قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن الإعصار إيان الذى ضرب فلوريدا خلف مسارا للدمار فى جنوب غرب الولاية، وحاصر الناس فى منازل غمرتها الفيضانات، وألحق أضرارا بسقف العناية المركزة بإحدى المستشفيات، وتسبب فى انقطاع التيار الكهربائى عن مليونى شخص قبل أن يستهدف ساحل المحيط الأطلنطى.
وحذر المركز الوطنى الأمريكى للأعاصير من أن واحدا من أقوى الأعاصير على الإطلاق قد ضرب الولايات المتحدة فى شبه جزيرة فلوريدا، مما يهدد بفيضانات كارثية داخلها.
وفى ميناء تشارلوت، على طول ساحل خليج فلوريدا، أغرقت العاصفة غرفة الطوارئ منخفضة المستوى فى مستشفى، حتى أن الرياح العاتية اقتلعت جزءا من السقف من وحدة العناية المركزة وفقا لطبيب يعمل هناك. وغمرت المياه وحدة العناية المركزة، وأجبرت فريق العمل على إخلاء المستشفى من المرضى، وكان بعضهم على أجهزة التنفس الصناعى، إلى أدوار أخرى، بحسب ما قال الطبيبى برجيت بدوين. واستخدم الموظفون المناشف والصناديق البلاستيكية فى محاولة للتخلص من الفوضى المبتلة.
من ناحية أخرى، تلقت الشرطة فى بعض المناطق استغاثات من أشخاص محاصرين فى منازلهم التى أغرقتها المياه أو من أقاربهم الذين يشعرون بالقلق. وتم نشر مناشدات عبر السوشيال ميديا بعضها يظهر المياه المغطاة بالحطام تتدفق نحو منازلهم.
وحول الإعصار إيان الشوارع إلى أنهار واقتلع أشجارا بعد أن ضرب جنوب غرب فلوريدا يوم الأربعاء برياح بلغت سرعتها 241 كيلومتر فى الساحة. وكان سرعة إيان عند وصوله مصنفة ضمن الفئة الرابعة، مما جعله خامس أقوى إعصار يضرب الولايات المتحدة على الإطلاق، من حيث سرعة الرياح.
ووفقا لموقع شركة الكهرباء، فإن أكثر من 2.2 مليون من عملاء الشركة بدون تيار حتى صباح الخميس، وكانت مقاطعتى ديسوتو وتشارلوت الأكثر تضررا.
وأعلن حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية رون ديسانتيس، الخميس، مصرع 7 أشخاص وإلحاق دمار كبير فى مدن الولاية بسبب إعصار إيان.
وبلغ إعصار "إيان" شواطئ جنوب غرب ولاية فلوريدا الأمريكية مصحوبا بعواصف ماطرة ورياح عاتية، مما قد يجعله أحد أشد الأعاصير فتكا في تاريخ أمريكا.
وأفاد موقع "باور أوتيج يو إس" الأمريكي بأن مليون و114 ألف شخص دون كهرباء في فلوريدا بسبب الإعصار "إيان".
وفصلت العاصفة الكهرباء عن 62% من العملاء في مقاطعة لي، حيث وصلت عين الإعصار إلى الشاطئ بعد الساعة 3 مساء بقليل.
ووصل الإعصار من الفئة 4 إلى اليابسة غرب فورت مايرز بالقرب من كايو كوستا بعد الساعة 3 مساء بالتوقيت المحلي.
وصدرت أوامر تحث أكثر من مليوني شخص على المغادرة، ومن المتوقع أن تتسبب العاصفة في أضرار وخسائر تتجاوز 67 مليار دولار.
وقال ديسانتيس خلال إفادة مع اقتراب العاصفة من الشاطئ: "سيكون هذا حدثا مأساويا تستمر تأثيراته لأيام وأسابيع وشهور ولسوء الحظ في بعض الظروف حتى سنوات".
وتعتبر عاصفة بهذا الحجم اختبارا قاسيا للبنية التحتية لفلوريدا نظرا لمناطقها الساحلية المنخفضة والمكتظة بالسكان والمعرضة للفيضانات.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أدى فيه تغير المناخ إلى تأجيج الأحوال الجوية القاسية في جميع أنحاء العالم هذا العام، بما في ذلك الفيضانات القاتلة في كنتاكي وباكستان، وموجة الحر الأوروبية التي قتلت أكثر من 2000 شخص في البرتغال وإسبانيا، والجفاف المستمر في غرب الولايات المتحدة.
ومنذ بدء حفظ الأرقام القياسية في عام 1851 ضربت أربع أعاصير البر الرئيسي للولايات المتحدة مع رياح أقوى من "إيان" وهي إعصار "عيد العمال" عام 1935، وإعصار "كاميل" عام 1969، و"أندرو" عام 1992، و"مايكل" الذي ضرب فلوريدا في عام 2018، وفقا لفيل كلوتزباخ الباحث في مجال الأعاصير بجامعة ولاية كولورادو.
كان "أندرو" و"مايكل" من بين أكثر 10 أعاصير تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، وفقا للمراكز الوطنية للمعلومات البيئية.