واحد من الأهداف العريضة للدولة المصرية، هو تمكين المرأة فى كل المجالات، والحقيقة أن ما شاهدته المرأة المصرية على مدار الثمانى سنوات الماضية، يعد إنجازا كبيرا، وتقدما هائلا حققته المرأة، عن طريق إرادة سياسية ترى أن تمكنيها ومنحها الفرصة ضرورة، جعلتها ممثلة بعدد أكبر فى الحقائب الوزارية، وتحت قبة البرلمان، وفى المناصب القيادية على تنوعها، لدرجة أن مصر أصبحت فيها قاضية لأول مرة، ومديرة لمصنع الإنتاج الحربى لأول مرة، وأول سائقة قطار ومترو، وما زلنا نتطلع للمزيد والمزيد من أول سيدة تشغل منصبا كان حكرا على الرجال فى الماضى.
لكن للأسف بعض «الفيمنست» والمدافعات عن حقوق المرأة - وأنا أقول هنا «بعض» - تطرفن عن الأهداف النبيلة، وانحرفن بالدعوات، لتصبح جميعها ضد الرجل، وبعضهن لم ينتبه إلى قيمة الأسرة، وهنا سؤال، هل يساعد هذا التطرف المرأة؟ هل يجعلها تتقدم أو تتمكن؟ الحقيقة لا، لأن هذه الدعوات - التى تزعم أنها تساعد المرأة - تشغلها عن مسيرتها، وعن خطة الدولة فى التمكين، دعوات تسحبنا لتريندات وأقاويل حول البيت والرجل والأسرة والأولاد، وجميعهم ليسوا أطرافا ضد المرأة فى معركة التمكين، دعوات تزعم أنها تريد تحرير المرأة، لكنها فى الحقيقة تحصر دور المرأة فى الدائرة ذاتها التى تزعم أنها تود إخراج المرأة منها، فيبقى الحديث عن المرأة مرتبطا بالطبخ والغسيل وتربية الأولاد، تفعل أم لا؟ فهل لكل هذا الحديث جدوى؟ أم أننا فى حاجة لحديث آخر يساعد المرأة ويدفعها خطوات للأمام؟