قالت صحيفة واشنطن بوست إن جنازة الملكة إليزابيث الثانية تحولت إلى تحد دبلوماسى هائل لبريطانيا، حيث سيتواجد 23 من أعضاء العائلات الملكية فى الصفوف الأمامية لقاعة ويسمنتسر، أمام الرئيس الأمريكى جو بايدن ونحو 90 آخرين من الرؤساء ورؤساء الحكومات، وفقا للبروتوكول.
ويتوجه قادة ما يقرب من 200 دولة وأراضى إلى لندن، وتم حثهم على استقلال رحلات تجارية بسبب تعقيد الجدول الزمنى لهبوط الرحلات التى تأتى فى نفس الوقت فى مطارات لا تزال تعانى من نقص الموظفين الناجم عن وباء كورونا.
ورغم ذلك، فإن هناك طائرات خاصة قادمة على أية حال.
وتجرى مفاوضات مكثفة خلف الكواليس فى منطقة تسمى "الهانجر" فى الخارجية البريطانية، حيث يعمل مئات الأشخاص على طلبات من نحو 500 زائر أجنبى يشاركون فى الجنازة.
وكانت هناك بالفعل خلافات دبلوماسية، حيث منع ليندساى هويل، رئيس مجلس العموم البريطانى وفدا صينيا من رؤية نعش الملكة فى قاعة ويسمنستر، وذلك بسبب قرار بكين رفض السماح لبعض السياسيين البريطانيين بزيارة الصين بعد توجيههم انتقادات لها.
وتم توجيه الدعوة لكل دولة أو أراض لها علاقة دبلوماسية مع بريطانيا، ولم تشمل القائمة روسيا وبيلاروسيا وميانمار بسبب حرب أوكرانيا وانتهاكات حقوق الإنسان، وعدد قليل من الدول منها إيران وكوريا الشمالية ونيكاراجوا تم دعوتهم لإرسال سفير وليس رئيس الدولة. وتشمل الدعوة حفل استقبال فى قصر باكنجهام يستضيفه الملك تشارلز مساء الأحد واستقبال آخر بعد الجنازة مباشرة. وستتواجد فى الجنازة أولينا زيلينسكا، زوجة الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، لكن ليس من المتوقع أن يحضر زوجها.
وقالت واشنطن بوست أن الملكة إليزابيث الثانية التقت فى حياتها بأغلب هؤلاء الذين سيحضرون جنازتها. حيث سافرت أكثر من 100 دولة، وفى بعض الأحيان التقت بعدة أجيال من القادة. وسيكون العديد من الضيوف فى الثمانينيات أو التسعينيات من العمر، وقد تم التخطيط بشكل مكثف للكيفية التى سيتم إجلاسهم بها بشكل سريع ومريح.
ويشارك فى الجنازة ملك أسبانيا فيليبى السادس، 54 عاما وزوجته ليتزيا 50 عاما، وسيحضر أيا والديه الملك السابق خوان كارولس وزوجته الملكة السابقة صوفيا 83 عاما، اللذين عرفا الملكة إليزابيث.
ونقلت الصحيفة عن مسئول بريطانيى قوله: لا تستطيع أن تقول "لا" صريحة، لكننا نقول لا بنسبة 90%، إلا أنن نريد ان نترك انطباعا جيدا لدى الجميع.
وهناك استثناء واحد، وهو المترجمين الفوريين. فنائب رئيس الصين ورئيس البرازيل وعدد أخر من القادمة طلبوا وجود مترجم لأنهم لا يتحدثون الإنجليزية، وتم الاستجابة لأقل من 10 من هذه الطلبات. ولكن لحفل الاستقبال فقط، وليس للجنازة نفسها، حيث سيكون المكان محدود للغاية.
ويقول كابريشيا مارشال، رئيس البروتوكول السابق فى الولايات المتحدة فى إدارة أوباما، إن وجود الكثير من قادة العالم فى مكان واحد يقدم فرصة نادرة لهم للحديث دون مساعدين، فليس لديهم أحد يتحدثون غليه سوى بعضهم البعض، وسيستفيدون من هذا.
وعادة ما ترسل الدول مسئولين غير بارزين للجنازات أو الفعاليات الأخرى.
وتقول كارين بيرس، سفيرة بريطانيا لدى الولايات المتحدة إنها تعتقد أن بايدن أول رئيس أمريكى يحضر جنازة رسمية فى بريطانيا. وكانت آخر جنازة رسمية فى بريطانيا هي جنازة وينستون تشرشل عام 1965، وكان الرئيس الأمريكي ليندون جونسون فى المستشفى فى هذا الوقت.
وتقول واشنطن بوست إنه بالنسبة للعديد من البريطانيين، إنها مجرد فكرة مسلية أن تنزل الأميرات المدللات وزعماء اعالم من على متن حافلة.
وقال الممثل الكوميدى البريطاني جيمى كار إن كل قادة العالم فى رحلة ميدانية، وأن تعرف من المسئول بالفعل. لمدة 45 دقيقة، سيكون سائق الحافلة هو قائد العالم، حيث سيتم نقل قادة العالم على تنت حافلات دون سيارات خاصة. وتابع ساخرا: "إنها حافلتى وهذه قواعدى. أجلس فى الخلف، كوريا الشمالية كن مع كوريا الجنوبية. الصين اجلسى، ماذا تفعلين فى الخلف، اجلسى".
