محكمة جنايات الأقصر تقضي بإعدام متهم قتل زوجته بعد تعذيبها واحتجازها ودفنها بالمنزل.. المتهم جوع زوجته التى تصغره بـ30 سنة وحرمها من الغذاء السليم.. والنيابة: المتهم قرر احتجاز المتوفاة فى منزل الزوجي

قضت محكمة جنايات الأقصر الدائرة الأولى، برئاسة المستشار كمال فخري شمروخ، وعضوية المستشارين أحمد عصام الدين، ونهاد أبو النصر، أسامة أحمد محمود، وكريم حسني، وكيل النائب العام، أمانة سر محمد حفني محمد، ومصطفى محمود العمدة، بالإعدام شنقاً بحق المتهم "أبو السعود.ب.م"، لقتله زوجته بالاحتجاز ودفنها بالمنزل، وذلك بعد إحالة أوراقه لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه. وقال رئيس المحكمة فى قراره، إنه في الدعوى رقم 1023 لسنة 2022 جنايات مركز طيبة والمقيدة برقم 225 لسنة 2022، والمتهم فيها "أبو السعود.ب.م"، إن الواقعة بصددها جريمة مأساوية بمعنى الكلمة واقعة قتل بالامتناع تختلف عن سائر جرائم القتل الأخرى التي ارتكبها المتهم مع زوجته المجني عليها بالتجويع وحرمانها من الغذاء السليم، وتزوج المجني عليها وكان ترتيبها الثالثة بين زوجاته وتصغره بثلاثين عاماً، وخصص لها مسكنا ودارا مستقلة، وبدأت مشاكله معها وخلافاته منذ الليلة الأولى من زواجه. ونص قرار المحكمة أيضاً على أن المتهم خصص لها مسكناً وداراً مستقلة، وبدأت مشاكله معها وخلافاته منذ الليلة الأولى من زواجه، حيث إدعى عليها وطعنها في شرفها بأنها ليست بكراً، إلا أنه ثبت عذريتها وبكوريتها وبعد أن أنجبت له الولد، تأججت نار الغيرة والحقد لدى إبنه الأكبر من زوجته الأخرى، فأوشى إليه بأن المجني عليها تراوده عن نفسها وتريده عشيقا لها، ولم يتأكد من ذلك ومن صحة ذلك الإدعاء وبدأ يفكر كيف يتخلص منها وقتلها، فدبر أمره حتى هداه تفكيره الشيطاني، إلى وسائل أخرى غير معتادة للقتل وذلك بطريق الامتناع عن الطعام والغذاء الكافي حتى تموت موتا بطيئا ولا يفتضح أمره، فقام بحبسها داخل منزلها وأوصد عليها باب المنزل وأغلق جميع نوافذه للحيلولة بينها وبين الهروب وقام بوضع بعض الكلاب المتوحشة أمام باب منزله، وكان يتردد عليها كل بضعة أيام ليلقي لها ببعض اللقم اليابسة لمدة أربع سنوات متتالية، بل وصل الأمر بها إلى أن تمد يدها خارج الباب لتأخذ من بعض بقايا طعام الكلاب حتى تسد رمقها، كان بمقدور المتهم قتلها برصاصة أو برصاصات ليرديها قتيلة في لحظتها أو الإعتداء عليها بأي آلة حادة أو أداة أخرى تنهي حياتها في لحظات، لكنه أمعن في تعذيبها، وتفنن في إيذائها وعذابها وتلذذ على أوجاعها لم يرحمها بسبب بكائها وعويلها، لم تشفع لها توسلاتها إليه، ومنظر جسدها النحيل الذي انهار جوعا، بل تركها تتجرع الموت في كل لحظة تعيش العذاب كل الوقت، تتنظر الموت بكل لهفة لإراحة نفسها من الآلام والأوجاع". وجاء فى نص القرار:"القتيلة لم تقدم على الانتحار بل تحملت كل هذا العذاب طيلة هذه السنوات، أرادت أن تموت على عقيدتها وإيمانها الذي يحرم الانتحار وظلت حبيسة الدار