فى أول اختبار حقيقى لحكومة رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس، أعلنت الحكومة البريطانية عن تخفيضات فى أعلى معدل للضرائب وضرائب التأمين الوطنى ورسوم الدمغة، بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان.
وسيتم تقديم التخفيض الضريبى بمقدار نقطة واحدة المخطط لها فى المعدل الأساسى لضريبة الدخل لعام 2024 إلى عام 2024، وسيتم إلغاء المعدل الأعلى البالغ 45%، وبالتالى فإن أعلى معدل سيكون 40%.
كما سيتم إلغاء زيادة التأمين الوطنى بنسبة 1.25%، مما يوفر للأسر 330 جنيه إسترلينى سنويا. وسيتم زيادة حدود رسوم الدمغة، مما يخفض الضرائب على شراء المنازل. وسترتفع عتبة الـ 500 ألف إلى 650 ألف استرلينى، وقال وزير الخزانة كواسى كورتنيج إن التخفيضات ستكون دائمة، ووعد بعصر جديد من النمو، مضيفا أن الضرائب المرتفعة تقلل من حوافز العمل وتعيق المشروع.
وفى ظل ارتفاع التضخم والتوقعات بأن تواجه بريطانيا ركودا طويلا، ألغى وزير الخزانة الجديد زيادة الضريبة الشركات إلى 25% العام المقبل..وقال كوارتنيج أنه فى سياق أزمة الطاقة العالمية، من المناسب تماما أن تتخذ الحكومة إجراءات، مضيفا أن المسئولية المالية تظل ضرورية، وسيسمح لمكتب مسئولية الميزانية بفحص خطط إنفاق الخزانة قبل نهاية السنة.
وقالت صحيفة التايمز إن قرار إلغاء معدل ضريبة الدخل 45%، والتى تؤثر على 629 ألف شخص يجنون أكثر من 150 ألف استرلينى سنويا، مثير للانتقادات من الناحية السياسية. وجادل المنتقدون بأنه يمثل خفض ضريبة للأثرياء فى وقت يعانى فيه الناس العاديين للتعايش مع أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة.
إلا أن كوارتنج ورئيسة الحكومة ليز تراس يعتقدان أنه سيساعد فى تحفيز الاستثمار فى بريطانيا، كما أن سيؤدى إلى خفض نقطة فى معدل الأساسى فى ضريبة الدخل، الذى كان مقررا إبريل 2024، إلى العاما لمقبل، وهو الإجراء الذى سيتكلف 5 مليار استرلينى.
قال خبراء اقتصاديون إن التخفيضات الضريبية التي طبقها المستشار كواسي كوارتنج بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني هي أكبر تخفيضات ضريبية منذ عام 1972. قال بول جونسون، مدير IFS: “تخفيضات ضريبية بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني. هذا هو أكبر حدث لخفض الضرائب منذ عام 1972. تُعرف هذه الميزانية الآن بأنها أسوأ ما في العصر الحديث. أنا آمل بصدق أن يعمل هذا بشكل أفضل بكثير”.
وقالت صحيفة التايمز أن الأسر الأكثر ثراءً ستستفيد بشكل أكبر بكثير من الأسر الأفقر. وأوضح تحليل لمؤسسة ريسوليشن أن ثلثى التخفيضات الضريبية التى تم الإعلان عنها اليوم الجمعة ستذهب إلى الخمس الأكثر ثراءً من الأسر. بينما سيذهب 12 % إلى النصف الأكثر فقرا من السكان، وفقا للحسابات التى يستغلها حزب العمال لكن تم تجاهلها من قبل الحكومة.
وقال المركز إن نسبة 20% من الأسر الأكثر ثراءاً، الذى يجنون أكثر من 66 ألف جنيه استرلينى، سيكون أفضا حالا بمقدار 3090 جنيه استرلينى فى المتوسط سنوا، بينما سيحصل الـ 5% الأكثر ثراءً على 8560 جنيه استرلينى إضافية، وسيحصلون على 45% من جميع المكاسب من التخفيضات الضريبية التى تم الإعلان عنها.
وجاء الإعلان عن التخفيضات الضريبية بعد أن سجل الجنيه الاسترلينى أدنى مستوياته منذ عام 1985 مقابل الدولار. ورغم أن حكومة ليز ترامس قالت إن التخفيضات الضريبية تهدف غلى تعزيز النمو وتجنب الركود، لكن هناك مخاوف من حجم الإنفاق الكبير الذى قد يؤدى إلى زيادة الضغوط على الاسترلينى.
من بين البنوك الدولية وشركات الاستشارات البحثية التي استطلعت "رويترز" آراءها الأسبوع الماضي، قال 55% إن هناك مخاطر عالية قد تؤدي إلى تدهور الأصول البريطانية بشدة في الأشهر الثلاثة المقبلة.. ويأتي ذلك بعدما أعلن بنك إنجلترا أمس الخميس زيادة أسعار الفائدة للمرة السابعة على التوالي من أجل مكافحة تسارع التضخم في المملكة المتحدة، لتصل الفائدة إلى 2.25%.