استثمر فى طفلتك ولا تستثمر بها، فما تقرره اليوم سيدفع المجتمع ثمنه غدا.