رصدت السلطات الأمريكية عددا من المحاولات الروسية للتجسس داخل الولايات المتحدة، فى الوقت الذى تزداد فيه حدة الصراع بين واشنطن وموسكو مع استمرار الحرب العسكرية فى أوكرانيا.
حيث قالت وزارة العدل الأمريكية إن رائدا سابقا بالجيش الأمريكى وزوجته طبيبة التخدير قد وجهت إليهما تهما جنائية بشأن التآمر المزعوم لتسريب بيانات رعاية صحية شديدة الحساسية حول المرضى العسكريين إلى روسيا.
وبحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، فإن جيمى لى هنرى ، الرائد السابق والذى كان طبيبا أيضا فى فورت براج فى نورث كارولينا، وزوجته الدكتورة آنا جابريليان، وجهت إليهما تهمة التآمر والكشف غير المشروع عن معلومات صحية والكشف الخاطئ عن معلومات صحية، وذلك فى وثائق اتهام غير معلنة فى محكمة فيدرالية فى ماريلاند.
وتقول لائحة الاتهام إن المخطط بدأ فى وقت سابق هذا العام، بعد أن أمر الرئيس الروسى بغزو أوكرانيا.
وقال المدعون إن الزوجين أرادا محاولة مساعدة الحكومة الروسية من خلال تزويدها ببيانات لمساعدة نظام بوتين فى اكتساب نظرة ثاقبة على الأوضاع الطبية للأفراد المرتبطين بالحكومة والجيش الأمريكيين.
ووفقا للتقرير، فإن الزوجين تقابلا مع شخص كان يعتقدان أنه مسئولا روسيا، لكنه فى الواقع كان عميلا متخفيا للإف بى أى، بحسب ما جاء فى لائحة الاتهام.
وفى أحد فنادق بالتيمور فى أغسطس الماضى، أخبرت جابريليان المميل المتخفى أن دافعهما هو الشعور الوطنى تجاه روسيا لتقديم أى مساعدة بمقدروها لروسيا، حتى لو كان هذا يعنى فصلها أو سجنها.
وفى الاجتماع تطوعت آنا لإشراك زوجها فى الخطة، وقال إنه يعرف معلومات عن تدريب عسكرى سابق قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا ضمن أشياء أخرى.
وفى اجتماع أخر، أخبر هنرى العميل إنه أيضا يشعر بالالتزام تجاه روسيا، وزعما أنه حتى يمكن أن يتطوع للانضمام إلى الجيش الروسى.
وقال للعميل الأمريكى المتخفى: الطريقة التى أرى بها ما يحدث فى أوكرانيا الآن، هى أن الولايات المتحدة تستخدم الأوكرانيين وكيلا لكراهيتهم صوب روسيا.
وحثهم عميل الإف بى أى على قراءة كتاب عن صناعة الجواسيس السوفييت، وأخبرهم أنه سيساعدهم فى فهم ما هم على وشك القيام به. ولو تمت إدانتهما فغنهما يواجهون حكما بالجسن خمس سنوات فى سجن فيدرالى بتهمة التآمر، و10 سنوات كحد أقصى فى سجن فيدرالى عن كشف معلومات صحية.
من ناحية أخرى، اعتقلت السلطات الأمريكية موظفا سابقا فى هيئة الأمن الوطنى بالولايات المتحدة بتهمة محاولة بيع معلومات سرية إلى دولة أجنبية.
وذكرت شبكة NBC الأمريكية أن جارى سيباستيان ديلكى البالغ من العمر 30 عاما، كان يعمل مصمما لأمن أنظمة المعلومات بالهيئة ما بين 6 يونيو و أول يوليو من العام الجاري.
ووفقا لوثائق القضية، فقد استخدم ديلكي فى الفترة ما بين أغسطس الماضي وسبتمبر الجاري، حسابا بريديا إليكترونيا مشفرا لنقل مقتطفات من ثلاث وثائق سرية حصل عليها خلال عمله إلى شخص تظاهر بأنه يعمل لحساب حكومة أجنبية، لكنه في واقع الأمر كان عميلا سريا لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI.
وعلى الرغم من أن مستندات القضية لم تحدد تلك الحكومة الأجنبية، إلا أنها أشارت إلى أن ديلكي، خلال محاولته التحقق من ذلك العميل، تواصل مع هيئة (إس.في.آر) الاستخباراتية الروسية.
وقد رتب ديلكي لنقل المزيد من الوثائق السرية إلى العميل السري في مدينة دنفر بولاية كولورادو، لكن مسئولي إف بى أى ألقوا القبض عليه بعد وصوله إلى مقر الاجتماع فى دينفر.
وذكر ديلكي أنه سلم معلومات حساسة للعميل السري تتعلق باستهداف أجنبي للأنظمة الأمريكية ومعلومات بشأن عمليات أمن إليكتروني أمريكية، كما ذكر للعميل أنه ما زال يعمل بالحكومة الأمريكية وطلب الحصول على عملات مشفرة مقابل تلك المعلومات.
ويواجه ديلكي اتهامات بانتهاك القانون الأمريكي للتجسس والذي يجرم نقل أو محاولة نقل معلومات دفاعية وطنية إلى ممثل لدولة أجنبية بنية أو باعتقاد أن تلك المعلومات يمكن استخدامها للإضرار بالولايات المتحدة أو لإفادة دولة أجنبية ، وحدد قانون التجسس عقوبة تلك الجرائم بالسجن حتى مدى الحياة وربما تصل إلى الإعدام.