لا يزال لبنان في عنق الزجاجة مع تنامى التحديات في وقت حرج، فأيام قليلة تفصله عن موعد الاستحقاق الرئاسي المقرر نهاية أكتوبر المقبل، بينما حكومته لم تتشكل بعد، ومفاوضات صندوق النقد الدولى تتعثر في ظل تأخر تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ، حيث تُجرى حاليا المفاوضات مع بعثة الصندوق التي تزور بيروت هذه الأثناء لاستكمال التفاوض بشأن منح قرض للبنان بعد أن تم توقيع الاتفاق الأولي.
تأخر الإصلاحات
من جانبه انتقد صندوق النقد الدولى ما وصفه بـ"تأخر تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية" في لبنان إضافة إلى تعثر مشروع قانون السرية المصرفية، وعدم وجود إطار لمكافحة الفساد والإبقاء على العقبات المتعلقة بإعادة هيكلة المصارف وعدم تحسين الإدارة الضريبية وعدم وجود تحقيقات في الجرائم المالية وعدم بذل جهود لاستعادة الأموال المختلسة وإعادة الأموال المحولة بطريقة غير مشروعة إلى الخارج، على حد تعبير بعثة الصندوق التي تزور بيروت لاستكمال المشاورات لمنح لبنان قرضا، وفق موقع"النشرة" اللبنانى.
وحث الصندوق اللبنانيين، على إتمام الإصلاحات اللازمة ودعم الإسراع فيها لإتمام الاتفاق المطلوب، مشددا على ضرورة استعادة الثقة بالقطاع المالي والمصرفي المتمثل بمصرف لبنان والمصارف.
أزمة تشكيل الحكومة
ومن جهة ثانية، يواجه لبنان أزمة تعثر تشكيل الحكومة الجديدة حيث أعرب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن أمله إنهاء ملف تشكيل الحكومة خلال الاجتماعات التي سيعقدها مع الرئيس العماد ميشال عون الأسبوع المقبل، قائلا:" إنه لا يحتاج إلى الكثير من النقاش، والبلد بحاجة إلى حكومة لتستطيع التصدى قدر المستطاع للمشكلات التي نعاني منها، ونأمل بالتعاون مع مجلس النواب أن نتصدى لكل هذه المشكلات"..وفق بيان لحكومة لبنان .
وعن الحديث الجاري بأن تشكيل الحكومة بات قريبا قال،"لقد كلفت لتشكيل حكومة، وفي اليوم التالي للاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب، قدمت للرئيس تشكيلتي الحكومية، ولا يزال الموضوع عالقا بين وزير من هنا وآخر من هناك،وهذا البحث يحصل بيني وبين الرئيس وبالتعاون معه،واتمنى في الاجتماعات المقبلة في الاسبوع المقبل ان ننتهي من هذا الموضوع لانه لا يحتاج الى الكثير من النقاش، والبلد بحاجة الى حكومة لتستطيع التصدي قدر المستطاع للمشكلات التي نعاني منها، ونأمل بالتعاون مع مجلس النواب ان نتصدى لكل هذه المشكلات".
أضاف ميقاتى،"في كل اللقاءات التي عقدتها شرحت الوضع في لبنان والصعوبات التي نواجهها في كل القطاعات وأكدت أن في طليعة الاستحقاقات الداهمة اليوم انتخابات رئاسة الجمهورية ووجوب إجرائها في الموعد المحدد.. صحيح أن هذا الاستحقاق ليس كل الحل، ولكنه خطوة أساسية ، وقد ركزت في لقاءاتي مع الرؤساء والمسؤولين الذين اجتمعت معهم فى نيويورك على أهمية هذا الاستحقاق وطلبت دعمهم بالاتصالات لإتمام هذا الاستحقاق، كذلك فقد استحوذ موضوع ترسيم الحدود البحرية اللبنانية على حيز من البحث في لقاءاتي. الموضوع متقدم من دون شك ولكن العبرة تبقى في النهايات".
ملف ترسيم الحدود
والملف الثالث الذى يمثل تحديا أيضا أمام لبنان، ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وهى المفاوضات التي شهدت جمودا منذ عامين، وفى هذا الصدد أوضح الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون أن تقدماً تحقق فيما يخص مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل، معرباً عن امله في الوصول الى اتفاق يُمكن لبنان من استثمار ثروته النفطية والغازية وانعكاس ذلك ايجاباً على الاقتصاد اللبناني.وفق بيان لرئاسة لبنان .
وأكدالرئيس اللبنانى العماد ميشال عونعلى أهمية وجود حكومة كاملة المواصفات حائزة على ثقة مجلس النواب لتتمكن من تحمل مسؤولية ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية في حال تعذر انتخاب الرئيس، لافتاً الى ضرورة المحافظة على التوازن الوطني في كل الاستحقاقات الدستورية المرتقبة. وفق بيان لرئاسة لبنان.
ولفت عون إلى الأزمة الحكومية التي تمر بها بلاده، مشددا على أنه يعمل على إزالة العراقيل السياسية الموضوعة أمام تشكيل الحكومة.
وجدد، إلتزام لبنان بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي، مشيراً الى أن قانون الموازنة للعام 2022 ينتظر اقراره في مجلس النواب الذي اعيد اليه قانون تعديل قانون السرية المصرفية ليصبح اكثر تطابقاً مع المعايير الدولية.
ملف الكهرباء
تُعد أزمة الكهرباء من الازمات الكبرى في لبنان ، وبشأن هذا الملف قال ميقاتى:"نحن نبذل كل جهدنا لحل معضلة الكهرباء رغم العراقيل المتكررة التي تواجهنا،خاصة وأننا في لبنان نملك معامل الإنتاج التي تتيح تأمين تغذية بمعدل 12 ساعة في اليوم، نحن نجري الاتصالات اللازمة في هذا الصدد، والبنك الدولي يريد مساعدتنا".