طالب العديد من الشخصيات السياسية بمثول كلا من الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن ، وتونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الأسبق أمام المحكمة الجنائية الدولية ، بعد تحقيقات بريطانيا حول غزو العراق والتى خلصت إلى أن تبرير "بلير" وتخطيطه لحرب العراق وتعامله معها ينطوي على العديد من الإخفاقات ، ووجهت لجنة التحقيق انتقادات قاسية لتونى بلير ، ويبقى السؤال، هل يمكن أن مثول "بوش" و "بلير" أمام المحكمة الجنائية الدولية؟
من جانبه أكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى العام، أنه من الصعب مثول كلا من جورج بوش وتونى بلير أمام المحكمة الجنائية الدولية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست دولة عضو بالنظام الأساسى للجنائية الدولية، وبالتالى فالمحكمة ليس لها ولاية لمقاضاة أى أمريكى ارتكب جرائم من الجرائم الدولية الأربعة التى تختص المحكمة بملاحقتها إلا فى حالتين.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أن الحالة الأولى أن يصدر قرار من مجلس الأمن بإحالة الأوضاع فى العراق إلى المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، ومن الضرورى أن يصدر هذا القرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهذه الحالة مستبعدة تماما نظرا للفيتو الأمريكى.
وأشار أستاذ القانون الدولى العام إلى أن الحالة الثانية أن تعلم أمريكا المحكمة ولاية المحكمة الجنائية الدولية فى جرائم محددة من بينها العراق، وهذه الحالة أيضا مستبعدة تماما.
وأوضح أستاذ القانون الدولى العام أنه من الصعب مثول تونى بلير أمام المحكمة الجنائية الدولية، رغم أن بريطانيا عضو بالنظام الأساسى للجنائية الدولية، وذلك لأن القضاء البريطانى لا يسمح بذلك.
فيما أكد أحمد إمبابى، وكيل لجنة الشئون العربية بالبرلمان، أن مثول بوش وبلير أمام الجنائية الدولية هو أمر ممكن وجود تكاتف بين القوى العالمية لذلك، بعد أحداث الدمار التى شهدها العراق نتيجة قراراتهما.
وقال "إمبابى"، إن اللجنة ستعقد اجتماعا الأسبوع المقبل لبحث خطوات التصعيد الدولى ضد الرئيس الأميركى السابق جورج بوش الابن، ورئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير ، والمطالبة بتحويلهما للمحكمة الجنائية الدولية، بسبب غزو العراق .
وأضاف وكيل لجنة الشئون العربية بالبرلمان، أن اللجنة ستستضيف عدد من سفراء دول الغرب، بالإضافة إلى أن ممثلين عن جامعة الدول العربية لمناقشة كيفية تفعيل مطالبة محاكمة "بوش" و"بلير" أمام الجنائية الدولية.
فيما قال معتز صلاح الدين رئيس حركة صوت مصر فى الخارج إنه بعد تقرير لجنة التحقيق البريطانية الذى أدان وكشف الدور القذر لتونى بلير وجورج بوش فى تدمير العراق والقضاء على صدام حسين "انتظرنا أياما قبل التعليق لعلنا نرى تحركا جادا من الحكومة العراقية لمقاضاة مجرمى الحرب بوش وبلير، والحصول على تعويضات بسبب جرائم الامريكان والبريطانيين والتى أدانتها لجنة التحقيق البريطانية برئاسة جون شيلكوت،لكن للأسف لم تتحرك الحكومة العراقية حتى الآن".
وأضاف صلاح الدين : إذا لم تتحرك الحكومة العراقية ، فسنطالب كافة الحقوقيين ومنظمات المجتمع المدنى العراقية والعربية ببدء تحركات قانونية لملاحقة بوش وبلير "، موضحا أن الحركة مستعدة لمعاونتهم فى ذلك تطوعيا من خلال تواجدها فى أوروبا وأمريكا مؤكدا أن تقرير لجنة التحقيق البريطانية، سند قوى فى الملاحقات القانونية لمجرمى الحرب بوش وبلير .