- يجب على الدول المتقدمة المتسببة فى أزمة تغير المناخ الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها المالية للدول النامية
- المبادرة تساعد فى توطين التنمية المستدامة فى كل أنحاء مصر
توفير قاعدة بيانات لأول مرة فى مصر للمشروعات الخضراء الذكية
مؤتمر للجنة الوطنية نهاية أكتوبر لاستعراض 162 مشروعا أخضر وذكيا
أكد السفير هشام بدر رئيس اللجنة التنظيمية للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، والمنسق العام لها، أن أنظار العالم تتوجه إلى مدينة شرم الشيخ فى مصر التى ستحتضن مؤتمر cop27 فى نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى أن قضية «تغير المناخ» باتت قضية وجودية تهدد السلم والأمن الدوليين، وأن الدول الأفريقية أكثر تأثرا من غيرها فى العالم، خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائى وندرة المياه، لافتًا إلى أن دول العالم ستبحث فى شرم الشيخ تنفيذ الالتزامات والتعهدات وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشددًا على ضرورة وفاء الدول المتقدمة المتسببة فى الانبعاثات بالتزاماتها وتعهداتها المالية للدول النامية كى تتمكن من التعامل مع المشكلة.
وأشار السفير هشام بدر، فى حوار لتليفزيون «انفراد»، إلى أن أهم وسيلة لإلزام الدول للوفاء بالتزاماتها هو التحرك الدبلوماسى من جميع الأطراف سواء الحكومات أو المنظمات غير الحكومية على الدول المتسببة لتحمل مسؤولياتها بالخصوص، وأهمية التوافق حول أفكار وحزم يجب تنفيذها لأنها التزامات دولية واجبة التنفيذ.
فيما يلى نص الحوار..
لا صوت يعلو فوق صوت مؤتمر cop27.. لو ممكن تعريف بسيط للمواطن المصرى حول أهمية المؤتمر؟ وما الموضوعات المطروحة للنقاش؟
أنظار العالم تتوجه إلى مدينة شرم الشيخ فى مصر التى ستحتضن مؤتمر cop27، حيث أصبحت قضية «تغير المناخ» قضية وجودية، وهى تهدد السلم والأمن الدوليين والدول الأفريقية أكثر تأثرا من غيرها فى العالم، خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائى وندرة المياه.
وارتفاع درجات حرارة الكوكب تؤدى لعدد من المشكلات، منها الجفاف والسيول وتضرر التربة بسبب المياه المالحة، وهذا كله يؤدى لمشاكل فى الأمن الغذائى وهجرة الناس من المناطق التى تعانى من جفاف فى ظل ارتفاع درجات الحرارة.
دول العالم ستجتمع فى شرم الشيخ لتنفيذ الالتزامات، وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويجب على الدول المتقدمة المتسببة فى الانبعاثات الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها المالية للدول النامية كى تتمكن من التعامل مع الأمر.
الأولوية هو الالتزام بالتعهدات وتوفير التمويل المقدر بحوالى 100 مليار دولار كى تتمكن الدول من التعامل مع ظاهرة «تغير المناخ».
الإنسان هو المتسبب الرئيسى فى تغير المناخ سواء من خلال حرق الوقود الأحفورى مثل الفحم والنفط والغاز والذى ينتج عنه انبعاثات غازات الدفينة تؤدى للاحتباس الحرارى ورفع درجة الحرارة، مما يؤدى لأزمات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستويات سطح البحر والفيضانات وذوبان الجليد القطبى قد يؤدى لكوارث طبيعية تمثل وجودية لبعض الدول وخاصة الجزرية الصغيرة.
سيادتكم تتولى مهمة رئيس اللجنة التنظيمية للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية والمنسق العام لها.. لو تطلعنا أكثر على تفاصيل المبادرة والمهام الموكلة إليكم؟
المبادرة التى تم تكليفى منسقا عاما لها من رئيس الوزراء، هى فريدة من نوعها، وقرار رئيس الوزراء يعطى الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الإشراف المباشر، ويتولى الدكتور محمود محيى الدين رئاسة مجلس الحكماء، وهو رائد المناخ للرئاسة المصرية، وتم إسناد لى مهمة رئاسة اللجنة التنظيمية والمنسق العام للمبادرة.
