الرئيس السيسي: الدولة المصرية توقفت عن التنمية خلال الفترة من 1967 - 1982
الرئيس السيسي: الجيش والشرطة فى سيناء يقاتلان أهل الشر منذ 2011.. ولو توقفنا عن التنمية لكانت العواقب صعبة
الرئيس السيسي: التحديات والعدائيات ستظل موجودة ولن تنتهى فى حياة أى أمة
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، كلمة مرتجلة خلال الندوة التثقيفية التى عقدت بمناسبة الذكرى 49 لحرب أكتوبر المجيدة، وقال إنه فى بداية الندوة تحدثنا عن حرب يونيو 1967، متابعا: "أنا أتذكر كل كلمة وكل حدث وقع فى تلك الفترة، وأعلم كل مقالة نشرت وقتها، وكل بيان نشرته القيادة العامة للقوات المسلحة فى هذا التوقيت، من أول فترة الخامس من يونيو وحتى تدمير المدمرة إيلات، وقصف منطقة الزيتية، واشتباكات يومية استمرت على مدار شهور وسنوات بالدم،ومن أجل مستقبل ومقدرات البلاد، كان لابد أن تصمد مصر وتعود مرة أخرى للوقوف على قدمها".
وأضاف الرئيس السيسى: "نحن قد نقول هذا الكلام فى فقرة من الفقرات سواء فى خطابى هذا أو حتى ممن يقومون بسرد الوقائع فى تلك الفترة، ولكن هناك فرق كبير بين أن تسمع أو تعيش واقع، فالأجيال التى كانت متواجدة فى تلك الفترة، وعاصروا الدولة وقتها، ومروا بظروف قاسية، الكثير منهم غير موجود الآن بيننا".
وأوضح الرئيس السيسى، أنه يقول هذا الكلام الآن لأنه من المهم أن نعلم فى ظل الظروف التى نعيشها الآن، أن التحديات والعدائيات ستظل موجودة ولن تنتهى فى حياة أية أمة، فهى سنة من سنن الله فى الكون، فعلى سبيل المثال جائحة كورونا كانت اختبار من الله للعالم أجمع وحكمة لا نعلمها.
ونوه الرئيس السيسى بأن مصر عاشت 15 عاما خلال الفترة من 1967 وحتى 1982، تصور البعض فيها أن الأمر قد انتهى بحرب أكتوبر، مضيفًا:"وأنا أقول هذا الكلام حتى يتوقف المفكرون والمثقفون أمام كل كلمة أقولها، فالموضوع بدأ فى عام 1967 ولم ينته فى 1973 كما يتصور البعض، ولكن حدث فصل ما بين القوات حتى فترة 1977 وأوائل الثمانينات، لافتا إلى أن الدولة خلال هذه الفترة توقفت فيها كل مظاهر الحياة، ولكن لم يتوقف نمو البشر أو مطالبهم من معيشة وتعليم وعلاج وسكن وعمل".
وقال الرئيس السيسى، إن هناك الكثير من الناس يتحدثون ويؤرخون لمرحلة عامين أو ثلاثة أو لواقع يعيشه أو لتجربة يراها فيتحدث عنها، مؤكدًا أن حياة الأمم لا تتغير بين يوم وليلة ولا تقاس بعام أو عامين أو ثلاثة أو عشرة أعوام، وإنما "حياة الأمة تاريخ" وأنه من المهم عند التحدث عنها أن ندرك ذلك كمواطنين وحتى كمسؤولين فى الدولة.
وأضاف الرئيس: "ما سنقوم بعمله اليوم ستستمر آثاره الطيبة خلال السنوات القادمة"، مؤكدا أنه لا يعادى أحدًا لأن العدو الحقيقى فى تقديره هو الفقر والجهل والتخلف، مشيرا إلى أن الفقر يعنى الضعف والعجز، مستشهدا بمقولة الصحابى الجليل عمر بن الخطاب "لو كان الفقر رجلًا لقتلته"؛ مشيرًا إلى مخاطر الجهل التى تجعلك تخطئ وتؤذى كل من حولك، لافتا إلى أنه فى عامى 2011 و2013، تحدثنا فى هذا الموضوع كثيرا، ونظرنا فى تأثيره علينا.
