"انفراد" داخل ورش تصنيع عروسة وحصان المولد النبوى بالأقصر.. أبو الحسن الحظ: نعمل منذ 30 سنة يدويا بقوالب جاهزة للأشكال المختلفة.. ويؤكد: كميات من السكر والألوان الصناعية والمواد الحافظة هي الخليط

رصد "تليفزيون انفراد" العمل داخل ورش ومحلات صناعة حلوى المولد النبوى الشريف، خطوات وطريق عمل الأشكال المختلفة من حلوى المولد المصنوعة من السكر والتى يعشقها الأطفال والكبار ويشترونها بصورة يومية طوال أيام الاحتفال بالمولد، حيث يتم داخل تلك الورش والمحلات تصنيع أشكال مختلفة منها العروسة والحصان وغيرها من الأشكال المبهجة للجميع. وفى هذا الصدد يقول أبو الحسن الحظ صاحب إحدى ورش صناعة حلوى المولد النبوى الشريف، أنه يقوم منذ أكثر من 25 سنة بتلك الصناعة والتجهيز لعرائس وحلوى المولد النبوى الشريف مع دخول أيام شهر ربيع الأول من كل عام، حيث تعتبر الورش والمحلات عبارة عن غرفتين أو أكثر يتم تجهيز المكونات والأدوات وخلطها فى إحدى تلك الغرف ووضعه فى قدر كبير بعد إضافة الألوان ووضعها على النار لتتماسك فيما بينها بقوة وتكون جاهزة للتشكيل، وبعدها يتم وضع تلك المكونات فى قوالب مجهزة خصيصاً لعدة ساعات لتصبح جاهزة للبيع أمام الجمهور. ويضيف أبو الحسن الحظ صاحب ورشة صنع حلوى المولد جنوب الأقصر، لـ"انفراد"، أنه يقوم بجلب عدد من الصنايعية المتخصصين فى صناعة حلوى المولد ويتم على مدار فترة الإحتفالات تجهيز العروسة والحصان من خليط السكر والألوان والمواد الحافظة وغيرها فى فترة المولد النبوى الشريف فهي تقليد مصرى ورثه عن والده وجده، ويحصلون على كافة الموافقات الصحية ويطبقون الاشتراطات اللازمة خلال الصناعة لضمان تقديم أفضل منتج للمواطنين دون الإضرار بصحتهم، حيث أنه يتم إضافة السكر والمياه ومواد حافظة ولون أحمر صحى، ثم يتم وضعها على النار بدرجة حرارة عالية لمدة من ربع ساعة حتى نصف الساعة، حتى تصل إلى مرحلة التسوية وتعطى اللزوجة اللازمة لتشكيل المنتج، وعقب ذلك يتم وضعها داخل القوالب المجهزة بالأشكال المختلفة والمصنوعة من الخشب وبها أشكال متنوعة من عروسة وحصان ومركب وباخرة وغيرها، وكافة تلك الأشكال يتم صناعتها بورش متخصصة فى القاهرة وفى مدينة طنطا الشهير بالحلوى الشرقية المميزة. وأكد صاحب ورشة صنع حلوى المولد جنوب الأقصر، أنه بعد كل الخطوات الماضية يتم بيع الكيلو الواحد من تلك الحلوى بسعر 6 جنيه للكيلو الواحد وتوزن للتجار وأصحاب شوادر وبايكات بيع حلوى المولد، مشدداً على أن تلك العادات متوارثة منذ عشرات السنين فى مدن الصعيد وكافة أرجاء مصر، حيث أن بداية حلوى المولد فى الأساس كانت عبارة عن العروسة والحصان وفى الصعيد اللون الأحمر هو اللون الذي يجذب الجمهور ولذلك يتم وضع تلك المواد الصناعية والألوان من العطار لتوضع فى الخليط لتظهر الحلوى المصنوعة بذلك اللون الأحمر المبهج. فيما يقول شقيقه ياسر الحظ والذي يعمل معه بالورشة لتصنيع عروسة وحصان المولد النبوى، أنه يتم فى بداية العمل جلب أطنان معينة من السكر لتكفى الموسم بأكمله بجانب توفير المياه ومواد حافظة ولون أحمر صحى، وكل تلك المكونات يتم وضعها على النار بدرجة حرارة عالية لمدة من ربع ساعة حتى نصف الساعة، حتى تصل إلى مرحلة التسوية وتعطى اللزوجة اللازمة لتشكيل المنتج، وعقب ذلك يتم وضعها داخل القوالب المعدة بالأشكال والتى صنعت من الخشب وبها أشكال متنوعة من عروسة وحصان ومركب وباخرة، وكافة تلك الأشكال يتم صناعتها بورش متخصصة فى القاهرة وفى مدينة طنطا الشهير بالحلوى الشرقية المميزة. وفى نفس السياق، قال الدكتور تامر صلاح وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بمحافظة الأقصر، إنه يجرى التجهيز لتوزيع نشرة إرشادية بمناسبة المولد النبوى الشريف، حيث اعتاد المستهلك المصرى الاحتفال بهذه المناسبة بشراء الحلوى وهى عادة استهلاكية متوارثة، وتضمنت