•• الرئيس يطالب الدعاة بتحويل الخطاب إلى سلوك وتحققه فى مظهرهم
•• السيسى: الشعب سيحاسب على تعاونه معى
•• الرئيس يوجه الأجهزة بمرعاة كرامة المواطن وتخفيض الأسعار
•• السيسى يعنف الدعاة ثم يصالحهم.. والشيوخ يردون بقصائد مدح و تصفيق حاد
حمل خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى، ملامح جديد ورسائل متعددة خلال احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوى بقاعة مؤتمرات الأزهر غير التى تضمنتها خطابات سابقة، حيث قام بتوجيه خطاب شديد اللهجة للدعاة فى بداية الكلمة ومداعبتهم فى آخرها، مؤكدا لهم أنه يتعامل بلطف مع كافة طوائف المجتمع إلا الدعاة لأنهم على طريق الحق ويعملون على نشره ويسألون عنه، الأمر الذى أثار بكاء عدد من الدعاة لدى انفعال مشاعرهم بحديث حمل فيه الجميع مسئوليته فى مصارحة سما فيها كل مؤسسة باسمها وتطرق إلى أنه من الشعب ويرفض وصفه بالنظام ويرفض إهانة المواطن فى كرامته.
وشهدت كلمة الرئيس خروج عن النص متعدد وشرح تفصيلى وارتجال آثار الحضور للتصفيق بشكل متكرر ومقاطعات من الدعاة رفضها فى البداية، ثم تغلب عليه 4 دعاة ما بين الدعاة له وما بين قصائد المدح مع التصفيق الحاد وبكاء البعض.
وتضمن اللقاء رسائل لمن يشعلون نار الفتنة من الخارج وعملائهم بالداخل والخارج والمنخدعين بهم، مؤكداً أن الأيام التى نعيشها أيام اعياد لعنصرى الأمة تستحق التهنئة وليس إشعال الفتن، موضحاً أنه على العهد، وسوف يحفظ لـ90 مليون كرامتهم وأمنهم والتدافع فى اتجاه تخفيض الأسعار حتى يؤمنوا فى بيوتهم، معلنا أنه لا يحتاج لدعوات للتظاهر ضده كنظام لأنه من الشعب جاء بإرادتهم ولن يحكمهم دقيقة واحدة رغما عنهم، وأنه طيع فى نزع السلطة منه لأن السلطة من الله وتعطى وتنزع بإرادة الله تاليا قوله تعالى: "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء"، والأمر لا يحتاج إلى التظاهر بل بإرادة المصريين التى جاء بها ويستمد عونه منها ويستكمل بها ولو طالبوه بالرحيل فسوف يرحل فورا لكن بمطلب شعبى وليس بمطلب مجموعة.
وحمل اللقاء مصارحة الدعاة بأن يغيروا من السلوك السلبى لبعضهم، بحيث لا يليق أن يقول الداعية شيئ ولا يفعله كالحافظ دون أن يتدبر، مطالباً بالتدبر، وتابع: "لا يليق أن يصعد منبر رسول الله داعية يكون ملبسه سيئ أو سلوكه مخالف لما يقول".
كما وجه الرئيس رسائل لنواب الأمة بأن يدركوا مسئوليتهم وأن يعملوا مع المسئولين، لأنهم فى مركب واحد يحتاج إلى تعاون، كما طالب الرئيس الأجهزة بأن تعمل على الحفاظ على كرامة المواطن من باب الإنسانية، كاشفا الغطاء عن حالة التحريض التى تستخدم كل شيء حتى التفريق بين عنصرى الأمة لتفتيت الوطن.
وشهد الحفل جوا من الانفعالات الايجابية خاصة من قبل الدعاة، حيث صفقوا للرئيس أكثر من 10 مرات، لحرصه على توجيه الخطاب صراحة للجميع داخل مصر دون تسمية أى جهة، وخصهم بالذكر حيث بدأ بالشدة معهم ثم المداعبة مبررًا ذلك بأنهم مسئولين أكثر من غيرهم عن فكر المجتمع.
