وسط أجواء من البهجة الكبيرة، شهدت قرية الدير بمدينة إسنا جنوبى محافظة الأقصر، تنظيم فعاليات احتفالية ختامية لتكريم 491 طفلا وطفلة لحفظهم أجزاء من القرآن الكريم بدءاً من جزء وحتى القرآن كاملاً، ضمن مسابقة الحاجة الطاهرة لحفظ القرآن الكريم بإشراف الدكتور محمد الوكيل مشرف ومنظم المسابقة بقرية الدير.
وفى هذا الصدد، يقول الدكتور محمد الوكيل مشرف مسابقة الحاجة الطاهرة لحفظ كتاب الله بقرية الدير فى مدينة إسنا، إنه تقدم لتلك المسابقة 600 طفل وطفلة من المتسابقين من أبناء القرية، حيث تكونت المسابقة من 6 مستويات متنوعة، شملت حفظ 6 أجزاء من القرآن من عمر سنة وحتى 12 سنة، وشارك فيها 27 طفلا وطفلة، وحفظ 5 أجزاء بالقرآن من عمر سنة وحتى 11 سنة وشارك فيها 22 طفلا وطفلة، وحفظ 4 أجزاء من سنة لـ10 سنوات وشارك فيها 20 طفلا طفلة، و4 لـ3 أجزاء بعمر من سنة لـ9 سنوات شارك فيها 17 طفلا وطفلة، ومن 3 أجزاء لجزئين من القرآن من سنة لـ8 سنوات بمشاركة 19 طفلا وطفلة، ومن جزأين لجزء واحد من القرآن من عمر سنة لـ7 سنوات بمشاركة 21 طفلا وطفلة، وحفظ الجزء الأول بمشاركة 126 طفلا وطفلة.
وأضاف مشرف مسابقة الحاجة الطاهرة بقرية الدير لـ"انفراد"، أنه تم تنظيم احتفالية كبرى بحضور المئات من أبناء القرية ومدينة إسنا، تم خلالها توزيع شهادت تقدير ومبالغ مالية وجوائز متنوعة لدعم 491 طفلا وطفلة، بينهم 126 طفلا وطفلة من المتسابقين، بجانب 365 طفلا وطفلة من مكاتب تحفيظ القرآن المختلفة، وذلك بإجمالى 491 طفلا وطفلة من أبناء المدينة بأكملها، حيث حضر حفل التكريم متولى محمد متولى مفتش الأوقاف بإسنا، وحسين أمين خطيب وإمام مسجد الدير، وعدد من قيادات القرية والمدينة ورجال الدين، مشدداً على أن تلك المسابقة تسهم بدعم الأطفال باستمرار حفظ كتاب الله حتى ختمه كاملاً، بجانب دعم مكاتب تحفيظ القرآن والكتاتيب لمواصلة مسيرتها فى دعم الأطفال بحفظ كتاب الله.
ومن جانبه، يقول الشيخ سيد محمد عبد الدايم محمود وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الأقصر، أن تلك المسابقات تساهم فى نشر حفظ كتاب الله ودعم الكتاتيب حول الأقصر، موضحاً أنه على مر العصور كانت الكتاتيب أو الكتاب فى قرى ومحافظات مصر، بمثابة منارة العلم والعلماء على مر العصور، ومازالت حتى يومنا هذا نظراً لما تمثله من طريق تأسيس جيل المستقبل وتحفيظ الأطفال لكتاب الله، ومع تطور الحركة فى المجتمع المصرى وانتشار الأفكار المتطرفة، حيث قرر الدكتور محمد مختار جمعة، تدشين فكر جديد لحماية النشء والجيل الجديد من تسميم أفكارهم فى الكتاتيب المنتشرة بالقرى والزوايا والمساجد الصغيرة، بإطلاق "المدارس القرآنية" التي تم وضع عدة قواعد وشروط مميزة لها لخدمة الأطفال والتلاميذ والطلاب بالمدارس، حيث تقدم لهم المحفظين المدربين على أعلى مستوى لتحفيظهم القرآن الكريم بأحكامه والتلاوة الصحيحة والتجويد وكذلك الأحاديث النبوية ودروس التعامل سماحة الدين الوسطي الجميل.