المبادرة غير مسبوقة عالميا وهدفها تقديم حلول مبتكرة من قبل الدولة المصرية وتحديدا من كل المحافظات المصرية، وهناك أسئلة مشروعة يطرحها المواطن المصرى وهى مدى استفادتهم من مؤتمر cop27، وأن أحد الإجابات تتمثل فى هذه المبادرة التى تسمح لأى مواطن أو شركة أو منظمة غير حكومية التقدم بمشروع «أخضر» يستخدم طاقة أقل، ويحافظ على البيئة ويقلل التلوث والانبعاثات ويستخدم التكنولوجيا من التقدم للمبادرة من خلال منصة إلكترونية من كل محافظات مصر.
تم تقسيم محاور المبادرة لستة مشروعات «كبيرة متوسطة صغيرة مشروعات خاصة بالمرأة مشروعات خاصة بالشركات الناشئة مشروعات غير هادفة للربح مثل حياة كريمة»، يمكن للمواطن المصرى التقدم بمشروعه لمعالجة تحدى أو مشكلة فى المحافظة التى يقيم بها الأهم أن يكون مشروع قائم أو قابل للتنفيذ وليس مجرد فكرة، والدولة يمكن أن تدعم المشروع والتوسع ويتم دعمه بشكل كبير من الشركاء بالقطاع الخاص والمنظمات التمويلية الدولية.
المرحلة الرئيسية للمبادرة انتهت وتلقينا 6281 مشروعا من كل محافظات مصر وكانت الغربية أكثر محافظة تقدما بالمشروعات لكن محافظة القاهرة تعد المحافظة الأكثر تقدما بمشروعات متكاملة، وعدد المشروعات التى استوفت الشروط أكثر من 2200 مشروع.
عدد المشروعات التى تم تقديمها هى التزام بيئى من المواطنين الذين تقدموا بمشروعاتهم، قامت المحافظات بالتواصل مع المتقدمين بمشروعات لمساعدتهم فى استكمال بعض العناصر التى يحتاجها مشروعهم.
وما هى المكتسبات التى ستحققها مصر من المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية؟
تم خلق وعى كبير جدا بمشكلة تغير المناخ فى كل ربوع مصر، يحسب للشعب المصرى والقيادة المصرية التقدم بمبادرة ومسابقة تزيد من الوعى بين المواطنين، وتوفير قاعدة بيانات لأول مرة فى مصر للمشروعات الخضراء الذكية التى لم تكن متوفرة من قبل، بالإضافة لتوفر خريطة واضحة لتوزيع هذه المشروعات فى المحافظات المصرية.
المشروعات التى تم التقدم بها يمكن أن يستثمر بها القطاع الخاص والشركات الراغبة فى ذلك، والأهم فى هذه المبادرة هى وضع حلول مصرية بـ18 مشروعا سيتم اختيارها من أصل أكثر من 6 آلاف مشروع للتقدم به فى مؤتمر cop27.
ماذا عن التمويل؟
الدول الغربية ومؤسسات التمويل الدولية تحتاج لمشروعات ناجحة لتمويلها، وهو ما قامت به مصر بتوفير مشروعات تم ابتكارها من الشعب تبدأ تدريجيا من المحلية إلى الوطنية إلى العالمية، سيتم اختيار ستة مشروعات من كل محافظة أى سيتم تجميع 162 مشروعا سيتم تقديمها فى مؤتمر للجنة الوطنية نهاية شهر أكتوبر الجارى، وسنخاطب الشركات المصرية والأطراف الدولية لمتابعة ناتج المبادرة المصرية فى مجالات مختلفة.
بنهاية المؤتمر سنختار 18 مشروعا من أصل 162 مشروعا تشمل كل الفئات بمعدل 3 مشروعات عن كل فئة، وهى المشروعات التى تقدم حلولا كى تحصل على التمويل مع الدول المشاركة فى cop27.
هناك شركات مصرية وأجنبية مهتمة بتمويل مشروعات توفر الحلول المناخية، بعض هذه المشروعات نتيجة فكر شباب مصرى تقدم حلولا لمشكلات كبيرة تواجهنا.
المشروعات الناجحة فى الشركات الناشئة تغطى لنا احتياجات للمشكلات التى تواجه الدولة المصرية، المشروعات التى ستشارك فى المؤتمر الوطنى الذى سيعقد نهاية أكتوبر الجارى.
سيعقد أول مؤتمر صحفى للإعلان عن الفائزين فى المشروعات المقدمة بمحافظة الإسكندرية، ويضم أيضًا البحيرة ومرسىى مطروح يوم الأحد المقبل، على أن تعقد حوالى 9 مؤتمرات صحفية فى الأسبوع الأول من أكتوبر الجارى بمحافظات مختلفة للإعلان عن المشروعات الناجحة.