وكانت ملامح انفعال الدعاة قصيدة شعر ألقاها داعية بعد إصرار متكرر على مقاطعة الرئيس لإلقائها ولقب نفسه فيها بأبن عبد الفتاح قاصدًا الرئيس، فضلاً عن بكاء عدد من الدعاة، كما هتف الدعاة: "تحيا مصر، وربنا يخليك يا ريس لمصر، بينما رد الرئيس ربنا يخلينا كلنا لمصر".
وحرص الرئيس على إلقاء السلام على الجميع بعد مغادرة المنصة فى آخر مشهد له بالقاعة، كما حرص على توقير شيخ الأزهر مستشهدا بكلامه عدة مرات وطالبا منه أن يصحح له كلامه أن كان خطأ، حيث بادله شيخ الأزهر الاهتمام بشكل ملحوظ حيث جلس مستديرا إلى الرئيس الذى يقف بجانب المنصة، وخصه السيسى بالتحية دون غيره وعمم التحية للشعب المصرى والحضور والأمة العربية والإسلامية.
كما أتاح الحفل مساحة كبيرة للعنصر النسائى ما بين الحضور وما بين إشارة الرئيس لهم فى بناء مصر تشريعا من خلال المشاركة الكبيرة ولأول مرة فى برلمان مصرى، كما كرم الرئيس لأول مرة قيادات عربية من دول مثل الكويت والإمارات.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى عدة رسائل للشعب المصرى والحكومة ونواب مجلس الشعب وعلماء الدين، قائلاً: "لو عايزينى أمشى هامشى، من غير ماتنزلوا، بشرط أن تكونوا كلكوا عايزين كدا، مش تيجى مجموعة توجه نفس الدعوات فى مناسبة الأعياد التى نحتفل بها، أنا طائع فى ترك السلطة، لأن السلطة بإرادة الله.
وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى علماء الدين بالاهتمام بالفهم وتغيير الفكر الخاطئ بدلا من الحفظ فقط، واهتمام الدعاة بمظهرهم، والاهتمام بتحويل ما يقوله الداعية ورجل الدين إلى سلوك.
كما طالب الرئيس خلال الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، أجهزة الدولة باحترام كرامة المواطن، والتعامل معه بما تؤكده الحكومة من كلام إلى سلوك حقيقى، لأن كرامة المواطن من مظاهر الإنسانية والدين.
وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى، نواب البرلمان بالعمل مع المسئولين يدا بيد، وليس بمبدأ المواجهة، قائلا: إحنا مع بعض مش ضد بعض.
كما طالب الرئيس السيسى، الشعب المصرى بمساندته قائلاً: "هتتحاسبوا عنى عملتوا معايا إيه زى ماهتحاسب عنكم عملت معاكوا إيه".
وتابع الرئيس قائلا: "أنا منكم وهفضل منكم وعايز أكون منكم على طول"، منتقداً من يفرق الأمة إلى أقباط ومسلمين، والتمييز على أساس الجنس أو اللون أو المعتقد، مؤكداً أن الله خلق أمم وليس أمة وأحده وأديان وليس ديناً واحداً، قائلا: "هو إحنا هنعيش لوحدنا مش هنعيش مع العالم.
وطالب الرئيس، عبد الفتاح السيسى، الحكومة بتخفيض الأسعار مرة أخرى، مؤكدا أنه التقى 3 من رجال الأعمال مؤخراً، وطالبهم بتخفيض الأسعار حتى يهنأ المواطن بالراحة فى بيته.
وأضاف الرئيس، أنه سيظل يعمل من أجل حياة أفضل لـ 90 مليون مواطن سوف يسأل عنهم يوم القيامة، كما يسألون عن تعاونهم معه.
وأشار إلى أنه ألتقى مؤخراً، أسرة الجندى الشهيد محمد أيمن، ليشد على أيدهم، فوجد أنهم قد جاءوا ليشدوا على يده، وعبر الرئيس عن اندهاشه من بعض الذين يخونون الوطن ويمارسون الإرهاب، والعمالة، لصالح دول أخرى تستخدمهم من أجل تفكيك الوطن، تحت مسميات ودعوات متعدده.