وأكد وكيل أوقاف الأقصر لـ"انفراد"، على توالى افتتاح الأنشطة القرآنية بالمديرية، حيث قد تم الإعلان عن اعتماد 110 مقارئ قرآنية جديدة للجمهور بمديرية أوقاف الأقصر، وذلك فى إطار الدور الدينى بوزارة الأوقاف تحت رعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وطبقاً لم تم إعلانه على الموقع الرسمى لوزارة الأوقاف، موضحاً أنه بذلك تكون مديرية أوقاف الأقصر قد بلغ عدد مقارىء الجمهور بها 150 مقرأة، مؤكداً على أنه يأتى ذلك فى إطار تكثيف الأنشطة التفاعلية بالمساجد ونشر العلم النافع وصحيح الدين ومحاربة الأفكار المتطرفة، إذ يقوم نخبة من المشايخ الأكفاء المعتمدين بتعليم الأهالى قراءات القرآن الكريم الصحيحة، لافتا إلى أن المساجد التى تم افتتاح مقارئ جديدة بها خلال الفترة الماضية شملت ما يلي:- "فاطمة الزهراء وعمرو بن العاص والبوستة ببندر الأقصر، والتقوى الهنادى والإمام على والمنشية بإسنا، والشيخ سعد والحاج طه والمسجد الكبير والمسجد العتيق بحاجر كومير".
وأوضح الشيخ سيد عبد الدايم، أن كتاتيب تحفيظ القرآن علامة مميزة فى مختلف أنحاء قرى ونجوع المحافظة، حيث ساعدت على مدار القرون الماضية فى إخراج نجوم مصر والعالم العربى فى القرآن الكريم، وعلى رأسهم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ أحمد الرزيقي القارئين الشهيرين، ومازالت الكتاتيب تقوم بدورها فى إخراج جيل مميزة من حفظة القرآن الكريم، مؤكداً أنه يتم أولاً بأول مراجعة كافة اعتمادات الكتاتيب فى كل مدينة وقرية، والتأكد من قوة وقدرة المحفظ فى التلاوة لتلقين الأطفال القرآن بصورة صحيحة للغاية، وكذلك إحكام الرقابة عليها للتأكد من عدم دخول أية توجهات سياسية للكُتاب الذى سيخرج أجيال من حفظة القرآن الكريم، مشدداً على أن المديرية تكرم فى كافة فعالياتها حفظة القرآن الكريم لحث جميع الأطفال على حفظ القرآن، وكانت آخرها تكرم عدد من الأطفال والفتيات فى احتفالية رأس السنة الهجرية.
ويضيف وكيل أوقاف الأقصر، أن محافظة الأقصر تنتشر بها المئات من كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم أكثرها فى مدينة إسنا والقرنة ثم باقى المدن والقرى، وهو يدل على أن الأقصر من أكثر المحافظات بمصر اهتماماً بتعليم الأطفال وتحفيظهم القرآن الكريم، ومازالت تقام الكتاتيب في المساجد بجانب الزوايا المنتشرة بالقري، وهو أمر مميز للأقصريين لخدمة أبنائهم فى طلب العلم بأولى خطواته وهى حفظ القرآن الكريم، مشدداً على أن الأقصر أخرجت مجموعة من أفضل المشايخ ومحفظين القرآن على مدار السنوات الماضية وما زال عدد منهم يقومون بدورهم فى تحفيظ القرآن، وهم على سبيل المثال الشيخ الصادق والشيخ الدرديرى بالطود والشيخ البطيخى والشيخ الطوبى والشيخ بهجت والشيخ أبو المكارم بمدينة إسنا بخلاف مشايخ القرنة وأرمنت من المشاهير فى القرى والنجوع والذين يتوجه إليهم أولياء الأمور لتحفيظ أبنائهم القرآن الكريم، حيث أن المشايخ بالكتاتيب يساعدون بصورة كبيرة فى تكوين شخصية الطفل فى الجانب الدينى، حيث نجحوا على مر السنوات الماضية فى تطوير أساليب التلقين والتعليم فيها، وتسعى لتعليم المتون والأحكام الخاصة بالقرآن، بجانب حلقات العلم في تعليم الطفل الأمور الأساسية فى الدين كالوضوء الصحيح والصلاة الصحيحة والطهارة، وأخلاقيات التعامل مع المجتمع والأم والأب والجيران، فلذلك وجب متابعتها وتنظيم عملها للتأكد من توصيل كافة المعلومات الصحيحة للنشء.