غسل العار.. جملة اعتدتنا سماعها يوميا بعد أن أعمى الغضب قلوب كثير من الأزواج والآباء والأبناء، وسيطر عليهم هاجس الخيانة وارتكاب السوء حتى وإن لم يتحققوا فعليا منه، ليقدموا على ارتكاب أبشع الجرائم اعتمادا على معلومات مغلوطة يتم اكتشاف زيفها بعد فوات الأوان، فى الوقت الذى يمكن أن تتهاون نفس العائلة فى جرائم أخرى كالسرقة والغش والنفاق، لنرى فى الآونة الأخيرة مزارع فى صعيد مصر يقطع رأس ابنته بعد أن اكتشف أن لها حبيبا، ورجل آخر بكفر الشيخ يقوم بكهربة ابنته البالغة من العمر 17 عاماً وضربها حتى الموت لأنها تلقت مكالمة هاتفية من حبيبها، وآخر من حلون يقتل أمه بسبب زواجها بعد وفاة والده، وشاب بالعمرانية يقتل ابن عمه بعد أن انتظر طوال 24 عاما بسبب معاكسته لأخته وهربه وعدم الزواج منها، وزوج يقتص من صديقه بسبب ابتسامة زوجته له وشكه فيها بإمبابة.
جرائم الشرف فى أرقام
كشفت إحصائيات عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن 92% من جرائم قتل السيدات التى وقعت فى الفترة الأخيرة تندرج تحت ما يسمى بجرائم الشرف، التى يرتكبها الأزواج أو الآباء أو الأشقاء بدافع الغيرة على الشرف وغسل العار.
وأوضحت الدراسة، أن 70% من هذه الجرائم ارتكبها الأزواج ضد زوجاتهم و20% ارتكبها الأشقاء ضد شقيقاتهم، بينما ارتكب الآباء 7% فقط من هذه الجرائم ضد بناتهم، أما نسبة الـ 3% الباقية من جرائم الشرف فقد ارتكبها الأبناء ضد أمهاتهم.
70% من جرائم الشرف لم تقع فى حالة تلبس واعتمد على ارتكبها سواء كان الزوج أو الأب أو الأخ على الشائعات وسوء الظن، وهو ما أكدته تحريات المباحث فى 60% من هذه الجرائم.
وارتكبت 52% من هذه الجرائم بواسطة السكين أو المطواة أو الساطور، وأن 11% منها تمت عن طريق الإلقاء من المرتفعات، وحوالى 9% بالخنق سواء باليد أو الحبال أو الإيشارب و8% بالسم و5% نتيجة إطلاق الرصاص و5% نتيجة التعذيب حتى الموت.
تساوت الحالة الاجتماعية للضحية العزباء والمتزوجة بنفس النسبة 42%، فى حين كان 39% من الجناة متزوجين، كما كان ضحايا جرائم الشرف سنويا من 900 لـ 2000 جريمة.
وأوضحت الإحصائيات عن جرائم الشرف المرتكبة معظمها فى الوجه القبلى .
أسباب ارتفاع جرائم الشرف فى نظر علم النفس والاجتماع
وقال دكتور علم الاجتماع "جمال.زاهر"، عن أسباب ما يسمى بجرائم الشرف هو غياب دور الأسرة فى التنشئة الاجتماعية، وضعف دور مؤسسات الضبط الاجتماعى فى الرقابة والتوجيه وضعف الوازع الدينى والأخلاقى، إضافة إلى المواقف التقليدية فى المجتمع التى تنظر للمرأة أنها ملك للرجل، وأنها بحاجة للتوجيه والمعايير الاجتماعية التى تشجع المرأة أن تكون سلبية.
وأكمل، يأتى الفقر والخلافات الزوجية والإدمان والانحلال الأخلاقى عاملا رئيسيا يقع تحت تأثيرها أبشع الجرائم، علاوة على الازدحام والمساكن العشوائية التى يعتمد من يعيشون بها على البلطجة والعنف حتى الأب مع زوجته وأبنائه.
فيما يرى أستاذ الصحة النفسية "مجدى.شاهين"، أن الجانب العاطفى عادة ما يكون له دور مؤثر فى الجرائم التى تقع بين الأزواج، فمشاعر الغيرة الحمقاء والألم الذى قد يسببه أحد الطرفين للآخر يمكن أن تؤدى بالإنسان فى النهاية إلى ارتكاب الجرائم.
وتابع، أن الفتاة التى لا تحقق لها الأسرة أو الجماعة أو المجتمع الخبرات والمواقف لتحقيق ذاتها، تلجأ إلى أساليب غير مشروعة.
وتابع: الأزمات التى تحدث للزوجين والاصطدام بالواقع قد تؤدى بأحد “الطرفين” إلى ارتكاب جريمة فى نهاية المطاف.