قالت شبكة سي ان ان، إن زيارة الملك تشارلز الثالث- عندما كان وريث العرش- إلى الأردن ومصر في 2021 كانت مهمة - حيث كانت أول جولة خارجية يقوم بها أحد كبار أعضاء العائلة الملكية منذ ما قبل بداية وباء كورونا.
وعلى مدار السنوات، أجرى المئات من الاجتماعات الموثقة مع قادة من المنطقة منهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وسلطان عمان هيثم بن طارق والقائمة تطول.
ولطالما كان للملك تشارلز اهتمام كبير بالفنون والثقافة الإسلامية، حيث درس التاريخ، وعلم الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة كامبريدج. وفي الآونة الأخيرة، أمضى وقتًا في تعلم اللغة العربية وقام بجولات في العديد من المواقع الدينية القديمة.
ورغم كونه مسيحيًا، فقد جعل الملك الجديد الوصول إلى المجتمع الإسلامي حجر الزاوية في خدمته العامة - حيث يخدم أيضًا بصفته راعيًا لمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، لذا، في حين أن وفاة الملكة تشير إلى نهاية فصل، فإن سجل تشارلز في المنطقة يشير إلى أن فصلًا جديدًا بدأ للتو.
وضح التقرير، أن الرجل البالغ من العمر 73 عاما، والذي يرأس الآن كنيسة إنجلترا؛ ألقى العديد من الخطب أثناء انتظاره ليتولى منصب الملك، في مواضيع دينية وتاريخية تتعلق بالمسلمين والإسلام، وأشار إلى أنه كشف ذات مرة عن أنه كان يتعلم اللغة العربية من أجل فهم القرآن بشكل أفضل، وهي حقيقة أشاد بها إمام مسجد كامبريدج المركزي الأسبوع الماضي خلال خطبة.
وعلى مر العقود دافع تشارلز عن القضايا البيئية وتغير المناخ، واستشهد أحيانا بالدين الإسلامي حول هذا الموضوع.
في خطاب ألقاه عام 1996 بعنوان "إحساس بالقداسة.. بناء الجسور بين الإسلام والغرب"، أشار إلى أن تقدير وجهات النظر الإسلامية حول النظام الطبيعي من شأنه أن "يساعدنا في الغرب على إعادة التفكير وتحسين رعايتنا العملية للإنسان وبيئته"
وشرح الملك تشارلز تلك الآراء بالتفصيل في خطاب ألقاه عام 2010 في مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، الذي كان راعيا له منذ عام 1993
وقال "مما أعرفه من التعاليم الأساسية للإسلام أن المبدأ المهم الذي يجب أن نضعه في الاعتبار هو أن هناك حدودا لوفرة الطبيعة. هذه ليست حدودا اعتباطية، إنها حدود يفرضها الله، وعلى هذا النحو إذا كان فهمي للقرآن صحيحا، فإن المسلمين مأمورون بعدم التعدي عليها"
ووصف لاحقا الإسلام بأنه يمتلك "واحدة من أعظم كنوز الحكمة المتراكمة والمعرفة الروحية المتاحة للبشرية"، وهو تقليد قال إنه تم حجبه بسبب التوجه نحو "المادية الغربية"
وقال "الحقيقة المزعجة هي أننا نتشارك هذا الكوكب مع بقية المخلوقات لسبب وجيه للغاية، وهو أننا لا يمكننا أن نعيش بمفردنا من دون شبكة الحياة المتوازنة بشكل معقد من حولنا. لقد علم الإسلام هذا دائما وتجاهُل هذا الدرس يعني التقصير في عقدنا مع الخالق".
ومضى ليذكر أمثلة على التخطيط الحضري الإسلامي عبر القرون، بما في ذلك أنظمة الري في إسبانيا قبل 1200 عام، كأمثلة على كيفية الحفاظ على "التعاليم النبوية" لتخطيط الموارد على المدى الطويل لصالح "اقتصادات المدى القصير".
وأفادت الشبكة الامريكية ان حديقة الملك تشارلز الثالث في منزله في جلوسيستر شاير مستوحاة من التقاليد الإسلامية وفي عام 2006، خلال زيارة لجامعة الأزهر في القاهرة، انتقد الملك تشارلز نشر الرسوم الكاريكاتيرية الدانماركية قبل عام من ذلك، والتي سخرت من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.