يتابع كثيرون حول العالم تطورات صفقة استحواذ الملياردير الأمريكى إيلون ماسك المرتقبة على توتير، والتى شابها على مدار الأشهر الماضية العديد من العقبات وصلت إلى ساحات المحاكم، وهددت بفشل الصفقة، قبل أن يتم إحيائها من جديد.
فقد وافق تويتر مجددا على اقتراح إيلون ماسك شراء الشركة مقابل 54.20 دولارًا للسهم، حيث أكدت تويتر فى بيان تلقيها خطابًا من "ماسك"، مفاده أن "نية الشركة هي إغلاق الصفقة بسعر 54.20 دولارًا للسهم الواحد".
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن إيلون ماسك، الملياردير الأمريكى وأغنى رجل فى العالم ، عرض شراء تويتر بسعر أقل من الذى طرحه فى البداية، وذلك فى المفاوضات الأخيرة.
وذكرت الصحيفة أنه فى الأسابيع التى سبقت إعلان ماسك عن عودة المفاوضات لشراء تويتر، تحدث ممثلون عنه مع الشركة عدة مرات عن إعادة إتمام الصفقة بسعر أقل، بحسب ما أفاد أربعة أشخاص مطلعون على المناقشات.
وسعى ماسك، وفقا للمصادر، إلى خصم من قيمة الصفقة بلغ 30%، وهو الاقتراح الذى كان سيحدد قيمة الشركة بنحو 31 مليار دولار. ورفضت شركة تويتر الاقتراح، بحسب المصادر الذين رفضوا الكشف عن هويتهم لأن المحادثات كانت سرية.
لكن فى الأسبوع الماضى، تم تضييق المناقشات لاتفاق على قيمته 10%، والذى كان من شأنه أن يسمح لماسك بدفع 39.6 مليار دولار مقابل الحصول على تويتر. وهذه المفاوضات لم تمض قدم فى النهاية. وكان سعر تويتر السوقى أمس، الأربعاء، 39.2 مليار دولار.
وتمت المحادثات قبل أسابيع من موعد المواجهة المقرر فى محكمة ديلاوير لتحديد ما إذا كان ينبغى أن يمضى ماسك قدما فى صفقة الاستحواذ على تويتر مقابل 44 مليار دولار، وهو السعر الذى حدده فى إبريل الماضى. وأشار فى يوليو إلى أنه لم يعد راغبا فى شراء موقع التواصل الاجتماعى، مبررا ذلك بوجود مشكلة بريد آلى لا يمكن التحكم فيها، فقام تويتر بمقاضاته للمضى قدما فى الاتفاق.
وقالت نيويورك تايمز إن المعركة القانونية اللاذعة كشفت عن الرسائل النصية الشخصية لماسك مع محيطه من مستثمرى التكنولوجيا والمشاهير، التى وقعت فى يد كبار المسئولين التنفيذيين بتوتير وأثارت حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الشركة.
وفى حال التوصل إلى اتفاق، فإن كلا الجانبين قد يتجنب محاكمة علنية فوضوية ستشهد على الأرجح شهادة من موظفين رئيسيين بتويتر ومن ماسك. ومن للمقرر أن يقدم الملياردير الأمريكى إيداعا الخميس، إلا أن الطرفين اتفقا على تأجيله، وفقا لمصادر مطلعة.
وأوضحت نيويورك تايمز أن المناقشات بشأن الخفض فى قيمة الاتفاق لم تتجاوز المراحل الأولية، ولم يتم إعداد أى قوائم شروط. ولم يتضح سببا لذلك.
من ناحية أخرى، أعرب بعض العاملين فى الإعلام الأمريكى عن قلقهم وغضبهم من إيلون ماسك بعد التقارير التى أشارت إلى اقتراب رسميا من شراء تويتر. وأعرب عدد من الصحفيين والمراسلين عن شكوك ومخاوف من الصفقة.
فقال بن كولينز، الصحفى بقناة NBC NEWs، "لمن يسألون، نعم أعتقد أن هذا الموقع "تويتر" يمكن وسيتغير بشكل هائل لو سيطر عليه مسك بشكل كامل"، وأشار إلى أن توقيع الصفقة الآن يمكن أن يؤثر على الانتخابات النصفية.
وكتب رئيس تحرير مجلة بولتيكو السابق جاريت جاف يقول : "خافوا، خافوا عن حق".
بينما كتب مراسل يورو نيوز شونا موراى يقول إنها نهاية تويتر كما نعرفه. وقال صحفى بى بى سى ديكنز أوليى إن هناك تغييرات هائلة متوقعة على تطبيق تويتر بعد أن يصبح شركة خاصة. ستزدهر المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة. ولن يكون هناك بدائل فعالة، والحقيقة أنه سيكون هناك تدميرا كاملا للميدان العالمى العام.