عزيزتى «الفيمنست»، أكتب إليك تحديدا هذه السطور وأنا على يقين بطيب النوايا، لكن ربما ضللتِ الطريق، أعلم أنك تحاربين فى معركة كبيرة للحصول على حقك فى الحياة، وأنا أؤيد هذه المعركة وأقف فى صفك، لكن يجب أن نحدد الهدف، هل الرجل هو الخصم، هل البيت هو ساحة المعركة؟، فى تقديرى لا، معركتك ليست مع الرجل ولا ضده، المعركة الحقيقية مع المفهوم، مع الفكرة، مع القوانين التى ظلمتك، مع الأعراف التى منعتك من ممارسة حقك لسنوات.
عزيزتى الفيمنست، الحرب يجب أن تكون على قوانين ظلمت المرأة، أو تشريع قوانين تضمن حقوقها، الحرب تشن على مهن لم تقتحمها، على تمييز ضدها فى العمل لأنها «ست»، الحرب على حق الفتاة فى التعليم وعلى ظاهرة الزواج المبكر، الحرب يجب أن تكون على الذات، لتطورها وتنمى قدراتها وتثقلها بالخبرة والمعرفة التى تؤهلها للتقدم والتمكن.
الرجل ليس خصما، والبيت ليس ساحة للحرب، وعلاقتك بالزواج أو الرجل عموما ليست ندية، والخلافات بينكما لا يجب أن تنتهى برفع رايات النصر لطرف على حساب الآخر، وإعلان الانتصار، الخلاف ينتهى بما فيه مصلحة العلاقة والبيت، والرأى «اللى يمشى» هو الرأى الصائب، بغض النظر عن صاحبه، الرجل أبسط من ذلك، والعلاقة بين الرجل والمرأة أقوى من ذلك.