سيناروهات صادمة وحالة من الغموض تنتظر العالم مع تكثيف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لترسانته النووية وعرض التليفزيون الروسى الرسمى لقطات فيديو لاحتمال حدوث "أرماجادون" نهاية العالم بعد تجمع الجيوش- إذا أطلق بوتين صواريخه النووية، وهو ما نقل الذعر إلى أوروبا من قيام بوتين بهجوم نووى.
وأحيت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، المخاوف من انتشارها فى جميع أنحاء أوروبا، وقد أثارت هذا الاهتمام بالمخابئ النووية، مع الهياكل التى تعمل كملاجئ فى حالة الحرب، ولجأت الدول الأوروبية إلى وضع ميزانية 550 مليون دولار من أجل تخزين الأدوية والمعدات الطبية، كما تم وضع خطة طوارئ تتعلق بتوفير الملاجئ النووية مؤهلة لاستيعاب عشرات الالاف من الاشخاص، مع ارفاق هذه الملاجئ بمستشفيات متنقلة ومساحات لاعداد الطعام والغذاء.
كما تستمر المفوضية الأوروبية، فى الضغط على الاتحاد الأوروبى لتسريع شراء أقراص اليود ومعدات الحماية والامدادات الطبية للاستجابة لكارثة نووية محتملة.
السويد تستعد بخطة طوارئ
تستعد السويد بإعداد خطة طوارئ رغم استبعدها الهجوم النووى، حيث تعمل سلطات ستوكهولم مع مجموعات البحث على إجراء خطة حول الانعكاسات المحتملة، حيث ترى أن العواقب المباشرة التي يمكن تخيلها هي الدافع الكهرومغناطيسي الذي يمكن أن يعطل الإلكترونيات والتأثير المحتمل للإشعاع ، ولا سيما في مياه الشرب والحليب والمحاصيل، حسبما قالت وكالة " أنسا" الإيطالية.
وقال مارتن جالوت ، الباحث في معهد أبحاث الدفاع الشامل (FOI)، إن كيفية تأثر السويد في حالة حدوث نزاع نووي يعتمد على نوع الأسلحة النووية والتركيز والمناخ ومسارات السحابة المشعة المحتملة. كما ترتبط المخاطر بمكان حدوث الانفجار ، سواء على الأرض أو في الجو ، حسب نوع السلاح المستخدم،مضيفا "يمكن أن ينتقل الغبار المشع بعيدًا مع الريح ، وفي أسوأ الأحوال ، يمكن أن يسقط على شكل تداعيات إشعاعية.
كما قال جان جوهانسون الخبير في هيئة الأمان الإشعاعى، الذي حسب عواقب هجوم نووي محدود على أوكرانيا: "إذا كانت السويد غير محظوظة في اتجاه الريح ، فإن إنتاج الغذاء يتأثر بشكل أساسي، وحتى في المستويات المنخفضة من التساقط الإشعاعى، يمكن للمواد المشعة أن تتركز في الأطعمة المختلفة.
وأوضح الخبير، أن شرب المياه من مصادر المياه السطحية والخضروات الورقية وحليب الأبقار التي تبتلع مواد مشعة أثناء الرعي، هى من أكثر المواد التى تلحق بها الضرر فى حال وجود أى هجوم نووى.
وشددت جيني آسا عالمة السموم في وكالة الغذاء السويدية، على أنه إذا وصلت المواد المشعة إلى السويد بعد تخفيفها في الغلاف الجوي، فستكون عند مستويات منخفضة ولكن سيكون إنتاج الغذاء في أوكرانيا بشكل أساسي هو من أكثر ما يلحق به الضرر.
سويسرا
وتشتهر سويسرا بالملاجئ النووية، فمنذ منتصف الستينيات وفي خضم الحرب الباردة بين كتل الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، قررت سويسرا أن تكون أكثر الدول أمانًا في العالم وأن موقفها السلمي على مدار 200 عام الماضية لا ينبغي أن يمنع سكانها من العيش بأمان في قلب قارة مزقتها الحروب التي تركت، مثل الحرب العالمية الثانية الكثير من الأوروبيين تحت الأنقاض، وفقا لصحيفة "دياريو ديل بياخيرو" الإسبانية.
