انتشرت فى الفترة الأخيرة على صفحات الجرائد البريطانية انتقادات كثيرة لمصر ما بين أعمال إرهابية تنفذ وتوجيه اللوم على الأمن المصرى، دون النظر لمن يقف خلف هذه العمليات، ودون طرح أسئلة من شأن أى إعلام طرحها فى هذه الحالة من أين أتت داعش والجماعات الإرهابية الأخرى؟ ومن يمولها؟!، وبين بعض السلبيات داخل المجتمع والروتين والإجراءات فى المصالح الحكومية، وعلى رأسها مجمع التحرير الذى يوجد بداخله كل إدارات لمعظم الجهات الحكومية فى مبنى واحد.
نشرت صحيفة "التليجراف" تقريرا عن الاتجاه لإغلاق مجمع التحرير الحكومى، ووصفته بأنه يمثل القلب المسدود للبيروقراطية فى مصر.
وتحدثت الصحيفة عن المجمع الذى يسير فيه عشرات الآلاف من المواطنين يوميا أمورهم، وسردت قصة عن محمد الجمال، مجند الشرطة الذى جاء إلى وسط القاهرة مسافرا لقرابة مائة ميل على أمل أن يحصل على وثيقة جمركية تخص سيارة عمه.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزى الرسمى لمجند الشرطة والساعات التى قضاها فى الانتظار لم يشفعان له لإتمام ما يريده، وقال له الموظف إن أوراقه بها مشكلة، وأن عليه أن يرحل.
وتقول "التليجراف" إن عشرات الآلاف من المصريين يتعرضون لصدامات عصبية داخل مجمع التحرير. هذا المبنى تم بناؤه عام 1949 فى مكان معسكر سابق للجيش البريطانى، وكان الهدف أن يكون هذا البناء رمزا للحداثة والإدارة الجيدة، ومكانا يستطيع المواطنين أن يتواصلوا فيه بنزاهة وبفعالية مع حكوماتهم.
وأضافت الصحيفة أن مجمع التحرير أصبح القلب المسدود للبيروقراطية فى مصر، وتموت فيه أحلام البدء فى مشروعات جديدة أو السفر إلى الخارج وسك أبراج مكدسة من الأوراق.
وفى كل يوم، يدخل نحو 100 ألف مصرى من البوابات الكبرى للمبنى على أمل أن يحصلوا على معاملة عادلة، وهنا تناست الصحيفة أهم بنود العمل الإعلامى وهو الرأى والرأى الآخر، حيث بنت تقريرها الصحفى على رأى المواطنين داخل المجمع دون النظر إلى آراء الموظفين والعاملين لعل ذلك الروتين يحمى من السرقة وأعمال النصب على مواطنين آخرين، وهنا يكمن أصل التوجهات الصحفية الإنجليزية حين تكون ضد الواقع ولا تنظر إلا للجانب المظلم، ولا تريد أن ترى الجوانب المشرقة.
ومن جهة أخرى، كانت الصحف البريطانية أول من سلط الضوء على حادث مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، ووجهت اتهامات مباشرة للأمن والحكومة المصرية فى محاولة منها لزعزعة العلاقات المصرية الإيطالية، بينما غضت البصر على مقتل المصريين فى دول أوروبية وعلى رأسها إنجلترا، لتكتفى بنشر الخبر دون أى توجيه أو إلقاء اللوم على حكومتها الإنجليزية، وذلك لأن بريطانيا تتبع سياسة التفرقة وإبعاد مصر عن دورها الريادى فى المنطقة العربية، وقطع علاقتها بدول أوروبية خاصة بعد حادث ريجينى ومحاولات التفرقة بين مصر وإيطاليا لتكون إنجلترا هى القبلة الأوروبية الوحيدة المتبقية خاصة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبى.