معركة التغير المناخى، إحدى المعارك المصيرية التى يجتمع عليها العالم حاليا، لمواجهتها، ووضع حلول لتقليل أثارها، أو التكيف معها، وأثبتت البحوث والدراسات مسببات كثيرة لتفاقم أزمة المناخ، منها على سبيل المثال لا الحصر نفايات الطعام أو بواقى الأكل كما هى معروفة، وخاصة فى ظل مساعدة هذه النفايات داخل المقالب الخاصة بالقمامة على الاشتعال الذاتى وتولد غاز الميثان منها، والمصنف ضمن الغازات الدفينة التى تسبب زيادة ظاهرة الاحتباس الحرارى.
خلال هذا التقرير نرصد بالأرقام والإحصائيات كيف تحولت المطابخ لسلاح يهدد العالم لما ينجم عنها من مخلفات، وطبيعة الاستهلاك والناتج عن إهدار الغذاء بشكل عام، سواء على المستوى المحلى أو العربى أو العالمى.
الدول العربية بشكل تشترك فى بعض السمات المرتبطة بثقافة الغذاء، فالولائم والعزومات سمة من سمات الكرم العربى، لكنها ينتج عنها كميات كبيرة من نفايات الغذاء، حيث أظهرت أبحاث صادره عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أنه خلال شهر رمضان الكريم فقط هناك ما بين 25% حتى 50% من الطعام ييتم إهداره، ومصيره القمامة ومقالب المخلفات، حيث يصل متوسط نصيب الفرد عالمياً من بقايا الغذاء حوالى 74 كيلوجراماً سنوياً.
وأكد تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة "UNEP"، خاص بمؤشرات نفايات الطعام خلال عام 2021، أن العالم ينتج عنه حوالى 931 مليون طن من نفايات الطعام سنويا، بينها 569 طناً تخرج من المنازل، وحوالى 244 مليون طن من المطاعم، وأن مقدار الهدر من الطعام فى العالم العربي تجاوز الـ40 مليون طن، بينهم 9 ملايين طن في مصر، يليها العراق التى تهدر اكثر من 4.7 ملايين طن، ثم السودان فتهدر طعام يصل الى 4.16 ملايين طن.
الارقام فى تقرير الامم المتحدة التى تخص العالم العربى تؤكد اقتراب بين كل الدول العربية بسبب ثقافة الغذاء ونوعيته، حيث تبلغ قيمة إهدار الطعام بالجزائر حوالى 3.91 ملايين طن، اما فى السعودية فتصل ل 3.59 ملايين طن طعام مهدر ، وفى المغرب تصل لحوالى 3.31 ملايين طن ايضا، اما اليمن فهناك 3.2 ملايين طن طعام مصيرها القمامة، فيما تهدر سوريا 1.7 مليون طن من الاغذية، تأتى تونس فى قائمة الدول التى تهدر الطعام بكميات تصل ل 1.6 مليون طن، وفى الأردن فهناك 939 ألف طن، ثم الإمارات فتهدر 923 ألف طن من المأكل ، ويليها لبنان 717 ألف طن، اما ليبيا فتهدر هى ايضا 513 ألف طن، وفى فلسطين هناك 501 ألف طن مصيرهم المكبات للنفايات، وفى عمان يتم اهدار 470 ألف طن من الاطعمة، وفى موريتانيا حوالى 450 ألف طن، ثم الكويت 397 ألف طن، وتأتى قطر فى قائمة اهدار الطعام بحوالى 267 ألف طن ، اخيرا البحرين فتهدر 216 ألف طن.
خلال الأيام المقبلة تستضيف القرية الذكية بمدينة 6 اكتوبر ، الثلاثاء 11 أكتوبر ولمدة يومين المؤتمر الدولي الثاني للمناخ الأخضر والإدارة الذكية للمخلفات تحت عنوان "الإسراع لوقف هدر وفقد الطعام من أجل مستقبل صافي الانبعاث الصفري"، الذى ينظمه المركز العالمي للإبداع والابتكار البيئي وريادة الأعمال تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر دكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور على مصيلحى وزير التموين، ضمن المبادرة الرئاسية " اتحضر للاخضر " و استعدادات الدولة لقمة المناخ.
وأكدت الدكتورة منى فؤاد إبراهيم رئيس المؤتمر الدولى للمناخ الأخضر والادارة الذكية للمخلفات، أن هذه هى النسخة الثانية من المؤتمر، وتأتى بهدف نقل وتوطين أحدث تكنولوجيا عالمية في مجال الحد من فقد وهدر الطعام، من خلال رواد الأعمال أصحاب الأفكار والمشروعات التي تهدف لتحسين الوضع البيئي وابتكار حلول صديقة للبيئة.
وأشارت الدكتورة منى إلى أنه يسعى المؤتمر لتحقيق الهدف الثانى عشر من الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة، من أجل تخفيض نصيب الفرد من المخلفات الغذائية إلى النصف، فى كافة المراحل المرتبطة بالغذاء سواء في مراحل الإنتاج، أو سلاسل الإمداد، حيث تعد أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المستدامة، سببا رئيسيا لتغير المناخ وتدهور الأراضي ونضوب الموارد، كما يأتي الاستهلاك والإنتاج المستدامان ضمن الاستجابات الرئيسية لتلك التحديات.
واوضحت رئيس المؤتمر أنه خلال الفترة الماضية تم الاعتراف بتحقيق الاستهلاك والإنتاج المستدامين كجزء لا يتجزأ من خطة التنمية، وتم تحديده كهدف مستقل من أهداف التنمية المستدامة وكمكون مركزي للعديد من الأهداف الـ 17 والغايات الـ 169 المتفق عليها في جدول الأعمال ، وبالتالي فهو عنصر حيوى لتحقيق جدول أعمال التنمية المستدامة مقترح للحد من هدر وفقد الطعام، مؤكدة ان متوسط حجم الهدر الغذائى للفرد الواحد فى مصر يبلغ حوالى 91 كيلو جراما مو الطعام سنويا، وفقا لتقارير منظمة الامم المتحده للاغذية والزراعة" الفاو "، كما يتم التخلص من 60% على الاقل من الاطعمة الصالحة للاكل، إذ أن هناك دراسة للمنظمة تؤكد ان حوالى 50% من الخضار والفاكهة يتم اهدارها، وانه أيضا 40 % من الاسماك و 30 % من الحليب والقمح يتم هدرها كل عام فى مصر.
جدير بالذكر أنه يأتي المؤتمر كمنصة لتجمع العديد من الخبراء في مصر وإنجلترا وسويسرا وألمانيا وهولند وأمريكا وبلجيكا وإيطاليا والدنمارك وأستراليا وإسبانيا ونيوزيلندا وكندا والبرازيل، من أجل الخروج بتصور لمواجهة إهدار الطعام، وخفض الانبعاثات الناجمة عنه، كما تشارك أيضا العديد من الجامعات المصرية منهم جامعة عين شمس وبنى سويف وممثلين عن وزارتى البيئة والتموين وجامعة الأزهر، ورئيس الرابطة العالمية للوقود الحيوي انجلترا ، ومعهد زيرو ويست بالبرازيل.