حبيسة الجوع و الآلام والعذاب وامتهان الكرامة وفقدان الحرية حتى صارت خوارا وذبل جسدها النحيف وتزمت وشلت أعضاء جسدها نتيجة قلة الطعام وندرة الغذاء السليم الكافي حتى أسلمت الروح وقام بدفنها في منزلها وراح يخبر عن تغيبها إمعانا في إخفاء جريمته، كان بإمكان المتهم الخلاص من زوجته بطلاقها وإعطائها حريتها لكنه استعمل معها أقسى وأعتى أنواع وسائل القتل العمد، وبالغ في الانتقام منها والتنكيل بها، كل هذه السنوات". وكانت المحكمة قررت بجلسة 6 أغسطس الماضي 2022، بإجماع الآراء إرسال ملف الدعوى إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي لتوقيع عقوبة الإعدام على المتهم وقد ورد رأي المفتي على أنه لم تظهر في الأوراق أي شبهة تدرأ القصاص عن المتهم ومن ثم كان جزاؤه القصاص لقتله المجني عليها ومن ثم فإن المحكمة حكمت حضوريا وبإجماع الآراء بإعدام أبو السعود بدري محمد شنقا حتى الموت. وبدأت مديرية أمن الأقصر تحرياتها في الواقعة التي شهدتها مدينة المدامود، بعدما ورد لها بلاغ من شقيق المجني عليها وزوجها البالغ من العمر 60 عاماً يفيد بتغيّبها عن المنزل، فكثّفت الشرطة تحرياتها لكشف ملابسات الواقعة، وبحسب التحقيقات، فقد اكتشف الزوج مقتل زوجته بعد سبعة أيام من تعديه عليها وحبسها في المنزل، وقرر التخلص من الجثة من خلال دفنها في المنزل، بعدما حفر لها حفرة، وصب عليها طبقة خرسانية حتى لا تفوح رائحة الجثة ويفتضح أمره، وبعد تضييق الخناق على الزوج أقر بارتكاب الواقعة أمام الشرطة، وأرشد عن مكان جثة زوجته، وتم إحالة القضية للمحكمة التى قررت إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتى لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه. وخلال جلسات المحاكمة وقبل صدور القرار بالإعدام شنقاً للمتهم، قدمت النيابة العامة مرافعة تاريخية بالقضية وقالت فيها،أن المتهم اشتهر بين أقرانه بسوء السمعة والسلوك، حتى أنه أتهم في واقعتي سرقة، أقر هو بواحدة وأقر إبنه بواحدة آخرى، وطالبت النيابة بالقصاص العادل إستناداً لكتاب الله عز وجل:- "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب". ورصد "تليفزيون انفراد" تفاصيل مرافعة النيابة العامة في القضية، والتى قال فيها وكيل النائب العام بجلسة الحكم ما يلي:- "نعرض الآن الوقائع لدعوى اهتزت لها القلوب واقشعرت لها الأبدان، أود في البداية أن اعرفكم على المجني عليها سميرة أحمد سعد، القتيلة وزوجها هو المتهم الماثل أمامكم أبوالسعود بدري خليل.. إن الحياة وضعت سميرة تحت ظروف التفكك الأسري، انفصل والداها وذهبت للعيش مع والدتها بحثا عن الحنان والأمان، ومن كنف الأم إلى كنف زوجة الأب وهنا ظهر في حياتها ذلك الرجل، رجل في العقد السادس أو السابع من العمر، له من الزوجات اثنتين وله من الأبناء الكثير ميسور الحال سخي المال.. وخوفا من مجتمعنا إلى من لم تتزوج.. قبلت ووضعت قبولها ذلك أول مسمار في نعشها". وتابع وكيل النائب العام في مرافعته:"وفي