وأشار إلى أن أوطاناً ودول تفككت منذ 30 عام، ولم تعود مرة أخرى، وتحول شعبها إلى لاجئين، ومشردين، أفتقدوا الوطن وأفتقدوا الأمن، وتابع: "هل وجدوا بديلا أفضل من الوطن، مضيفاً: "ترويع وليس تشريد مواطن ضمن الـ90 مليون يعد جريمة لن أقبلها".
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أنه لا يوجد شيء يخاف منه أو يخاف عليه إلا الشعب المصرى، مضيفاً أنه سوف يعمل على البناء والأمن ومحاربة الإرهاب الذى يهدد الأمة.
وأضاف الرئيس، أن الذى يؤمن بالإسلام والأديان السماوية لا يقتل الناس، كما تفعل الجماعات التى شوهت الدين، ووضعت تفاسير مغلوطة له تستخدم فى القتل، مستغرباً من قتل الناس المختلفين فى العقائد دون مبرر فى الدين.
وأشار الرئيس إلى أن استهداف المتطرفين لرجال الجيش والشرطة والقضاء، لا يقره دين، مضيفاً أن من يموت وهو يؤدى عمله فهو شهيد، وأن السلطة لا تقتل أحد، بل تواجه إرهابا يقتلها لذا تضطر لمحاربته، مؤكداً أنه يراهن على إرادة الجميع، مستطردأً: "مصر تحتاج إلى صبر ونكران ذات وعمل، خاصة بعد استكمال مصر استحقاقها الأخير بانتخاب البرلمان لتفتح صفحة جديد من تاريخها بإرادتها".
وقال الرئيس لرجال الدين إنه يتعامل بلطف مع كافة الفئات إلا علماء الأزهر، وذلك لأنهم أهل الحق، وهم مع الحق، وسوف يسألون عنه، مطالباً علماء الدين بتحويل ما يقولونه إلى سلوك، يراه الناس فى ترسيخ المواطنة والكرامة والوطنية، وتوظيف الكلام من أجل مصلحة الناس.
واستطرد: "كلام شيخ الأزهر صحيح احنا صحيح هننتصر فى المعركة دى بس المسألة هتأخد وقت طويل وإذا لم نغير سلوكنا يبقى إحنا بنضيع الدين، لأن الدين لا يقبل القتل والخيانة والتآمر كما فعل البعض وضيعوا أوطانهم.
ورفض الرئيس عبد الفتاح السيسى، اتهام الإعلام بإثارة المصريين بنشره دعوات البعض للخروج والتظاهر، حيث رفض توجيه أحد الحضور من الدعاة اللوم إلى الإعلام، مطالبا الدعاة وعلماء الأزهر بالعمل على تصحيح الأفكار وتجديد الخطاب الدينى، مؤكداً أن الله يجدد للأمة دينها كل مائة عام على يد أحد علمائها.
وأكد الرئيس، أن التسامح لا يتعارض مع الدين، وأن قبول الآخر لا يتنافى مع الإيمان على مبدأ أن خير الناس أنفعهم للناس فى ظل العمل بمحبة وتقوى وشورى بين الناس تتمثل فى المجالس النيابية، مشيرا إلى أن مصر شكلت مؤخراً مجلسها النيابى بمشاركة نسائية كبيرة.
حضر الاحتفالية رئيس مجلس الوزراء وجميع الوزراء وشيخ الأزهر ومفتى الجمهورية وقدم الحفل وزير الأوقاف، كما حضر الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق ومحافظ البنك المركزى ونقيب الأشراف وشيخ مشايخ الطرق الصوفية والرئيس السابق عدلى منصور.
كما حضر عدد كبير من رؤساء الجامعات أبرزهم رئيس جامعة القاهرة والقائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، ومحافظ القاهرة وقيادات الأزهر والأوقاف وحضور نسائى كبير مشهود لأول مرة.
