انطلقت، صباح الخميس، أعمال الدورة العادية (52) لمجلس وزراء الإعلام العرب، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وذلك لمناقشة الجهود المبذولة فى صياغة استراتيجية موحدة تتواكب مع التحديات المشتركة، والازمات الراهنة التى يشهدها العالم، فى المرحلة الراهنة، بدء بالارهاب والتطرف وخطاب الكراهية، مرورا بالازمات الدولية، على غرار الازمة الأوكرانية، وحتى قضية التغيرات المناخية والتى بات الوعى بها أهم المراحل لتجاوزها.
ولعل القضية الفلسطينية كانت أحد أهم محاور اهتمام الاجتماع، حيث أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كرم جبر فى كلمته على محوريتها، مشددا على تمسك مصر بالدفاع عن قضايا أمتها وفى القلب منها فلسطين، متمنيا أن يكون الاجتماع القادم فى القدس.
وأضاف جبر أن التحديات التى تواجه العالم فى المرحلة الراهنة تتطلب المزيد من التنسيق بين الدول العربية فى إطار تعزيز العمل العربى المشترك.
بينما ركزت الجامعة العربية على التجاوب مع مبادرة فلسطين بتحويل يوم 11 مايو، والذى يوافق ذكرى استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة إلى يوما عالميا للتضامن مع الإعلام الفلسطيني.
ففى كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والتى ألقاها نيابة عنه السفير أحمد رشيد خطابى، أكد على مشروعية القضية الفلسطينية، وفى القلب منها الوضع التاريخى والقانونى للقدس لما تحظى به من مكانة فى قلوب العرب، باعتبارها مفتاح الأمن والسلام فى المنطقة.
واحتفى الاجتماع باختيار بيروت، لتكون عاصمة الإعلام العربى فى عام 2023، حيث هنأها الأمين العام بهذا الاختيار، معربا عن تضامنه مع هذا البلد العربى الذى يأبى الانكسار داعيا الدول العربية للمشاركة فى هذا الحدث.
ومن جانبه أعرب وزير الإعلام اللبنانى زياد المكارى عن تمسك بلاده بهويتها العربية، واحتياجها للتضامن والدعم من قبل محيطها العربى فى ظل ما تشهده من أزمات وعلى رأسها قضية النازحين، داعيا الدول العربية للمشاركة فى احتفالية إعلان بيروت عاصمة للإعلام العربى فى العام المقبل.
ومن جانبه أشاد وزير الإعلام الكويتى عبد الرحمن المطيرى باحترافية التعامل الإعلامى العربى مع الازمات مستشهدا بأزمة كورونا عبر مهارات التنسيق والتكامل مع المؤسسات وحشد المسؤولية الوطنية وما تطلبه من شفافية لاظهار الحقائق للمجتمع وبالتالى تحقيق استجابة سريعة ومتزنة من خلال تقديم رسالة إعلامية موحدة من قبل كافة وسائل الإعلام.
وأكد أن دولة الكويت برهنت على ضرورة العمل لمواكبة التطور المتسارع والتحول لإعلام رقمى بتقنيات واستراتيجيات حديثة متجددة ليصبح الإعلام مصدرًا للمعرفة ومنظمًا للخدمة، وموجهًا للخطاب المحفز للريادة. وصولًا إلى التحول نحو الإعلام الذى يتبنى نهج التنمية المستدامة ويتولى صياغة الخطاب الإعلامى على نحو متوافق مع قضايانا وثوابتنا العربية الأصيلة ويحقق الريادة التى تجمع بين المحتوى الهادف وتوثيق ونشر الهوية العربية وتنمية المجتمعات..
وأما وزير الثقافة والإعلام السودانى جراهام عبد القادر فشدد على ضرورة صياغة استراتيجية موحدة للإعلام العربى مؤكدا على ضرورة توحيد خطاب إعلامى يعزز التسامح ومن شأنه مجابهة الإرهاب.