لكل فكرة متطرفوها، فئة تذهب لأقصى درجات التطرف فى تطبيق المفهوم، فيفقد المفهوم معناه، وهذا ما نعاينه اليوم من بعض المدافعات عن حقوق المرأة، هنا لا أقول «كل» ولا أهاجم الجميع، ففكرة الدفاع عن حق المرأة فى المجتمع، ورفع أى ظلم واقع عليها، هى فكرة نبيلة، ومن يعمل على ذلك يستحق كل التقدير والاحترام، لكن ونحن ندافع عن حق المرأة يجب أن نضه فى اعتبارنا مفهوم الأسرة وحق الزوج والأولاد، وهنا تحدثت كثيرا فى سلسلة مقالات سابقة عن تمكين المرأة، وحقها، وأكدت أن المعركة ليست مع الرجل، وبالطبع لا يجب أن تكون مع الأسرة والبيت.
الحركة النسوية - منذ بدايتها - حركة نبيلة وأهدافها سامية وإنسانية، لذلك وجب علينا الحرص من المتطرفين فى أفكارهم، ظنا منهم أن يحملون رايتها، لأن هدم القيم مثل قيمة الأسرة أو قيمة الرجل لن ينفع مفهوم التمكين، بل سيضره، فالأسرة قيمة كبيرة والحفاظ عليه واجب قومى، لأن هذه الأسرة هى من تخرج الفتاة لتصبح سيدة متمكنة فى المجتمع، لذلك لم يكون هناك تمكين للمرأة، ولا «مرأة» من الأساس، إذا تخلخل مفهوم الأسرة ونحن ندافع عن حقها، متطرفين فى الدعوات لحصولها على الحق، لذلك أقولها مجددا، احذروا من متطرفى «الفيمنست»، فالمعركة ليست مع الرجل ولا مع الأسرة، لكنها مع قوانين وعادات وأعراف، المعركة هدفها تربية فتاة قادرة أن تكون سيدة قوية متمكنة فى المستقبل.