وقال الرئيس السيسى، إنه حرص على ألا تؤثر جهود الدولة فى حربها على الإرهاب فى الدفع بعجلة التنمية وعلى تشغيل كافة قطاعات الدولة بأقصى قدرة لها لتقديم الخدمات للشعب المصرى، مشيرا إلى أن الجيش والشرطة فى سيناء ظلا يقاتلان أهل الشر والتطرف منذ عام 2011 ولمدة ثمانى سنوات تالية، والثمن كان باهظا لحماية سيناء.
وتابع الرئيس: "لو كانت توقفت عجلة التنمية بسبب الأحداث التى مرت على مصر مؤخرا لكانت العواقب ستكون صعبة، خلال هذه المدة زاد التعداد السكانى 25 مليون نسمة وكانوا بالتأكيد فى حاجة لأن تكون كافة القطاعات جاهزة لخدمتهم".
وطالب الرئيس السيسى، إدارة الشئون المعنوية بتقديم أحد المواقف التى ضحى فيها أبناؤنا واستشهدوا من أجل حماية البلاد من قوى الشر التى كانت تتمنى "كسر المصريين"، وأن الجميع تأثر بما مرت عليه البلاد.
وأوضح الرئيس السيسى أن أول مؤتمر اقتصادى عقده الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك كان فى عام 1982، ولم يكن هناك إلا مشكلة طابا فقط، وكان قد تم رفع علم مصر فى طابا وبذلك عادت كل أراضى سيناء إلى الوطن.
وأضاف السيسى أن الدولة المصرية توقفت لمدة 15 سنة ولم تفعل أى شيء فى التنمية، مشيرًا إلى أنه كان من الممكن أن نقول إننا فى حالة حرب على الإرهاب ولم ننته بعد ولا نفعل شيء ونقوم بحشد للإعلام ونتحدث عن هذه القضية بأحداثها كل يوم.
وقال الرئيس السيسى، إنه وقت حرب أكتوبر كان كل قرش موجهًا لصالح "اقتصاد الحرب" من أجل استرداد الكرامة والكبرياء وتحقيق النصر الذى نحتفل به اليوم، مضيفا "أنه كان من الممكن أن نفعل ذلك أيضا وسيكون مُبررًا.. لكننا حاربنا الإرهاب الذى كان يستهدف تعجيز البلاد وإفقارها وتخلفها ونحن لم ولن نمكنه من ذلك، وسوف نواصل البناء.
وتابع الرئيس السيسى: "المعركة تحققت خلالها نجاحات طيبة جدا والحمد الله"، موجهًا حديثه إلى الشعب المصرى متسائلًا: "هل أنتم يا مصريين مستعدون الآن، مثلما كنتم خلال الفترة من عام 1967 وحتى 1982 أن تتحملوا التكلفة والتضحيات التى قدمتها الدولة من أجل أن تتجاوز أزمتها فى هذا الوقت؟ وألا يتم ترديد بعض الشائعات والأكاذيب التى تقال كل يوم؟". مضيفًا: "أنا لا أخشى تلك الأكاذيب أو أقلق منها لأن "الله بالغ أمره وأنه ليس هناك شيء سيحدث إلا بإرادة الله".
وقال الرئيس السيسى: "إذا كنا مؤمنين بالله سبحانه وتعالى وراضين بقدره، فنحن نسعى لبناء وتنمية وتعمير وتغيير حياة الناس للأفضل، بأمانة وشرف بعيدا عن ألاعيب السياسة".
وأكد الرئيس السيسى، أن هذه هى اللغة التى يدعمها الحق سبحانه وتعالى، والأمانة التى فى أعناقنا، والإخلاص هو سر بين الإنسان وربه فقط، لا يطلع عليه ملك ولا يعبث به شيطان"، مؤكدًا أن المصريين سيتجاوزون الظروف الصعبة التى يعيشونها حاليًا بفضل الله.