"انفراد" يلتقى أحد عفاريت عبد الجابر من أبطال حرب أكتوبر.. العريف محمد خاطر: حطمنا 140 دبابة وفرقتى اشتهرت بـ"أكلة الدبابات".. شاهدت بطولات عديدة وزميلى رفض ترك المعركة وأصر على الاستمرار رغم الإصابة.

يأتى شهر أكتوبر من كل عام وتأتى معه احتفالات النصر، حيث تحتفل مصر فى كل عام بانتصارات حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وتحطيم الأسطورة الزائفة لخط بارليف الذى لا يقهر، وتحرير أرض سيناء الحبيبة، بسواعد أبنائها وأبطالها الذين خاضوا تلك الحرب بكل عزيمة واصرار لتحرير الأرض وتحقيق الانتصار. انفراد التقى بالعريف محمد خاطر محمود حماد، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، والذى شارك فى العبور وتحرير أرض سيناء، فهو العريف مجند محمد خاطر، والتى أطلق عليها "عفاريت عبد الجابر" نسبة إلى قائد الكتيبة البطل، والتى حققت بطولات وانتصارات فى تدمير عدد كبير من دبابات العدو. *بداية عرفنا بنفسك.. من هو العريف محمد خاطر وماهى مهمتك فى الحرب؟ أنا العريف مجند محمد خاطر محمود حماد، التحقت بالقوات المسلحة فى 9 ديسمبر عام 1972، حيث دمرت الكتيبة نحو 140 دبابة خلال العمليات الحربية، وأطلق عليها اسم " أكلة الدبابات وعفاريت عبد الجابر نسبة إلى قائد الكتيبة المقدم عبد الجابر أحمد، وكانت مهمتى فى الحرب هو حمل الصواريخ والعبور بها فى قوارب مطاطية وصعود الساتر الترابى وتجهيز الصواريخ للانطلاق ضد دبابات العدو على مسافة 3 كيلو والتوجه للأمام حسب تعليمات قيادتنا، وكان مكان العبور منطقة سرابيوم، فى تمام الساعة الثانيه ظهرا. *حدثنا عن يوم العبور.. والانتصار العظيم؟ تحركنا فى 5 أكتوبر عصرا فى اتجاه منطقة "سرابيوم"وهى كانت المنطقة المحددة للكتيبة فهد للعبور، وقضينا الليل فى " الحفر البرميلية" ومعنا كل معدات الحرب، وفى الساعة 12 ظهرا صرفت لنا وجبة غذاء بالرغم من أنه شهر رمضان، إلا أن قادتنا ضغطت علينا لتناول الوجبة، وفى تمام الساعة 2 ظهرا انطلقت الضربة الجوية، وبعدها توجهنا لركوب القوارب والعبور تحت قصف الطيران، وتسلقنا الساتر الترابى، وكانت أقدام الجنود تغرز فى الأرض إلى منطقة " الركبة" بسبب الأحمال التى كانوا يرفعونها خلال الحرب خاصة الصواريخ الثقيلة جدا، حملت صاروخ على ظهرى أثناء العبور، وصاروخين أخرين فى يدى بالاضافة إلى المعدات القتالية وعبرنا بحمد الله، وتقدمنا إلى خلف الساتر الترابى، وقمنا بتدمير الدبابات خلف الساتر الترابى، وفى العاشرة ليلا فى هذا اليوم بعد العبور ظهرت دبابة أمامى، وطلبت من زميلى "عبد الحميد" أن يضربها ولكنه شعر بالقلق من أن تكون دبابة مصرية، ولكن نظرى كان حاد فى ذلك الوقت، وقلت له " اضرب يا عبد الحميد دى دبابة زيتى" وأثناء توجيه برج الدبابابة الينا قمنا بإطلاق الصاروخ والاشتباك مع طاقم الدبابة وانتصرنا عليهم، وعملية إطلاق صاروخ من الدبابة ليست بالأمر الهين، ولكنه يحتاج إلى حسابات دقيقة لإصابة الهدف، حيث يجب الاصابة على بعد 3 كيلو هى مدى الصاروخ " فهد"مع صعوبة الاصابة على مسافة قريبة لا تتعدى 300 متر. *ما المعارك الحربية التى شاركت بها بعد العبور؟ بعد العبور، اشتبكنا فى معركة "الطاليا" ومعركة " المزرعة الصينية " تحت قيادة المشير طنطاوى علية رحمة الله، وكانت بداية الدخولة فى معركة الثغرة فى 18 أكتوبر، وواجهنا العدو بصواريخ الفهد و" الاربيجية" والقنابل اليديوية، والحقنا بهم خسائر فادحة مما ترتب علية تقهقر قوات شارون والعودة إلى الخلف، وكان القائد " عبد الجابر " يتحرك ودعم الكتائب وفقا لقوة المعركة والاشتباكات، وعلى الرغم من أن معركة " المزرعة الصينية" لم تذكر كثيرا الا أنها هامة جدا، وفى تلك المعركة تم تقسمينا إلى مجموعتين، مجموعة تقاتل فى المعركة الصينية والآخرى توجت لتقاتل فى معركة الثغرة من الجهه اليمنى، وكانت اشتباكات عنيفة ألحقنا بالعدو خسائر فادحة، واستمر القتال إلى حين صدور قرار بوقف إطلاق النار لإعطاء الفرصة إلى فرق المظلات ولاصطياد العدو، وكانت خطة قائد عظيم " المشير طنطاوى " سميت ب "المصيدة" حيث بعد دخول قوات العدو إلى عمق فوجئ بقواتنا المصرية تفتح النيران من كل الاتجاهات مما ألحقت خسائر فادحة، وكنا نتمركز فى النقاط المحددة، وكانت هناك مناوشات بعد هذا القرار، ولم نترك العدو يتفوق علينا قاتلنا حتى النهاية. *حدثنا عن زكرياتك فى الحرب.. والبطولات التى قدمتها الكتيبة 35 فهد؟ حرب أكتوبر 1973، كانت بها العديد من البطولات الرائعة، بداية من المشير طنطاوى ووصولا إلى قائدنا قائد الكتيبة المقدم عبد الجابر أحمد، كتيبتى كانت متخصصة فى إطلاق الصواريخ فهد المضادة للدبابات، واستطاعت الكتيبة تدمير 140 دبابة، وكل ما حدث بالحرب حاضر فى ذهنى ولم يغيب عن مخيلتى، ولم أنسى زملائنا الشهداء المجد لهم، أمثال جعفر عبد المولى، أنور عياد، صبحى يعقوب، مقار خليل مقار، صديق أبا زيد، عبد النبى مرحالة، عليم رحمة الله، و أيضا " عبد العاطى " الملقب بصائد الدبابات والذى دمر 23 دبابة خلال العمليات الحربية وتوفى بعد الحرب، وكذلك ابراهيم عبد العال دمر 18 دبابة وتوفى العام الماضى، هم أبطال فى التاريخ. ولا أنسى ماتعرضنا إليه خلال "معركة المزرعة الصينية "حينما تعرضنا للقصف بـ"النابلم" وأصيب أحد الجنود بجوارى "عبد المنعم المشاط " وكان ضابط احتياطى، وأصيب فى أذنة وحاولت اسعافة سريعا بوضع الرمال على مكان الاصابة، وحاولت إخلاؤه إلا أنه رفض أن يترك أرض المعركة وأصر على البقاء لاستكمال الحرب، أما "عبد النبى مرحلة" فكان مسؤل عربة الذخيرة، وأصيب أثناء الحرب بقذيفة من الطيران العدو أدت استشهادة وكان بيننا عهد أن نكون بجوار بعضنا البعض وبكيت عندما علمت بخبر استشهاده. * قلت أنك لكل شئ مازال حاضر فى ذهنك حتى الآن..حدثنا عن المواقف الإنسانية بينك وبين أفراد الكتيبة أثناء الحرب؟ كانت هناك مواقف انسانية عديدة أثناء الحرب، ومع أفراد الكتيبة، حيث كان القائد"عبد الجابر" يعاملنا كأب لنا، مع تعامل حاسم أيضا، مما أثر علينا فى زيادة الحماس أثناء التدريب، المنافسة بين الكتائب القتالية أثناء التدريب، ومن المواقف الانسانية للمقدم "عبد الجابر" أنه كان يعلم المواقف الاسرية والشخصية لكل شخص فى الكتيبة، وكان دائم الاستماع لنا، و بسببة كان كل مجند فى الكتيبة يريد أن يقدم أفضل من عنده سواء فى التدريب أو المعارك الحربية، وكان سبب جوهرى فى تحقيق الانتصار، حيث كانت التدريبات المستمرة من ضمن خطة الخداع ليوم العبور، والذى كان موعده غير معلوم نهائيا. **حدثنا عن الحالة المعنوية للكتيبة قبل الحرب.. وشعورك بفرحة الانتصار بعد العبور؟ كنا فى حالة معنوية مرتفعة بالحماس والرغبة فى تحقيق الانتصار ونحرر أرضنا، خاصة وأن كانت هناك 3 مدن متوقفة عن العمل الاسماعيلية والسويس وبورسعيد، بالإضافة إلى دمياط والسويس، وكذلك قناة السويس، وكل تلك الاوضاع تم استيعابها من خلال قادتنا العسكرية، وكانوا دائمين التأكيد على أنه هيتم تحرير الأرض قائلين "هيجى يوم نحرر أرضنا" ولكن دون تحديد موعد لانها كانت خطة الخداع للانتصار. أما عن شعور النصر يوم العبور، كان هناك شعور بالرهبه ولكن يصاحبها القوة، شعرنا بقوة كبيرة تدفعنا نحو العبور وتحقيق النصر، ولم نكن نكترث بأى شئ الا تحقيق الانتصار، وكانت فرحة كبيرة لنا جميعا بعبور الضفة والوصول إلى أرضنا. * أخيرًا.. ما هو شعورك بالمشاركة فى أعظم انتصارات مصر "حرب أكتوبر" وكلمة توجهها للشباب؟ أكبر شرف حصلت علية فى حياتى هو بالمشاركة فى هذه الحرب وتحقيق الانتصار، ومستعد فى أى وقت لخدمة القوات المسلحة، وأنا أبلغ من العمر 70 عاما والى الأن أعيش بالتقاليد والقواعد العسكرية فى حياتى الشخصية وعملى، خاصة التحلى بالصدق والأمانة والشرف، الولاء والانتماء للوطن، الوطن غالى عرفنا قيمته لما عبرنا وانتصرناو حررنا أرضنا، لابد من الشباب أن يعى تلك القيم، وكل شهئ يهون الا الوطن، فإن أى مشكلة أو أزمة يمكن إصلاحها الا الوطن، يجب أن نحرص جميعا على الحفاظ على الوطن وعدم التخريب فيه وأنا كرمت من قائد الكتيبة المقدم "عبد الجابرأحمد" بالحصول على شهادة تقدير وميدالية أكتوبر، وهو واجب ورسالة ولم نكن ننتظر التكريم.


























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;