"الإعلام وتشكيل شخصية الطفل".. كيف نوجه أطفالنا عبر برامج هادفة؟.. الكاتبة سماح أبو بكر عزت فى حوار لـ"انفراد": اختلاف كبير بين أطفال الماضى والحاضر.. و"رحلة سعيدة" ضم اللعب والحواديت والمعلومات

<< برامج الأطفال القديمة لم تعد تناسب طفل الآن.. والسوشيال ميديا وضعت تحديا كبيرا على الكتابة للأطفال << برنامج رحلة سعيدة موجه للطفل والأسرة وهذا الجديد في البرنامج تحدى كبير يواجه الإعلام لمخاطبة الطفل، فبرامج الأطفال حاليا اختلفت كثيرا عن برامج الأطفال في الماضى، التي كانت تعتمد بشكل كبير على العرائس، وحكى الحواديت قبل النوم، ثم تطورت إلى عرض كارتون، إلا أننا في هذا الزمان أصبحنا نشاهد تطورات عديدة على كافة المجالات ، كما أن التطور التكنولوجى والسوشيال ميديا كان لها تأثيرا كبيرا على عقلية الطفل، وفى ظل ذهاب الأطفال للأفلام المدبلجة، بجانب إعلان بعض الشركات العالمية لإنتاج أفلام الكارتون بث بعض الأفكار الغريبة عن مجتمعنا المصرى، زاد هذا التحدى بشأن إمكانية عرض محتوى للطفل يجذبه وفى ذات الوقت يساهم في تشكيل شخصيته التي تناسب عادات وتقاليد المجتمع الذى يعيش فيه. خلال هذا الملف نطرح العديد من التساؤلات والقضايا الخاصة بالإعلام ودوره في تشكيل شخصية الطفل، ما إذا كانت برامج الأطفال القديمة تناسب الجيل الحالي من الأطفال، ودور التطور التكنولوجى الكبير في تغيير مزاج الأطفال وهواياتهم وبالتالي طريقة متابعتهم لبرامج الأطفال، خاصة أن نسبة ليست قليلة من الأطفال تحمل الموبايلات والتابلت وبالتالي فهى قادرة على متابعة ما تريده من محتوى وليس ما يتم عرضه على شاشة التليفزيون. بالعودة قديما منذ ستينيات القرن الماضى، ونستعرض أبرز برامج الأطفال التي كان يتم عرضها سواء عبر الإذاعة المصرية أو التليفزيون، سنجد أن هناك تطورا كبيرا شهدته برامج الأطفال على مر السنوات الماضية، ولنبدأ ببرنامج "غنوة وحدوتة"، الذى قدمته الإذاعية الكبيرة فضيلة توفيق "أبلة فضيلة"، بجانب برنامج الأطفال تى كان يقدمها الإذاعى الكبير محمد محمود شعبان "بابا شارو" ، بالإضافة إلى برنامج جنة الأطفال الذى كانت تقدمه الإعلامية الكبيرة سميحة عبد الرحمن، "ماما سميحة". تطورت برامج الأطفال حيث أصبحنا نشاهد برامج فيما بعد على شاكلة "سينما الأطفال"، الذى كانت تقدمه الإعلامية الكبيرة عفاف الهلاوى، الملقبة بـ"ماما عفاف" والتي قالت في تصريح خاص سابق لنا عن سبب نجاح برنامجها سينما الأطفال: "برنامج كان يذاع يوميا صباحا، وكان مدته ساعة، وكنت أختار أفلام أطفال عالمية وطويلة، وبعد الأفلام كنت أقدمها على جزأين، وكنت أضيف له، خاصة أننى درست علم الاجتماع والنفس، فكنت أحضر معلومة عن الحيوان الذى يدور فيلم الأطفال عليه وأقدمها للمعلومات، فكنت لا أكتفى بعرض فيلم الأطفال ولكن أعرض معلومات جديدة تشوق الطفل، وأبحث عن المعلومات الخاصة بالفيلم والشخصيات التي تدور حوله". وحول اختلاف ذوق الأطفال الآن عن الماضى قالت الإعلامية الكبيرة عفاف الهلاوى " رغبات الأطفال فى هذا العصر اختلفت تماما عما كان يتم مشاهدته في الماضى، فذوق الأطفال اختلف، كما أن ذوق الجمهور يختلف سنويا، وأكبر دليل على ذلك برنامج "ماما سميحة" كان من أنجح برامج الأطفال، وتقاعدت الإعلامية سميحة عبد الرحمن، وبعد فترة طلبت منها الإعلامية همت مصطفى رحمها الآن أن تقدم برنامج "أمومة" مثل ماما سميحة، وبالفعل عادت الإعلامية سميحة وقدمت البرنامج ولكن لم يكن يلتفت له أحد لأن ذوق ورغبات الجمهور اختلفت، فالأطفال الآن يشاهدون أفلاما وبرامج للكبار". لنعود