النشرة الإرشادية بعض النصائح والإرشادات الواجب اتباعها عند شراء حلوى المولد النبوى، والتى تحتوى على المكسرات بأنواعها كالبندقية والفولية والسمسمية والجوزية فهي مصدر غني جداً بالفيتامينات والبروتين النباتى. وأكد الدكتور تامر صلاح وكيل تموين الأقصر، على أنه تشمل تلك التعليمات والنصائح ما يلي:- (يجب الاعتدال عند تناول حلوى المولد وشراؤها من أماكن البيع الموثوق بها والتأكد من عرض الحلوى داخل فاترينات زجاجية مخصصة للعرض وبعيد عن أشعة الشمس المباشرة - ضرورة توافر المظهر المناسب والشروط الصحية للبائعين - التأكد من سلامة الحلوى قبل شرائها على أن تكون طازجة متميزة بالليونة واللون المشرق الزاهي - يجب أن تكون الحلوى مغلفة تغليفاً جيداً محكم الغلق حتى لا تكون معرضة للملوثات ومكشوفة ومعرضة للأتربة والجراثيم - ضرورة وجود تاريخ الإنتاج انتهاء الصلاحية ـ أسم المنتج - أسم المصنع ] مدون على أغلفة الحلوى - الابتعاد عن شراء الحلوى الملونة الضارة بصحة الأطفال وتؤدي إلى مشاكل صحية كالحساسية والإضطرابات المعوية). ومن الجدير بالذكر أنه تبدأ مراسم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى شهر ربيع أول من كل عام، حيث تقام السرادقات الكبيرة حول المساجد والميادين فى جميع أنحاء مصر، خاصة فى القاهرة تتمثل فى مساجد أولياء الله والصالحين كمسجد الإمام الحسين والسيدة زينب ، ومن طقوس الاحتفال، امتلاء المنشدين المغردين بأناشيد لمدح الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويتم توزيع الحلوى واﻷطعمة على الفقراء واﻷهالى وأطفالهم، ومن أهم مظاهر الاحتفال شراء حلوى المولد والتى تتميز بطقوس خاصة عند المصريين. وكان الفاطميون هم أول من صنعوا العروس من الحلوى في المولد، وتجمل بالأصباغ، ويداها توضعان فى خصرها وتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها، ومنذ ذلك الحين أصبحت الحلوى من المظاهر التى ينفرد بها المولد النبوى الشريف فى مصر، حيث تنتشر فى جميع محال الحلوى والشوادر التي تعرض فيها ألوان عدة من الحلويات المميزة، إلى جانب لعب الأطفال "عروس المولد للبنات"، والحصان والجمل للأولاد، ولذلك تعتبر مظهرا أساسيا للاحتفال بالمولد، حيث حاول الحكام استغلال المناسبات ليتقربوا للمصريين لاستمالتهم بالاهتمام بكل الاحتفالات الدينية وعلى رأسها المولد النبوى الشريف، حتى ابتدعوا مظاهر جديدة وصرفوا ببذخ شديد بداية من الخلفاء الفاطميين الذين برعوا فى ذلك وتمكنوا من بسط نفوذهم إلى بلاد كثيرة من العالم الإسلامى، وظهرت معهم معظم العادات والتقاليد التي نهتم بها حتى اﻵن. وهناك عدة روايات حول تاريخ حلوى المولد تفيد بأن الخليفة الفاطمى، كان يشجع جنوده المنتصرين على أعدائه بتزويجهم بعروس جميلة، وأصبحت عادة وقت احتفالات النصر كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى، لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين وإلى عامة الشعب والأطفال، وهناك رواية أخرى تقول، إن الحاكم بأمر الله، كانى حب أن تخرج إحدى زوجاته معه فى يوم المولد النبوى، فظهرت في الموكب بثوب ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوى برسم الأميرة والحاكم فى قالب الحلوى على هيئة عروس جميلة، والحاكم تم صنعه فارس يمتطى جوادا، بعد ذلك أمر الحاكم بأمر الله أن تتزامن كل أفراح الزواج وعقد القران مع مولد النبى، وهو مايفسر سر العروس التى تُصنع فى موسم المولد بشكلها المزركش وألوانها الجميلة. وفى الوقت الحالى، ترتبط عروسة المولد بفلسفة خاصة عند المصريين الذين كانوا يتصدقون بإعطاء الحلوى للمساكين فى ذكرى المولد النبوى، ويقال أن الحكام الفاطميين كانوا يشجعون الشباب على عقد قرانهم فى يوم المولد النبوى، ولذلك أبدع صناع الحلوى فى تشكيل عرائس المولد، وتغطيتها بأزياء تعكس روح هذا العصر والتراث.