ليلة عرسها تلك الليلة التي تنتظرها كل فتاة سيدي الرئيس، دب أول خلاف بينهما، طعنها في شرفها.. اتصل بوالدها حينها وأخبره أن ابنته ليست عذراء فما كان من الأب المكلوم إلا أن هرول بابنته عارضا إياها على أحد الأطباء، وجاءت النتيجة حينها أن المتوفاة كانت حينها عذراء لم تمس شرفها أعادها والدها مرة أخرى إلى زوجها لكنه لم يكن يعلم ما تخفيه لها الأيام.. أنجبت منه وكأن الحياة بدأت تبتسم لها وأرادت الحياة أن تعوضها عن شقائها وما لاقته من آلام، وأن تهب لها ما تبقى من حياتها بصيص أمل ولكن هنا كان للمتهم رأي آخر، أخذ طفلها وأهداه لزوجته الثانية، يا له من عقاب سيدي الرئيس وعلى أي فعل اقترفته". وقال ممثل النيابة فى مرافعته: "هنا نعرفكم على أهم محاور تلك الدعوى، إنه أحمد أبو السعود نجل القاتل هرول ذلك الشخص وأخبره أن زوجته المجني عليها حاولت أن تهم به عارضة نفسها عليه، ترغب في نكاحه، فما كان من القاتل أن واجهها فأنكرت واعتصمت بشرفها، ولكن القاتل رأى في ذلك ذريعة للبدء في تنفيذ مخططه.. المتهم بدوافعه المجرمه، بدأ في تنفيذ خطته ولكن بطريقة تحمل في طياتها الخبث والدهاء الشيطان ذاته لا يستطيع الوصول إلى تلك الطريقة، تنوعت الأساليب في ذهن المتهم، توصل لطريقة تبعد عنه الشبهات واختار الموت البطيء الموت بالاحتجاز والتعذيب والموت البطيء، طريقة ممنهجة ذكية ودقيقة، قرر احتجاز المتوفاة إلى رحمة مولاها في منزل الزوجية، قرية المدامود مركز شرطة طيبة، دون أن يترك لها المجال أن يزورها أحد او حتى أن تخرج من ذلك المنزل، بتلك الوسيلة استطاع أن يحول منزله لنعشها، الاحتجار ذاته قادر أن يصيب المجني عليها ببعض الأمراض العقلية لكن لم يوصل المتهم لمراده وهو القتل فاختار إتخاذ محور آخر يسهل عليه فعلته وهو منع الطعام، فأضحى لا يلقي لها من الطعام إلى فتاتا، قاصدا متعمدا ذلك، كان المتهم رحيما بكلابه أكثر من القتيلة، فكان يلقي له كل بضعة ايام كسرة خبز أو ثمرة خضار لمدة أربع سنوات، فتموت كل ليلة جوعا وخنقا وضيقا في منزل الزوجية الذي رسمت فيه الآمال، أربع سنوات من القتل والجوع والموت البطيء والوحدة مخطط شيطاني تحكم عليها بمثل هذا العقاب ومثل هذه الميتة لمجرد قول؟!". وقال ممثل النيابة:"المتهم اشتهر بين أقرانه بسوء السمعة والسلوك، حتى أنه اتهم في واقعتي سرقة، أقر هو بواحدة وأقر ابنه أحمد بواحده، ولكن القادم أثبت لنا أن المتهم في جعبته الكثير، ففي بداية الالفينات رزق الله المتهم من زوجته الأولى بثلاثة أبناء وليد وأحمد محور الأحداث هنا ومحمد، وبدل أن يشكر الله كان ينتظر خلافا بين الثلاثة أبناء فيعالجه دون رحمة أو شفقة كان ينتظر الخلاف فيهرول إلى الابن الأكبر وليد يكبله ويأمر أخويه الصغيرين أن يضرباه وأن يتبولا في فمه عقابا له"، وطالبت النيابة في ختام المرافعة، بالقصاص العادل ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.
















الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;