زيارة رسمية بتكليف مباشر من رئيس الجمهورية لوزير الخارجية سامح شكرى لـ "إسرائيل" ..زيارة فى توقيت مثالى لدفع و تنشيط عملية السلام ..فالزيارة تأتى بعد خروج تركيا من مربع الداعمين لحل أزمة القضية الفلسطينية بالتطبيع رسميا مع تل أبيب و أيضا بعد أيام من انعقاد مؤتمر باريس لدعم قضية السلام و بعد زيارة هامة و ناجحة على المستوى الدبلوماسى لوزير الخارجية إلى رام الله .
و لكن زيارة وزير الخارجية التى بدأت اليوم إلى تل أبيب أثارت موجة من التساؤلات على المستوى السياسى و الدبلوماسى و أيضا المستوى الشعبى ..فهل زيارة شكرى لـ "إسرائيل" مقدمة لزيارات أخرى لمسئولين إسرائليين للقاهرة ؟ وهل هى مقدمة لعقد اجتماع رباعى على مستوى حكومات فلسطين و الأردان و "إسرائيل" و مصر كما أكدت مصادر دبلوماسية بوزارة الخارجية ؟ فهل تسعى مصر لعقد اجتماع رباعى فى شرم الشيخ أو حتى القاهرة لدعم حل إقامة الدولتين ؟
الخارجية المصرية أعلنت رسميا زيارة الوزيرسامح شكرى إلى "إسرائيل" ووصفتها فى بيان رسمى لها بالزيارة الهامة و التى تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية/الإسرائيلية، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية فى العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية.
المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية قال إن زيارة شكرى إلى "إسرائيل" تأتى فى توقيت هام ، بعد الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى للجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بأهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية ، يحقق حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، والسلام والأمن لإسرائيل ، وعقب الزيارة التى قام بها وزير الخارجية إلى رام الله يوم 29 يونيو الماضي ، وانعقاد المؤتمر الوزارى الخاص بعملية السلام فى باريس فى الثالث من يونيو، وصدور تقرير الرباعية الدولية ، وسط جهود إقليمية ودولية تستهدف تشجيع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى على استئناف المفاوضات ، وتوجيه دفعة لعملية السلام من خلال إعادة وضع القضية الفلسطينية فى بؤرة الاهتمام الدولى بعد فترة من الجمود.
جدول أعمال الزيارة التى بدأت صباح اليوم سيبدأ بمحادثات مطولة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لتناول الملفات المرتبطة بالجوانب السياسية فى العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، مع التركيز على القضية الفلسطينية وكيفية تفعيل مقررات الشرعية الدولية والاتفاقيات والتفاهمات التي سبق أن توصل إليها طرفى النزاع ووضع أسس ومحددات لتعزيز بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمهيداً لخلق بيئة مواتية داعمة لاستئناف المفاوضات المباشرة بينهما بهدف الوصول إلى حل شامل وعادل ينهى الصراع ويحقق هدف إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ووصفت الخارجية الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخراً إلى الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بأهمية اغتنام الفرصة والاستفادة من تجارب السلام السابقة فى المنطقة لوضع حد للصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي، قد أسهمت فى تحريك المياه الراكدة وتنشيط الجهود الإقليمية والدولية، بشكل بات يمثل فرصة مواتيه أمام الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى ، لإطلاق الإرادة السياسية الجادة لإنهاء الصراع وتحقيق السلام على أسس العدل والقانون ومقررات الشرعية الدولية.
وترجح مصادر دبلوماسية أن تكون زيارة شكرى لإسرائيل تمهيدا لزيارة اخرى لنتنياهو إلى مصر ضمن التنسيق بين البلدين لحل القضية الفلسطينية فى إطار السعى لعقد قمة رباعية بين كل من الرئيس عبد الفتاح السيسى و الرئيس الفلسطينى عباس أبو مازن و الملك عبدالله و نتنياهو .
رئيس الحكومة الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تطرق فى مستهل الجلسة الحكومية الإسرائلية صباح اليوم إلى الزيارة قائلا "اليوم يصل إلى "إسرائيل" وزير الخارجية المصرى وسنعقد لقاء فى الظهر والمساء ووصف " نتنياهو "الزيارة بالهامة و قال " تدل على تغيير فى العلاقات خاصة مع تصريحات الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، لعقد مؤتمر سلام إقليمى .
و قال أيضا الزيارة تعبير عن تغير مهم فى السياسيات فآخر زيارة لوزير خارجية مصرى إلى "إسرائيل" كانت فى عام 2007 ".
يذكر أن وزير الخارجية الأسبق أحمد ماهر كان آخر وزير خارجية يقوم بزيارة إلى "إسرائيل" والأراضى المحتلة فى واقعة الاعتداء الشهيرة عليه فى رام الله.
جاكي حوجي، محرر الشئون العربية، في إذاعة الجيش الإسرائيلى ومعاريف على "تويتر"، قال إن وزير الخارجية المصرى سامح شكرى يزور إسرائيل اليوم الأحد وأضاف "حوجى"، أن مصادره أكدت له أن الاستعدادات لزيارة "شكرى" ولقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي يرتب لها حاليًا.