لبرامج الأطفال الأشهر التي كان يتم تقديمها على التليفزيون المصرى، مثل برنامج عصافير الجنة، الذى كان يتضمن شخصية "بقلظ" وهو أحد أشهر برامج الكارتون التي عرضت في التليفزيون المصرى وقدمته الإعلامية الكبيرة نجوى إبراهيم "ماما نجوى"، ثم برنامج عروستى الذى قدمته الإعلامية الكبيرة سامية شرابى "ماما سامية"، ثم بدأت تظهر مسلسلات الكارتون مثل بوحى وطمطم، وقصص الأنبياء، وبكار، ومؤخرا ظهر مسلسل الكارتون "قصص الحيوان في القرآن"، وهؤلاء هم الأشهر، فبالتأكيد كان هناك مسلسلات أطفال أخرى ولكن ما تم ذكرهم هم الأكثر انتشارا ومشاهدة بين الأطفال. خلال السنوات الماضية لم نشهد إنتاجا كثيرا لبرامج الأطفال على غرار ما تم في السابق، فبالتأكيد إنتاج برامج وأفلام الموجهة للأطفال مكلف للغاية، ويحتاج لإبداع شديد، وهو ما جعل بعض الشركات العالمية المنتجة لأفلام الأطفال تسحب البساط، وتجذب الأطفال لمتابعة أفلامها ، وخلال تلك الأفلام يتم بث أفكار غريبة عن مجتمعاتنا المصرية والعربية، وهو ما زاد التحدى كثيرا في إمكانية احتواء الأطفال وتقديم محتوى مشوق لهم وفى ذات الوقت يساهم في تنشئتهم تنشئة سليمة، ويعلمهم القيم والأخلاق الحسنة، وفى ذات الوقت يكون مناسبا للطفل في هذا العصر، المنفتح على العالم، والذى يختار المحتوى الذى يشاهده وليس من يشاهد عدد قليل من القنوات المعروضة عبر التلفاز كما كان في السابق. تحديات كثيرة يواجهها الأطفال خلال العصر الحالي على رأسها، مواقع التواصل الاجتماعى، بمختلف أشكاله، وخلال الموقع الرسمي لمنظمة "اليونيسيف" على الإنترنت توجه نصيحة للأسر قائلة " سيواجه أطفالك تحديات مختلفة كل يوم ، لكن الثابت الوحيد يجب أن يكون وجودك ورغبتك في الاستماع ومساعدتهم بحب غير مشروط"، وهو ما يكشف أهمية احتواء الأطفال، خاصة عندما نعرف أن السوشيال ميديا أظهرت لدى بعض أطفالنا عادات سيئة على رأسها "التنمر الإلكترونى "، والذى تقول عنه اليونييسيف أيضا عبر موقعها باللغة الإنجليزية " لماذا يمارس الأطفال التنمر عبر الإنترنت؟"، حيث تجيب قائلة: "غالبًا ما يكون الدافع وراء التنمر عبر الإنترنت هو حاجة المتنمر للترفيه أو لفت الانتباه بسبب الملل ووجود وقت فراغ كبير مع إشراف أبوي ضئيل أو بدون إشراف، ومن بين الدوافع أيضا الشعور بالغضب أو الإحباط أو السعي للانتقام بسبب الغيرة أو مشاكل الماضي، نظرًا لاختلاف الدوافع ، وتختلف الحلول والاقتراحات الخاصة بالردود من حالة إلى أخرى"، فكل ذلك يؤكد لنا أهمية احتواء الأطفال عبر برامج هادفة تساهم في تشكيل شخصيتهم. خلال ملف "الإعلام وتشكيل شخصية الطفل"، نطرح الموضوع على عدد من كبار المتخصصين في الكتابة وتقديم وإخراج برامج الأطفال، وشخصيات شاركت في تجسيد شخصيات كارتونية أيضا، من خلال سلسلة حوارات تتضمن كافة الجوانب الخاصة بدور الإعلام في تشكيل شخصية الطفل، والمضمون الذى يناسبهم وكيف تغيرت هوايات وأفكار الأطفال في هذا الزمان عن الماضى، حيث نبدأ الملف بحوارا مع الكاتبة الكبيرة سماح أبو بكر عزت، أحد أبرز رواد الكتابة للأطفال، ومقدمة برنامج "رحلة سعيدة"، الموجهة أيضا للأطفال فإلى نص الحوار.. في البداية .. ما الذى اختلف فى الطفل بزمننا الحالى عن الطفل في الماضى؟ بالطبع.. هناك اختلافا كبيرا، فالطفل في الماضى لم يكن لديه اى أدوات تعريفية إلا التليفزيون بقنواته محدودة، ولكن الطفل في زمننا الحالي أصبح العالم بين يديه÷ فهو يتابع التابلت والإنترنت والموبايل ومنفتح على العالم. وكيف يمكن أن نسيطر على الطفل الحالي ونساهم في تشكيل شخصيته؟ علينا أن نخترق هذا العالم كى نقدم للطفل شيء يحترمه ويناسب عقله . هل ترين أن برامج الأطفال التي كانت تعرض في الماضى مناسبة للطفل في زمننا الحالي؟ برامج أطفال في الماضى بالطبع لا تناسب الطفل الآن. لماذا؟ لأنه في السابق كان الطرح مباشر ، والأشياء المباشرة لا تناسب الطفل في عصرنا الحالي الذى أصبح منفتحا على العالم، ويشاهد كل شيء، وبالتالي برامج الأطفال في الماضى لا تناسبه، بل إن بعض الشخصيات الكرتونية التي كان يشاهدها الأطفال في الماضى أصبح يراها الطفل الآن في ألعاب وبالتالي فبرامج الأطفال الحالية لابد أن تكون متطورة بشكل كبير عن برامج الأطفال في الماضى. تقدمين الآن برنامج "رحلة سعيدة" .. ما هو الهدف من البرنامج؟ من خلال البرنامج نعلم الطفل عبر حكايات، فهو برنامج ترفيهى لطيف، ودورى في البرنامج هو حكى الحكايات، والبرنامج يتضمن فقرات عديدة بها ألعاب ورحلات ، فالأطفال خلال البرنامج يلعبون ثم يأتون إلى في فقرة خاصة أحكى لهم القصص، وكل حكاية بها هدف ومعنى وتم اختيارها بدقة، فالبرنامج جامع لكل الفقرات حيث به لعب وحواديت ومعلومات وزرع مفاهيم سليمة في عقل الطفل، ويتضمن جو أسرى لطيف للغاية. هل البرنامج موجه للطفل أم للأسرة بشكل عام؟ برنامج رحلة سعيدة موجه للطفل والأسرة وهذا الجديد في البرنامج، ففقراته موجهة للأسرة والطفل، فالأسرة ستكون مع الطفل وتتنافس الاسرة مع الطفل في الألعاب التي سيتم عرضها بالبرنامج، وخلال الفقرات الابن سيحتاج للأب والأم لمساعدته، وبالتالي سيخلق البرنامج حالة سعيدة بين الأسرة. ما هي طبيعة الحكايات التي سيتم عرضها في البرنامج؟ ستتضمن حكايات معاصرة تحل مشكلات، حيث حكايات تعالج انغماس الطفل مع مواقع التواصل الاجتماعى، وحكايات عن الكتاب والتاب، وحكايات حول عمالة الأطفال والحرب، وهذه القضايا كان لا يمكن طرحها على سبيل المثال على الأطفال منذ 10 سنوات ولكنها أصبحت ضرورة الآن، وسيكون هناك تفاعل من جانب الأطفال مع الحكايات، فهم مشاركين وليسوا فقط يجلسون ليستمعون فقط للقص، بل سيتفاعلون. هل برامج الأطفال أصبحت مكلفة؟ بالطبع.. برامج الأطفال مكلفة للغاية، فطالما تريد تقديم محتوى جيد ومشوق لابد أن يكون البرنامج مكلفا، فهو يحتاج ديكور يناسب الأطفال، وجهود مبذول من كل القائمين على العمل الإعلامى كى يستطيع أن ينجح في الوصول للطفل. هل ترين أننا بحاجة لقنوات مخصصة للأطفال ؟ بالطبع هذا أمر ضرورى، ولكن يحتاج وقتا ومبالغ كبيرة، لأنك يجب أن تنشأها من الألف إلى الياء، وتضم كل شيء يناسب الطفل، وبالتالي لابد أن نبدأ بخطوة وهو إنتاج برامج للأطفال، فالطفل ينتظر شيئا لطيفا ليراه ويرى فيه نفسه، فعندما يشاهد الطفل برنامجا يظهر فيه أطفال يلعبون، ويستمعون للقصص ويتفاعلون معها، والبرنامج يتضمن ألوان عديدة جاذبة سيرتبط الطفل كثيرا بالبرنامج ويتابعه. هل السوشيال ميديا وضعت تحدى على منتجى وكتاب برامج الأطفال ؟ بالطبع.. السوشيال ميديا وضعت تحدى كبيرا للغاية حتى في الكتابة للأطفال، لأنه أصبح يرى عالما مفتوحا وبالتالي لابد أن تكون البرامج والقصص الموجهة للأطفال تناسب هذا العصر الذى أصبح فيه الطفل يتابع السوشيال ميديا، واستخدام مفردات تناسب عقلية الطفل. هل الكتابة للطفل أمر صعب؟ نعم.. الكتابة للطفل صعبة لأن سن الأطفال يضم عدة مراحل، وكل مرحلة لها ما يناسبها ، ولكن علينا أن نراعى ألا تكون القصص والكتابة للأطفال مباشرة ، فكل شيء يمكن أن نتناوله في كتب الموجهة للأطفال ويجب أن تتسم القصص بالإبداع.










الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;