وماذا عن المشروعات التى لم تستوف الشروط لكنها قابلة للتنفيذ والتطبيق؟
الهدف من المبادرة توافر قاعدة بيانات لمئات المشروعات التى تكون قابلة للتنفيذ، ويمكن لأى مستثمر من خلال استعراض المشروعات فى المؤتمر الوطنى نهاية أكتوبر الجارى أن يختار أيا من المشروعات التى يحتاجها، كل محافظات مصر لديها تقييمات لكل المشروعات التى تم التقدم بها للمحافظة، ويمكن أن يتقدم هؤلاء للمسابقة العام المقبل.
قمنا بعمل خمس دورات تدريبية متخصصة للجان فى المحافظات بحيث بات فى كل محافظات مصر لجان مدربة وذات خبرات متعددة للتعامل مع المشروعات الخضراء ووضعنا 21 معيارا للتعامل مع هذه المشروعات، أصبح لدينا كوادر فنية وخبرات متنوعة وقدمنا لكل محافظ 20 خبيرا مصريا فى مجال البيئة وخبراء فى مجال تكنولوجيا ويمكن للمحافظ الاستعانة بمن يراه مناسبا، وبالتالى تم توطين التنمية المستدامة فى كل أنحاء مصر.
تمكنا من إحراز نقل نوعية فى طريقة تقديم المشروعات فى مصر وأى شخص يفكر فى مشروع مستقبلى سيكون من الصعب عليه تجاهل تماما عنصر البيئة، خاصة أن الاتحاد الأوروبى وضع قواعد للتصدير وأبرزها مراعاة القواعد التى تخص البيئة.
مصر دائما صوت أفريقيا فى المحافل الإقليمية والدولية.. كيف يمكن وضع نقطة اتصال مع أفريقيا بالخصوص؟
هناك مؤتمر فى مصر للتعاونيات الأفريقية، وسيتم استعراض المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية أمام الحضور من دول قارة أفريقيا، الدولة المصرية تؤكد دائمًا أنها تمثل الصوت الأفريقى فى كل محاور مؤتمر cop27، وتحديدًا فى ضرورة تحمل الدول المتسببة فى أزمة تغير المناخ لمسؤولياتها، سيتم تعميم هذه التجربة بحيث تستفيد منها كل الدول الأفريقية، وتتوافر قاعدة بيانات أفريقية لمشروعات خضراء ذكية.
ما هى الضمانات التى نحتاجها كى تفى الدول بالتزاماتها وتعهداتها السابقة كى لا يتكرر ما حدث فى الماضى؟
الوسائل الدبلوماسية من جميع الأطراف سواء الحكومات أو المنظمات غير الحكومية لحث الحكومات المسببة للأزمة لتحميل مسؤولياتها، ويجب الوفاء بالتعهدات والالتزامات لمعالجة المشكلات التى تنجم عن تغير المناخ، يجب التوافق حول أفكار وحزم يجب تنفيذها لأنها التزامات دولية واجبة التنفيذ.
أخيرًا ماذا بعد انتهاء cop27؟
التنفيذ والالتزام بما يتم الاتفاق عليه وقد نجحت القيادة السياسية فى التأكيد أن مصر دائمًا تمثل جزءًا من الحل لأى مشكلة أو أزمة، وهناك عدة مبادرات من وزارات وهيئات للحلول ويمكن أن يحدث تلاحم خلال تقديم أطراف دولية لأفكار للحل، وبعد توفر مصادر التمويل يمكن البناء على الزخم الحالى بإخراج مشروعات للنور تقلل من الانبعاثات والتلوث، وأن يكون مؤتمر شرم الشيخ بقيادة الرئيس السيسى محطة مهمة من أجل تقديم حلول ملموسة لأزمة تغير المناخ.
ما هو دور وسائل الإعلام فى تبنى مبادرات للتثقيف والوعى فى قضايا المناخ؟
دور وسائل الإعلام جوهرى فى نشر الوعى والتثقيف البيئى حول تداعيات تغير المناخ، ولا بد أن يركز الإعلام على ذلك لأن المشكلة أقرب مما يتخيل البعض، يوميًا تحدث مشكلات وكوارث طبيعية فى دول العالم نتيجة تغير المناخ، أحيى مبادرة «كوكبنا» التى طرحتها مؤسسة «انفراد» وأثمن كل المبادرات والملتقيات التى تلعب دورًا مهمًا فى التوعية والتثقيف البيئى، والأهم هى الاستدامة والبناء على قواعد أساسية ويمكن العمل على ذلك من خلال التعليم والمشروعات التى تطرح لمعالجة مشكلة تغير المناخ.