ومنح الرئيس عبد الفتاح السيسى، وسام العلوم والفنون، من الطبقة الأولى لـ8 أشخاص، 6 مصريين، وعربيين اثنين هما "الشيخ محمد مطر الكعبى رئيس هيئة الأوقاف بدولة الإمارات العربية، والدكتور يعقوب الصانع وزير الأوقاف الكويتى"، لجهدهم فى دعم الفكر الصحيح والاستقرار ودعم مصر.
كما كرم الرئيس 6 كوادر مصرية من رجال الدين منهم القيادى بوزارة الأوقاف، الدكتور أمين عبد الواحد مدير مديرية أوقاف شمال سيناء، و5 قيادات بالمؤسسة الدينية، وهم الدكتور أحمد عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ عبد الحكم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرى، والذى ترك الرئيس المنصة الرئيسية متوجهاً إليه لكبر سنه، حيث أثارت اللفتة الإنسانية الحضور وهتف البعض بينما صفق معظم الحاضرين.
وشمل تكريم الرئيس، الدكتور طه أبو كريشة، نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور جعفر عبد السلام أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية لهده خارج وداخل مصر، والدكتور عبد الغفار هلال من كبار أساتذة جامعة الأزهر.
فيما طالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بتكوين كيان من علماء الدين موازٍ للقوة الإسلامية المشتركة، المكون من 34 دولة، على أن يضم هذا الكيان علماء لا يدعمون التطرف، ولم يسبق لهم إصدار فتوى متشددة أو داعمة لفكر التطرف.
وأضاف شيخ الأزهر، أن هذا الكيان سيمثل دعماً فكرياً للقوى الإسلامية المشتركة، موضحاً أن مواجهة التطرف ليست أمنية وعسكرية فقط، بل وفكرية أيضاً وذلك بتفكيك الفكر المتطرف الذى يقف وراء التفجير والتخريب والإرهاب.
وأكد شيخ الأزهر أن القوى الإسلامية المشتركة لـ34 دولة ضرورة كان يجب القيام بها منذ فترة طويلة كخطوة على طريق الوحدة، مرحباً بتشكيل القوى الجديدة، ومؤكداً فى الوقت نفسه على أن الوحدة هى مصدر القوة، وتابع: "أننا أمة نتعرض لمؤامرة لا تخفى على الجميع وتحتاج إلى مواجهة جماعية".
واستطرد شيخ الأزهر قائلاً: "أننا نحتاج فى الوقت الذى نحتفل فيه بميلاد النبيين محمد وعيسى عليهما السلام، إلى تجديد حياتنا على نهج النبوة، ومعالجة ما علق من شوائب مغلوطة بالفكر والأذهان، حيث نعانى من سحابة سوداء تمر بالأمة، نعيش عواقبها فى الأمة العربية الإسلامية"، مشيدا بالجهد الذى تقوم به المؤسسة الدينية، فى مواجهة هذا الفكر المتطرف مطالباً بالتخلى عن المذهبية والتطرق فى مواجهة وحدة الأعداء.
فيما وجه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، رسالة للعالم كله، مفادها أن الإسلام دين رحمة وأمن وسلام يرسخ أسس التعايش السلمى بين البشر جميعًا، ويحقن الدماء كل الدماء، على أسس إنسانية خالصة دون تفرقة بين الناس على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق.
وأكد الوزير، أن كل الأنفس حرام، وكل الأعراض مصانة، وكل الأموال محفوظة، وكل الأمانات مؤداةٌ لأهلها، وبلا أى استثناءات، مؤكدا أن النبى محمد عند هجرته إلى المدينة ترك على بن أبى طالب بمكة ليرد الأمانات إلى من آذوه وأخرجوه وجردوا كثيرًا من أصحابه من أموالهم وممتلكاتهم.
ولفت الوزير إلى سلوك الرسول الكريم محمد، حيث أنه كان متسامحاً مع من آذوه يومَ الطائف عندما سلطوا عليه عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين، وجاءه مَلْك الجبال يقول: "يَا مُحَمَّدُ أن اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلك الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِى رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِى بِأَمْرِكَ فإِنْ شِئْتَ أن أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ" (وهما جبلان بمكة) فَقَالَ الرسول الكريم: "بَلْ أقول: اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون، إنى لأَرْجُو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يقول لا إله إلا الله.
