تابعت على مدار الأيام القليلة الماضية العديد من الشائعات عن مصر وأهلها، والحقيقة كنت أفكر كثيرا فى منطق هذه الشائعات، وأتعجب لدرجة كانت تجعلنى أشك أحيانا فى قواى العقلية، وأقول لنفسى «هما الناس اللى بتتكلم عن مصر دى وهما عايشين بره ومش شايفين بعينهم إزاى قادرين بمنتهى القوة والبجاحة كده يقولوا مصر فيها، إزاى وانت أصلا مش فيها، مش شايف على أرض الواقع، بتعتمد على معلوماتك من فين، بتوثق اللى بتقول إنه كلمة حق هتتحاسب عليها قدام ربنا إزاى»؟
اللافت فى الأمر أن أغلب الشائعات عن قطاعات بعينها تمس المواطن بشكل مباشر «الصحة، التعليم، الغذاء»، فتنطلق الشائعة يوميا «المصريين بياكلوا بواقى الطعام، مفيش فلوس للأكل، المصريين مش لايقين الأكل»، وهى الشائعة التى لم ولن تحدث فى مصر يوما، مصر ومن أول يوم فى عمرها حتى هذا اليوم الخير فيها، يلقون بظلال الأزمة العالمية على مصر وكأنها وحدها فى العالم، وكأن دول أوروبا الأكثر تقدما والأغنى تعيش فى نعيم، وكأن مصر وحدها تواجه الغلاء ونقص المنتجات وأزمة الغاز والقمح الناتجة عن حرب روسيا وأوكرانيا.
يتحدثون بمنتهى السذاجة عن تخصيص التعليم والاتجاه نحو إلغاء التعليم الحكومى فى دولة أنفقت 193 مليار جنيه، وفقا لبيانات وزارة المالية على قطاع التعليم العام خلال الخمس سنوات الماضية، ثم يتحدثون بسذاجة عن انهيار المنظومة الطبية فى مصر وتفكيك وزارة الصحة، فى دولة استطاعت أن تمر برشاقة من جائحة عالمية مثل كورونا دون أن تتأثر منظومتها الطبية فى وقت انهارت فيه مؤسسات كبرى لدول العالم الأول أثناء الجائحة، متجاهلين حجم إنفاق الدولة على هذه المنظومة وتطويرها، يتحدثون عن حال المواطن فى دولة أطلقت مبادرة «حياة كريمة»، التى عملت على العديد والعديد من الملفات الحيوية، والتى ساعدت مصريين ونفذت مشروعات وطورت قرى وسخرت كل مقوماتها بدعم الدولة وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لخدمة المواطن وتحسين مستوى المعيشة وتقديم أى خدمة لأى مواطن أيا ما كانت ومهما كانت احتياجاته، فقط يقول أريد كذا فيتحقق ما يريد، فكيف بعد كل هذا الجهد والعمل يقول «كاره» وهو خارج مصر «مصر بها كذا وكذا»، إلا إذا كان كذبا وافتراء على مصر وشعبها وعلى الله قبل أى شىء.