شهدت الولايات المتحدة ليلة أخرى من المظاهرات الغاضبة تجاه ممارسات الشرطة العنيفة ضد المواطنين من أصل أفريقى، بعد مقتل شابين أعزلين برصاص الشرطة فى لويزيانا ومنيسوتا، الأسبوع الماضى.
وواصل الأمريكيون التظاهر السبت وحتى الساعات الأولى من الأحد، فى أنحاء الولايات المتحدة. وتشير شبكة "سى.إن.إن" أن بينما ألتزم أغلب المتظاهرين السلمية، لكن وقعت بعض المشاجرات مساء السبت فى سانت بول بولاية مانيسوتا، حيث اشتبك متظاهرون مع قوات الأمن.
وبحسب مسئولون فإن المتظاهرون قاموا بإلقاء الشرطة بزجاجات وحجارة وألعاب نارية ومولوتوف، مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن خمسة من عناصر الشرطة. وردت قوات الأمن باللجوء إلى إجراءات السيطرة على الحشود بما فى ذلك الغاز المسيل للدموع والعيارات المطاطية.
واسفرت احتجاجات أخرى فى شيكاغو عن القبض على ثلاثة أشخاص. وشهدت ولايات أخرى مثل واشنطن واتلانتا وميامى وفلوريدا وفورت لوديردال، احتجاجات واسعة نددت بوحشية الشرطة.
وكان قد قتل الشاب الأسود ميكا جونسون، خمسة من الشرطة، الجمعة الماضية، خلال مظاهرة نظمتها حركة "بلاك لايف ماترز" أو "حياة السود مهمة"، فى مناهضة لعنف الشرطة فى مدينة دالاس، فيما لم تنجح محاولات التهدئة حيث استمرت الاحتجاجات.
من جانب آخر قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إن الولايات المتحدة ليست منقسمة كما ألمح البعض ولا يوجد استقطاب. وأضاف إنه "ليس حقيقيا" أن أمريكا ترجع إلى الوضع التى كانت عليه فى حقبة الستينيات.
وقال أوباما، فى خطاب من بولندا حيث يقوم بجولة رسمية لأوروبا، إن أمريكيين من مختلف الأعراق، منهم من كان فى تلك المظاهرات، أغضبهم بشدة ما حدث فى دالاس. وأضاف إن الوحدة فى هذه الأوقات أساس قوى يعتمد عليه.
وأكد الرئيس الأمريكى على أنه لا توجد أعمال شغب ولا تتعقب الشرطة المتظاهرين السلميين. رأينا مظاهرات سلمية ورأينا تعامل الشرطة المهنى مع تلك المظاهرات، وذلك على الرغم من مرارة وصعوبة هذا الأسبوع، فإن لدينا أساس يمكننا أن نبنى عليه.
وطالب الرئيس الأمريكى مجددا باتخاذ إجراء عاجل فيما يتعلق بقوانين حيازة الأسلحة فى البلاد، قائلا إن من تهمه حياة رجال الشرطة يجب أن يعالج القضية.
وفى إطار المظاهرات المستمرة، أشارت هيئة الإذاعة البريطانية أن محتجون فى مدينة "باتون روج" رددو أمام مقر الشرطة، شعارات "لا عدالة، لا سلام"، وقرب المتجر الذى قتل أمامه ألتون ستيلينغ.
وتصاعد التوتر عندما ظهر أعضاء مسلحون من حزب "الفهود السود" الجديد فى مواجهة شرطة مكافحة الشغب، علما أن قانون ولاية لويزيانا يسمح بحمل السلاح بارزا.
وأفادت التقارير باعتقال العشرات وحجز سلاحين ناريين على الأقل. ومن بين المعتقلين ديراى ماكيسون، الذى أصبح رمزا فى حركة "حياة السود مهمة"، ومعه صحفيان. واعتقلت شرطة نيويورك 20 شخصا كانوا فى مسيرة احتجاجية بمانهاتن.
ونقلت وكالة رويترز عن، لورينا أومبروزيو متظاهرة "أنا حزينة جدا، وغاضبة جدا، لأن جثث السود تتراكم وتتراكم". هذا فيما دعا المحتجون فى فيلادلفيا إلى "نهاية أسبوع من الغضب" ونظموا مسيرة متعددة الأعراق لست ساعات.