أيام صعبة يمر بها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب مع تصاعدت المخاطر القانونية التى يواجهها، وذلك بعدما أقامت المدعى العام لنيويورك دعوى احتيال، والتى يمكن أن تغلق منظمة ترامب، إلى جانب سماح محكمة الاستئناف الأمريكية للمحققين الفيدراليين بمواصلة تحقيقهم فى الوثائق السرية التى عثر عليها فى مقر إقامة ترامب بمارالاجو.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن تلك الانتكاسات التى تعرض لها ترامب وغيرها تأتى فى الوقت الذى يواجه فيه جهود قانونية إضافية تستهدفه هو وحلفاؤه، والتى تضعه أمام أشهر من التعقيدات القانونية، فى الوقت الذى يسعى فيه لرفع حظوظه السياسية لاحتمال ترشحه فى انتخابات الرئاسة لعام 2024، وتتزايد أيضا احتمالات أن يصبح ترامب أول رئيس أمريكى سابق يواجه اتهامات بعد مغادرته المنصب.
واستدعى الإدعاء الفيدرالى العشرات من المستشارين السابقين وآخرين ضمن تحقيق فى محاولة عرقلة تسليم السلطة بعد انتخابات 2020. وبشكل منفصل، كانت هيئة محلفين كبرى فى جورجيا تنظر فى مزاعم أنه حاول عرقلة عد الأصوات فى الولاية بالضغط على وزير خارجيتها لإيجاد ما يكفى من الأصوات لإلغاء النتيجة.
كما تلقت الشركة المشاركة له فى شركته الجديدة للسوشيال ميديا أوامر استدعاء من لجنة البورصات والأوراق المالية. ويجرى المحققون فى نيويورك أيضا تحقيقات مستمرة تتعلق بشركاته. وتسعى سيدة تتهم ترامب بالاعتداء الجنسى عليها إلى مقاضاته بموجب قانون فى نيويورك تم تمريره مؤخرا يقدم استثناءات لقانون التقادم المعيارى للجرائم الجنسية.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن المحامين المتحالفين مع الحزب الديمقراطى بدأوا حتى فى وضع الأساس للطعون القانونية لو أعلن ترامب ترشحه للرئاسة، وذلك على أساس دوره فى الاعتداء على مبنى الكابيتول الأمريكى، استنادا إلى المادة 3 من التعديل الرابع عشر للدستور الذى يحظر تولى من ينخرطون فى أعمال تمرد أو عصيان مناصب عامة.
وتقول واشنطن بوست إن اتساع نطاق التحديات القانونية الحالية والمحتملة، كبير حتى بمعايير ترامب نفسه، الذى قضى معظم حياته البالغة فى التقاضى. وعاد إلى الأساليب القديمة ردا على هذا، وسعى إلى تأجيل الإجراءات ضده، ورفض الاعتراف بأى خطأ واستخدم الإدعاءات الموجهة له لحشد مؤيديه السياسيين.
وقال ترامب فى فعالية فى أوهايو الأسبوع الماضى إن الناس الذين يقون خلف هذا الاضطهاد الوحشى لا يشعرون بالخزى وليس لديهم أخلاق أو ضمير، وبالتأكيد ليس لديهم احترام لمواطنى بلدنا. وتابع قائلا: الطبقة السياسية القاسية والانتقامى لا تلاحقنى فقط، ولكنها تلاحقكم من خلالى.
من ناحية أخرى، اضطر ترامب إلى إجراء تعديلات، حيث خصص حصة متزايدة من المساهمات السياسية لدفع أتعاب المحاماة، كما تم التخطيط الصيفى لإعلان إطلاق الحملة الرئاسية فى الخريف، بسحب مصادر مطلعة على هذه الخطط.
وقال اثنان من مستشارى ترامب إن الرئيس السابق مندهش وغاضب من الدعوى التى رفعتها المدعى العام لنيويورك ليتشيا جيمس يوم الأربعاء، وأن هجماتها، على حد تعبير أحدهما، قد أغضبته أكثر من التحقيقات الأخرى. واتهم ترامب جيمس، وهى من السود، بالعنصرية، دون أن يوضح كيف.
ويوجد لدى ترامب الآن أكثر من 10 محامين يعملون فى تحقيقات مختلفة ضده، مع دعم مالى لجهودهم يأتى من كل من اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى، ولجنته السياسية "أنقذوا أمريكا". وهناك مجموعات منفصلة من المحامين لكل منا لتحقيقات. وحاول فريقه السياسى تشجيعه أحيانا بتغريدات إيجابية ومقالات إخبارية محافظة.
وحتى اللحظة الراهنة، لا يوجد ما يشير إلى أن الهجمات القانونية قد غيرت موقف ترامب السياسى، ويقول بعض المستشارين إنها تزيده قوة بين قاعدة أنصاره. كما أن معدلات تأييده بين الشعب الأمريكى، وفقا لعدد من الاستطلاعات لم تتغير على مدار الأشهر الثمانية عشر الماضية، ووقفت عند نسبة 43%. فى الشهر الماضى، حذر حليف ترامب ليندسى جراهام من اندلاع أعمال شغب فى الشوارع لم تمت ملاحقة ترامب قانونيا.