منفذ هجوم دالاس خطط لعملية أكبر
قالت السلطات الأمريكية إن المهاجم الذى نفذ هجوم دالاس وقتل فيه خمسة من الشرطة الأسبوع الماضى كان يخطط لتنفيذ هجوم أكبر وكشفوا كيف سخر ممن تفاوضوا معه وكتب على جدار بدمه قبل أن يقتل.
وحسب صحيفة نيويورك تايمز استمرت الاحتجاجات ضد الممارسات التى تنتهجها الشرطة الأمريكية لليوم الثالث على التوالى أمس الأحد مع اعتقال العشرات فى باتون روج بولاية لويزيانا بعد أن حذرت السلطات من أنها لن تسمح بالعنف خلال الاحتجاجات على قتل الشرطة لرجلين من السود الأسبوع الماضى.
وقال ديفيد براون قائد شرطة دالاس إن ميكاه إكزافييه جونسون وهو جندى سابق فى الجيش أقدم على قتل أفراد الشرطة خلال مظاهرة، الخميس، دون إعداد مسبق متبعا أسلوب إطلاق النار والانتقال سريعا لمكان آخر بغرض تشتيت الانتباه وعدم معرفة مصدر إطلاق النار.
وأضاف براون أن تفتيشا لمنزل جونسون كشف أن المسلح تدرب على استخدام المتفجرات وأن أدلة تشير إلى أنه كان يريد استخدامها ضد أفراد من الشرطة. وقال براون "نحن مقتنعون بأن المشتبه به كانت لديه مخططات أخرى" مضيفا أن مقتل اثنين من السود الأسبوع الماضى على يد الشرطة فى مينيسوتا ولويزيانا دفع المهاجم البالغ من العمر 25 عاما إلى "الإسراع" فى تنفيذ هجومه.
واستغل جونسون - وهو جندى سابق فى الجيش خدم فى أفغانستان وهو من أصل أفريقى - مسيرة سلمية بدأت فى نهاية احتجاج على قتل الشرطة للرجلين السود وتحرك متقدما عن المسيرة ثم توقف عندما وجد فرصة لاتخاذ وضع يتيح له استهداف قوات الشرطة.
وقال براون إن جونسون غنى وضحك وسخر من أفراد الشرطة وقال لهم إنه يرغب فى "قتل البيض" ثأرا لقتل الشرطة للسود قبل أن ترسل الشرطة إنسانا آليا يحمل قنبلة لقتله. وأضاف براون "بدا مسيطرا بشكل كبير على الوضع ومصرا بشدة على إيذاء أفراد آخرين من الشرطة."
وساعد التدريب العسكرى لجونسون فى قيامه بإطلاق النار بشكل سريع والانتقال إلى مواقع أخرى بمفرده وإطلاق المزيد من الأعيرة النارية لدرجة جعلت الشرطة تعتقد فى البداية إن هناك أكثر من مهاجم. ودافع براون عن قرار استخدام إنسان آلى لقتله وقال إن قنبلة وزنها رطل واحد تقريبا من مادة (سى. 4)" كانت مثبتة فى الإنسان الآلى.
وأضاف أن جونسون كتب حرفى "آر.بى" بدمائه على جدار قبل أن يموت وقال "نحن نحاول معرفة معناها من خلال البحث فى الأغراض التى فى منزله." ولم ترد وزارة الدفاع الأمريكية ومحام قام من قبل بالدفاع عن جونسون على طلب بتقديم معلومات بشأن سجل خدمته العسكرية والظروف التى تم فيها تسريحه من الخدمة.
وعلى الرغم من أن مسئولين وناشطين أدانوا عمليات إطلاق النار وعبروا عن حزنهم من مقتل أفراد الشرطة فقد اعتقل عشرات الأشخاص يومى السبت والأحد مع انطلاق احتجاجات جديدة فى المدن الأمريكية ضد استخدام الشرطة للقوة المفرطة. ووقعت مواجهات بين المحتجين وأفراد شرطة يرتدون أقنعة واقية من الغاز مساء أمس الأحد فى باتون روج.