وأشار الوزير إلى تسامح الرسول يوم أن دخل مكة فاتحًا منتصرًا قال لمن آذوه وأخرجوه وحاولوا قتله: " يَا أَهْلً مَكَّةَ مَا تظنون أَنِّى فاعل بِكُمْ؟، قَالُوا: خَيْرًا أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ: اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ "، "ولمّا قِيلَ: ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: "إِنِّى لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً ".
وقال الوزير، الإسلام دين رحمة وسلام للعالم كله، ولا يوجد فى الإسلام قتل على المعتقد قط، فعندما رأى النبى أمرأة كافرة مقتولة فى ساحة القتال، قال: " من قتلها ؟ مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ "، بما يؤكد أن القتل ليس مقابلا للكفر، إنما يكون القتال لدفع العدوان، فلا إكراه فى الدين، ولا فظاظة فى القول.
وقال الوزير، أن القرآن لما تحدث عن الكفرة الذين يقر بكفرهم لم يوصفهم بأنهم على ضلال، وشدد الوزير، على أن الإسلام أمر بالقول الحسن قائلاً: هذا هو نبينا وهذه هى أخلاق من قال: "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وتقدم الوزير، بالشكر والتقدير لرئيس الجمهورية لاعتماده بدل تحسين الأحوال المادية للأئمة حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم على الوجه الأكمل، حيث قال للرئيس: "تم الوفاء بما وجهتم، وها نحن بدورنا نعاهد الله والأمة كلها على أن نبذل أقصى ما فى طاقتنا ووسعنا لخدمة ديننا ووطننا والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة".
وقال الوزير، نعمل نشر الفكر الإسلامى الوسطى السمح الذى يبرز الوجه الحضارى الحقيقى لديننا العظيم، وفى سبيل ذلك سنكثف برامج التدريب ولا سيما فى مجالات: تصحيح المفاهيم الخاطئة، ونشر القيم الأخلاقية الفاضلة، ودراسة اللغات المختلفة، والتمكن من وسائل التواصل الحديثة والعصرية، وتوسيع نطاق الترجمة والنشر.
وتابع وزير الأوقاف: "قطعنا فى سبيل ذلك خطوات نعمل على تنميتها، من أهمها: تأهيل عدد كبير من الأئمة المتميزين للإيفاد للخارج، وأطلقنا عدة صفحات على مواقع التواصل بلغات مختلفة، بلغت سبع عشرة لغةً لمواجهة التطرف ونشر الفكر الإسلامى الصحيح، ونشرنا ترجمة معانى القرآن الكريم بخمس لغات هى: الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والأسبانية، والصينية، وهناك خمس ترجمات أخرى فى إطار الإعداد النهائى للنشر، إضافة إلى ترجمة خطبة الجمعة الموحدة بأكثر من لغة، وسنفتتح خلال أسابيع بإذن الله تعالى أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة وإعداد المدربين، وقد تلقينا طلبات عدد من الدول لتدريب أئمتها، سواء داخلَ مصر أم خارجَها".
وأضاف الوزير: "شغلنا الشاغل فى المرحلة المقبلة هو تفنيد الأفكار الضالة، وتفكيك الفكر المتطرف، وبيانُ زيفه وزيغه، وضلاله وإضلاله، وفساده وإفساده من جهة، وبيان جوانب العظمة التشريعية والعلمية والفكرية والأخلاقية لديننا الإسلامى السمح من جهة أخرى؛ لنؤكد للعالم كله أن ديننا السمح يرسخ أسس التعايش السلمى بين البشر جميعًا".
ولفت الوزير، إلى أن جهده سيرسخ أسس المواطنة الكاملة وعدمِ التمييز بين الناس فى شئون حياتهم على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق.
وفى نهاية اللقاء، قدم وزير الأوقاف للرئيس عبد الفتاح السيسى واحدة من أهم موسوعات وإصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف وهى موسوعة الحضارة الإسلامية.