تجربة مصر فى التنمية، تحظى بإعجاب عربى ودولى، ولا نذهب إلى أى دولة عربية إلا ونجد هذا الإعجاب مجسدا، ويترجمه المسؤولون والخبراء دائما بأنه إعجاب بالنهضة والمشروعات الكبرى، والاستمرار فى خط صاعد تجاه عمل اقتصادى موسع، يدخل فى كل المجالات، وهو ما يجعل التجربة المصرية فريدة، ولافتة، ومشجعة لكل من يبحث عن فرص استثمارية، توفرها ما شهدته مصر خلال السنوات الماضية نقلة نوعية لافتة فى جميع القطاعات التنموية فى البلاد على نحو غير مسبوق وفى فترة زمنية قياسية.
كانت آخر زيارة لنا إلى دولة الكويت الأسبوع الماضى، لمتابعة الانتخابات البرلمانية التى أسفرت عن مجلس الأمة الكويتى، وعلى مدار أيام الزيارة التقينا عددا من المسؤولين بالحكومة الكويتية، استمعنا إلى مسؤولين ورجال أعمال، أبدوا فخرهم بالتجربة التنموية المصرية، من هنا، فإن الزيارة التى يقوم بها وفد رجال الأعمال الكويتى، تأتى فى سياق الفرص الاستثمارية التى تضمن مصالح البلدين، وتجىء فى سياق العلاقات المصرية الكويتية القوية.
وقد استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس الأحد، وفدا اقتصاديا كويتيا من رموز مجتمع الأعمال بدولة الكويت، برئاسة محمد جاسم الصقر، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، والمهندس أحمد سمير صالح، وزير التجارة والصناعة.
الرئيس طلب نقل تحياته إلى شقيقيه الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولى عهد دولة الكويت، معربا عن ترحيبه باللقاء الذى يجسد روح التعاون الأخوى بين مصر ودولة الكويت، ومؤكدا تطلع مصر لتطوير علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى مع مجتمع رجال الأعمال والشركات الكويتية وتنمية استثماراتها فى مصر على خلفية الفرص الاستثمارية المتنوعة فى كل القطاعات التنموية، وذلك فى ضوء ما تتمتع به مصر على امتداد رقعتها الجغرافية من بنية أساسية حديثة سواء ما يتعلق بإمدادات الطاقة، وشبكة النقل والطرق والموانئ الحديثة، وكذلك الإطار التشريعى المتطور لعملية الاستثمار، بالإضافة إلى الإرادة القوية والقرار السياسى الداعم من أعلى مستوى، وهى كلها عوامل تمثل قاعدة راسخة وداعمة للاستثمار الأجنبى فى مصر.
رجال الأعمال الكويتيون اعتبروا اللقاء فرصة كبيرة لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون المشترك، مؤكدين تطلعهم لبحث إمكانيات تعظيم التعاون بين البلدين الشقيقين، خاصة مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة فى مصر، لا سيما فى قطاعات الطاقة المتجددة والسياحة والإنشاءات والتطوير العقارى والزراعة والصناعة والرعاية الصحية، فى سياق ما يلمسونه من المتابعة الشخصية الحثيثة والمنتظمة للرئيس للإجراءات المتخذة لتسهيل تدفق الاستثمارات إلى مصر، وكل الإجراءات ذات الصلة، وشهد اللقاء التباحث بشأن آفاق التعاون الاقتصادى بين مصر والكويت لتحقيق المصالح المشتركة للجانبين، مع استعراض خطط رجال الأعمال الكويتيين للاستثمار فى مصر، أو للتوسع فى مشروعاتهم القائمة فى العديد من المجالات، والتشديد فى هذا الصدد على أهمية كل من مجلس التعاون المشترك، ومنتدى الاستثمار والأعمال المصرى الكويتى، بهدف تعزيز التواصل بين ممثلى القطاع الخاص فى البلدين لدفع العلاقات الثنائية الاقتصادية إلى آفاق أرحب، تتلاقى مع طموحات الشعبين الشقيقين، فضلا عن تكثيف مجتمع الأعمال الكويتى لزياراته التفقدية للمشروعات القومية الكبرى فى مصر، للتعرف - على أرض الواقع - على الفرص الاستثمارية المتاحة.
كانت الزيارة التى يقوم بها وفد الأعمال الكويتى، ترجمة لما لمسناه واستمعنا إليه من المسؤولين بالكويت، ومنهم عبدالرحمن المطيرى، وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب بالكويت، حيث أكد أن هناك حالة من الفخر تسود المجتمع الكويتى نتيجة ما يرونه من عمليات تطوير وتنمية تشهدها الدولة المصرية، وأنه خلال زيارته الأخيرة للقاهرة لحضور اجتماع وزراء الإعلام العرب، وخلال استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى للوزراء العرب، نقل للرئيس السيسى ما يدور فى الكويت بشأن الطفرة الاقتصادية الهائلة التى تشهدها الدولة المصرية.
وقال «المطيرى»، خلال استقباله عددا من رؤساء تحرير الصحف المصرية - والذين كانوا فى الكويت لمتابعة انتخابات مجلس الأمة - إن «التطور الملحوظ الذى يجرى فى مصر نفتخر به كثيرا، ونقلت ذلك للرئيس السيسى، فقد استطاعت الدولة المصرية أن تحقق طفرة اقتصادية سريعة ونجاحات تعد نموذجا ناجحا لنا جميعا، خاصة أن هذه النجاحات جاءت فى وقت صعب وبمواجهة تحديات شديدة الصعوبة، وهو ما يعطينا فى الكويت حماسا شديدا بأن نحذو حذو التحرك المصرى».
وخلال الزيارة، أكد السفير أسامة شلتوت، سفير مصر لدى الكويت، لرؤساء تحرير الصحف المصرية، الذين تابعوا انتخابات مجلس الأمة، أن هذا الوفد يضم 48 رجل أعمال ومستثمرا كويتيا، وهو أكبر وفد استثمارى كويتى يزور القاهرة منذ 1988، وهو ما يدلل على الاهتمام الذى يوليه رجال الأعمال الكويتيون بمصر وبالفرص الاستثمارية المتاحة بها، فضلا عن متابعتهم الدقيقة لكل ما يجرى من عمليات تنمية وبناء على الأراضى المصرية، مشيرا إلى أن الوفد الكويتى لديهم تصورات لاستثماراتهم المستقبلية فى مصر سيتم النقاش بشأنها مع المسؤولين المصريين، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين تعتبر نموذجا يحتذى به للعلاقات الدولية، وهناك توافق تام، وتنسيق كامل بين البلدين فى كل المجالات، حيث يوجد تطابق فى الرؤى بين الجانبين المصرى والكويتى فى جميع القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية.
نحن أمام صورة تؤكد حجم الفرص التى تقدمها مصر لجذب استثمارات حقيقية، توفر المزيد من فرص العمل، والمصالح المشتركة لكل الأطراف، استنادا إلى سياسة مصرية، أرستها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تقوم على البناء فى الداخل، والشراكة والتعاون من أجل المستقبل.