احتفالات مميزة بالمولد النبوى فى منشأة العمارى بالأقصر.. حلقات التحطيب مشهد رئيسى.. ومبارزات لإظهار مهارات قدرات التحكم بالعصا تلامس القلوب.. تنظيم سباقات ومرماح الخيول لأبناء كبار العائلات بالصعيد..

رصد "تليفزيون انفراد"، أجواء الاحتفالات المميزة داخل قرية منشأة العمارى شمال مدينة الأقصر، بقدوم ليالى المولد النبوى الشريف بتنظيم حلقات التحطيب والتى يتشارك فيها الكبار والشباب والأطفال وسط أجواء مبهجة ومميزة، بجانب تنظيم سباقات مرماح الخيول بمشاركة نجوم الخيالة من عائلات قرى ونجوع الأقصر ومحافظات الصعيد.

وما أن تدق الساعة الثالثة عصرًا تظهر فى ساحة منشأة العمارى الكبرى، أعداد كبيرة من الضيوف من الشباب والأطفال والسيدات والفتيات لحضور أيام احتفالات المولد النبوى الشريف، وتعتبر تلك الساحة أكبر مضمار لسباقات الخيول وتنفيذ العروض من نجوم الخيالة الذين يحضرون بخيولهم من كل مكان ويجهزونها لتصبح فى أبهى صورها أمام الجميع ليتسابق الجميع فى قلب الساحة وسط أجواء مبهجة.

وبجانب مرماح الخيول فى ساحة منشاة العمارى، يتجمع عدد كبير من الشباب والكبار فى حلقات دائرية ويبدأ تقديم العزف بالناى والربابة والطبلة لتنظيم حلقات التحطيب، والتى يتبارى فيها ملوك ونجوم اللعبة لتقديم حركات مميزة وعروض بالعصاية لإدخال السعادة بين الجمهور، حيث تعتبر لعبة التحطيب واحدة من سمات الاحتفال بالموالد المختلفة فى قرى ونجوع الأقصر وكافة محافظات الصعيد.

ومن جانبه يقول محمد العمارى ابن منطقة المنشاة، أنه تقوم القرية بتنظيم عدد من الليالى للاحتفال بالمولد النبوى الشريف، عبر تنظيم حلقات الذكر والمديح والمرماح بالخيول والجمال، حيث تواجد الفرسان من مختلف أرجاء المحافظة فى أرض المرماح بعد العصر مباشرة، موضحًا أن احتفالات المولد النبوى هذا العام مختلفة تمامًا وحضرها أعداد غفيرة من شتى المدن والمحافظات المجاورة، حيث تم تنظيم المرماح وسباقات الخيول بجانب ليالى المديح على مدار الأيام الماضية.

ويضيف محمد العمارى لـ"انفراد"، أنه على أنغام المزمار المبهجة والأغانى التراثية الصعيدية، يتجمع نجوم لعبة التحطيب فى حلقات وساحات التحطيب فى مختلف المناسبات والاحتفالات وحفلات الزفاف والمهرجانات طوال العام، وذلك لتقديم حلقات التحطيب، حيث يتجمع شيوخ ولاعبو التحطيب التراث الصعيدى الأشهر فى الصعيد، ويتم إجراء مباريات ومبارزة بين الكبار والشباب خلال الاحتفالية وسط أجواء مبهجة بين الجميع.

فيما قال الحاج عبد الغنى أبو رية عميد لعبة التحطيب فى صعيد مصر، إنه تضم محافظات الصعيد عددا كبيرا من الفرق الرسمية للتحطيب والتابعة لقصور الثقافة المختلفة، والذى يتشاركون فى المهرجانات والاحتفالات المختلفة، حيث إنه يوجد فرق مكونة من 4 أو 5 لاعبين لكل قصر ثقافة يقدمون عروضهم فى المهرجان المختلفة، التابعة لقصور الثقافة التالية: (فرقة الأقصر للفنون الشعبية – فرقة قنا للفنون الشعبية – فرقة سوهاج للفنون الشعبية – فرقة أسيوط للفنون الشعبية – فرقة المنيا للفنون الشعبية – فرقة بنى سويف للفنون الشعبية – فرقة الأقصر للآلات الشعبية)، كما تضم محافظات الصعيد فرق تحطيب وشيوخ اللعبة الممثلة لمحافظات الصعيد "بنى سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر".

وأضاف عبد الغنى أبو رية لـ"انفراد"، أن التحطيب ضمن الفنون التراثية وأول من بدء التحطيب كانوا الفراعنة، والدليل على ذلك الرسومات واللوحات الموجودة على المعابد القديمة، مؤكدا على أن التحطيب له قيمة كبيرة وأنه ليس فقط شخصان يلعبان بالعصا وإنما هو فن وله قيم عديدة وهى معرفة كيفية الدفاع عن النفس وهو وسيلة لتفريغ الطاقة.

أما لطفى العمارى فيتحدث عن سباقات مرماح الخيول فى ليالى المولد، مؤكدًا على أن عادة مرماح الخيول وحلقات التبارز على ظهر الخيول وصينية الخيول هى عادات متوارثة منذ عشرات السنين، حيث يتم تنظيم الاحتفالات المختلفة بالموالد والمناسبات السعيدة من زفاف أو ميلاد طفل أو تخرج طلبة أو تفوق وغيرها بالطقوس الشهيرة بصورة دائمة، موضحًا أن مرماح الخيول يعتبر فرصة كبيرة للتقارب والتآخى والمحبة بين أبناء العائلات الكبرى فى الأقصر وباقى محافظات الصعيد، حيث يتجمع الخيالة من أصحاب الخبرات الكبار والشباب والنجوم الجدد وسط أجواء مبهجة وسعيدة، والجميع يتعلم فنون ركوب الخيول والمرماح وعمل الصينية الدائرية للتبارز بكل شرف وفرحة ومحبة بالرقص بالخيول.

وأوضح ابن قرية منشأة العمارى، لـ"انفراد"، أن فعاليات المرماح بالخيول تبدأ بالتجمع فى إحدى الأراضى الواسعة المساحة والأرضية تكون ترابية لتظهر قدرات ومهارات الخيالة فيها، والتى تنطلق بعد صلاة العصر وتستمر بالعزف بالمزمار حتى وقت آذان المغرب، وينتقل الجميع من الخيالة والضيوف لتناول وجبة العشاء ثم يتم تنظيم عروض بالرقص بالخيول حتى نهاية وقت الليل وسط أجواء كرنفالية مبهجة.

ويعتبر مرماح الخيول والتحطيب من أهم ملامح الاحتفالات المختلفة فى الأقصر ومحافظات الصعيد، حيث يشارك كبار وشباب العائلات المختلفة بجانب مشاركة السياح فى مرماح قرى البر الغربى من مختلف الجنسيات بارتدائهم الجلاليب البلدية وحملهم للعصا للمشاركة مع المحطبين من خارج الحلبة أو بعد انتهاء المنافسة واحيانا يمتطون الخيول للمشاركة فى مسابقة "المرماح " أو سباق الخيل، حيث تخصص مساحة واسعة داخل الاحتفالات والموالد لسباقات الخيل التى يشاهدها آلاف المحبين هذا العام.