لا تتلقى الملاجئ النووية أشعة الشمس وهناك توصيات محددة من الحكومة بشأن إدارة الطعام في حالة الاستخدام، وما يجب توفيره ولأي مدة من حيث المبدأ، يتم تلبية جميع الاحتياجات بما في ذلك الوصول إلى الإنترنت ، وفي حالة وقوع كارثة يوصى بأن يكون لكل فرد مساحة كافية للحصول على حوالي 3 أمتار مكعبة من الهواء فى الساعة.
وقالت ماري كلود نورث رئيسة الأمن المدني في كانتون فاليه، "في الوقت الحالي ، نظام المأوى هذا يبدو منطقيًا، فكان هناك وقت أرادت فيه الغرف الفيدرالية القضاء على الملاجئ ، لكن كارثة فوكوشيما حدثت".
تكلفة ومواصفات الملاجئ النووية
وقالت صحيفة "الكورييو" الإسبانية إنه وفقًا للعديد من البنائين، من الممكن بناء ملجأ أساسي بمساحة 90 مترًا مربعًا خارج منزل الأسرة الواحدة ، ويعد تحديد سعر بناء ملجئ نووي أمرًا معقدًا ، نظرًا لأن تكلفة المستودع المحصن تعتمد على المواصفات الفنية، وهناك شركات تقدم ملاجئ تبدأ من 30000 يورو، حسبما أوضح فرانسيسكو ماركيز ، مؤسس شركة Underground Building ، وقال إن "السعر يتم تحديده وفق أبعاد المخبأ أو المعدات أو مدى تعقيد العمل".
وعلى سبيل المثال، كما يظهر على مواقع ABQ المتخصصة فى قطاع الوقود فى إسبانيا، يبلغ سعر إنشاء ملجأ لـ25 شخصًا حوالي 55000 يورو وواحد لكل 50 شخصًا بحوالي 67000 يورو، وهذا لا يشمل تكاليف البناء.
وأوضح الخبراء فى شركة ABQ المتخصصة فى قطاع الوقود فى إسبانيا، "ليس من الضروري أن يكون الملجأ تحت الأرض إذا لم يتم التفكير في حدوث انفجار قريب جدًا.. وبالنسبة للتلوث الكيميائي أو الإشعاعي ، يمكن أن يكون على مستوى الأرض".
أما شركة بون بروتيكسيون الفرنسية فقد بلغ سعر الملجأ مساحة 8 أمتار نحو 150 ألف دولار ، ومساحة 20 متر يصل السعر إلى 250 ألف يورو ، وهناك دول في أوروبا لها باع طويل في تجهيز الملاجئ العامة، مثل السويد وفنلندا، التي قالت إن لديها 5 آلاف مخبأ كبير، يمكن أن يستوعب 4 ملايين مواطن.
ويقول البنائون فى أوروبا أنه كلما زادت سماكة الجدران وعمق المخبأ، زاد احتمال نجاح حماية سكانه. من بين الجوانب التي يجب أخذها في الاعتبار ، تبرز الاحتياطيات الغذائية (المعلبة دائمًا) ، مع تاريخ انتهاء صلاحية طويل وبكميات كافية للسكان المنصوص عليهم، ويمكن أن يقضي هؤلاء عدة أيام وحتى شهور داخل الملجأ ، لذا فإن بعض مصادر الترفيه (مثل الكتب) وبعض التقنيات التي تضمن الرفاهية والبقاء مريحة:
كما لابد أيضا من توافر مياه الشرب والصرف الصحى التى يتم تجديدها دون اى اتصال بالشبكة العامة ، ويمكن اعادة تدوير جزء من المياه، مثل المياه الناتجة عن الدش او المغسلة، تلك المياه معروفة ب"الرومادية"، وفى أكثر المخابئ تطورا يمكن استخراج المياه من باطن الأرض، وتصفيتها باستخدام مرشحات مضادة للبكتيريا (مثل مرشحات الأشعة فوق البنفسجية) ويمكن تجميد المياه المستخدمة للاستهلاك فى أكبر المخابئ المصممة لعشرات الأشخاص.