وذكرت وسائل إعلام نقلا عن شرطة المدينة أن 48 شخصا على الأقل احتجزوا بعد أن اشتبك المتظاهرون مع الشرطة فى أعقاب مسيرة سلمية لمقر برلمان الولاية. وأصيب 21 من أفراد الشرطة خلال مظاهرات فى سان باول بولاية مينيسوتا حيث تعرضوا للرشق بالحجارة والزجاجات ومواد البناء والألعاب النارية.
ونبهت ثلاث دول مواطنيها من أن عليهم توخى الحذر عند زيارة المدن الأمريكية التى تشهد احتجاجات. وحذر الرئيس الأمريكى باراك أوباما أثناء زيارته لمدريد ضمن جولة أوروبية من أن الهجمات ضد الشرطة ستضر بحركة (بلاك لايفز ماتر)وهى حركة حقوق مدنية نشأت بعد حوادث قتل الشرطة لأمريكيين من أصل أفريقى لكنها انتقدت بسبب تصريحات حادة اللهجة بثتها عبر وسائل التواصل الاجتماعى ضد الشرطة وجاء بعضها متعاطفا مع جونسون.
دعوات المصالحة وإصلاح الشرطة تتعالى فى الولايات المتحدة
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن هناك العديد من الأصوات القوية التى تدعو للمصالحة وإصلاح الشرطة الأمريكية بعد إسبوع تاريخى من العنف حيث شهد الأمريكيون قتل الشرطة لشابين سود فى مانيسوتا ولويزيانا، أعقبه إطلاق نار أسفر عن مقتل خمسة ضابط شرطة فى دالاس.
وتشير الصحيفة إلى أن من بين أولئك الداعين لإصلاح الشرطة، قائد شرطة أبيض فى بلدة بولاية مانيسوتا، الذى كتب رسالة على صفحة الفيسبوك الخاصة بإدارته، يندد فيها بطريقة تعامل الشرطة مع المواطنين ولقيت رسالته إعجاب واسع وتم إعادة نشرها أكثر من 1500 مرة.
وكتب الضابط الأبيض لى سولاندر، موجها الحديث لضباط الشرطة الذين قتلوا شابين سود الأسبوع الماضى، "توقعت منكم أن تظهروا للآخرين أننا أفضل من هذه المآسى ونحن نسعى جاهدين لنكون أفضل فى نواحى كثيرة".
ووجه أيضا رسائله للمواطنين مؤكدا أنه وزملاءه سوف يكونوا فى خدمة الجميع وحثهم وخلص فى رسالة طويلة مليئة بالعاطفة وحديث المصالحة "إننى وغيرى هنا من أجلكم. إذا احتجتونى، فقط أعطونى مكالمة هاتفية أو لاسلكية". ختم لى "إننى أقدر حقا الجميع وأحب كل واحد منكم".
لقاء شكرى ونتنياهو يعزز دور مصر كوسيط للسلام
قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إن لقاء وزير الخارجية سامح شكرى برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الأحد، يعزز دور مصر كلاعب رئيسى فى أى مفاوضات مقبلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضافت الصحيفة فى تعليقها على زيارة شكرى لإسرائيل أن نجاح مصر فى هذه المهمة يتوقف على قدرتها فى إقناع جانبى النزاع فى التنازل عن نقاط الخلاف السابقة التى تسببت فى عرقلة المحادثات تاريخيا.
وفشلت فرنسا والولايات المتحدة وغيرها فى الغرب فى الجهود الرامية لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وترى الصحيفة أن مصر كوسيط للسلام لديها ميزة لأنها قادرة على التحدث لغالبية الدول العربية. غير أن نجاحها سيكون مرهون بقدرتها على إقناع الجانبين بالتنازل عن نقط الخلاف الماضية. ويعمل شكرى بناء على رغبة الرئيس عبد الفتاح السيسي ليكون وسيطا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن خطاب الرئيس فى مايو الماضى قوله "سوف نحقق سلام أكثر دفئا إذا استطعنا حل قضية إخوتنا الفلسطينيين". مبديا الاستعداد لبذل كل الجهود للمساعدة فى إيجاد حل للقضية.
وقالت الصحيفة إن مصر صديق فريد من نوعه، خاصة لإسرائيل. فكانت ضمن أول دول عربية تعترف بدولة إسرائيل عبر اتفاقية السلام التى ترعاها الولايات المتحدة عام 1979.