ما فعله مهرجان القاهرة للدراما، والذى انطلق هذا العام برعاية الشركة المتحدة، يمكن أن نعتبره إعجازا حقيقا، فبعد أن انجرفنا سنوات فى مهرجانات فنية، تتلخص قيمتها فى «إطلالة الفنانة»، أعاد مهرجان الدراما القيمة للفن والفنان والعمل الفنى، الحديث يقتصر عن العمل وتأثيره، أما الإطلالة فلا يمكن التقليل من شأنها لكنها ليست البطل.
أكثر ما أسعدنى فى هذا المهرجان هو إعادة الفن لأهله، وقيمته وتأثيره، وأسعدنى تكريم الفنان القدير صلاح السعدنى، وتكريم مجموعة من الفنانين الكبار البعيدين عن «مهرجانات الإطلالات» وكانوا قد يئسوا من تلك الحالة، فأعاد لهم المهرجان الروح وشعرنا جميعا أن ما قدموه من قيمة فنية «حتى وإن لم يحصل أحدهم على فرصة البطولة المطلقة، وجميع أعمالهم أدورا ثانية أو حتى ثالثة»، إلا أن وجودهم وقيمتهم وإبداعهم وإسهامهم كان كبيرا جدا، وقيمتهم الفنية عالية جدا، فهذه فئة كبيرة كانت مظلومة ومهضوم حقها، وسط مهرجانات الإطلالات فأنصفها مهرجان الدراما.
الجميل أيضا فى هذا المهرجان هو التنوع فى الأعمال الدرامية بمختلف جهات الإنتاج ومختلف القنوات والمنصات التى عرضت عليها الأعمال، فكنا أمام وجبة دسمة من الأعمال، وكنا أمام قامات كبيرة من الفنانين مستحقى التكريم، كل منهم تم تكريمه بالفعل لمجرد مشاركته فى المهرجان، ووجوده على السجادة الحمراء بقيمته لا بإطلالته، والحقيقة أن أكثر من يستحق التكريم هو الشركة المتحدة وشركة POD الوكيل الإعلانى للمهرجان ونقابة المهن التمثيلية ولجنة التحكيم، هؤلاء هم من يستحقون التكريم لعملهم بجهد وإخلاص أعاد الفن لأهله.