تزامنت ذكرى انتصارات أكتوبر، مع المولد النبوى الشريف، وعلى مدى سنوات تتزامن الأعياد معا، الميلاد أو القيامة مع الفطر أو الأضحى، وخلال ذكرى أكتوبر والعبور، والمولد النبوى الشريف تتزامن مع أوقات التعامل مع انعكاسات أزمة عالمية تتفاعل فى العالم وتؤثر على حركة الاقتصاد، وتستعد أوروبا لشتاء صعب، أزمة البترول والغاز فى أوروبا مع تضخم وارتفاعات فى الأسعار، ناهيك عن تصعيد أمريكى روسى، وتلويح بالسلاح النووى للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، وربما بشكل يتجاوز الحرب الباردة.
الأزمة والحرب وصراعات النفوذ تصنع واقعا معقدا، يبدو أحيانا غير قابل للحل، أو التحليل، لكن المؤكد أن الحرب فى أوكرانيا، والتى جاءت بينما العالم لم يتعاف من فيروس «كوفيد - 19»، لكن الحرب تفرز يوميا المزيد من التداعيات أبرزها التى تتعلق بالاقتصاد، تضخم وارتفاع أسعار ونقص سلع.
اقتصادنا ليس بعيدا عن الأزمة وهناك محاولات للتعامل مع هذه التداعيات بالشكل الذى يخفف من آثارها، ويسعى لعلاج آثارها، انتظارا للحظات يمكن فيها المرور من الأزمة لاستكمال العمل نحو المستقبل.
الأزمة ليست خافية، خاصة فى جزئها العالمى، وردود الأفعال فى أوروبا والعالم، والتعامل معها ممكن من خلال الإجراءات التى تعيد رسم الصورة ، لكن التعامل استنادا لسوابق نجح فيها الشعب فى عبور الأزمة والانتصار عليها وتجاوزها، ونظرة على تسع سنوات وحجم التحديات والمشكلات التى واجهتها مصر الدولة والشعب تقدم تجربة للتعامل مع الصعاب وعبورها.
الرئيس السيسى، قال فى الندوة التثقيفية بمناسبة ذكرى العبور إن جوهر حرب أكتوبر المجيدة هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من العزيمة والانكسار إلى النصر، وأن تغيير الواقع لم يكن، ولن يكون بالكلمات والشعارات والأمانى وإنما بالرؤية المتكاملة بعيدة المدى والتخطيط العلمى، وتوفير آليات وعوامل النجاح ثـم العمـل الدؤوب بعزيمـة وإرادة صـلبة من أجل تحويل الرؤية والأمل إلى واقع جديد يسود ويطغى على عثرات الماضى، وهى ذات المعانى والقيم التى نعيشها فى معركة البناء والتنمية التى نخوضها منذ سنوات بهدف تغيير واقعنا بشكل حقيقى ومستدام يلبى طموحات طال انتظارها جيلًا بعد جيل فى مستقبل أفضل.. وامتلاك القدرة فى جميع المجالات وبحيث تصبح مصر - بإذن الله- دولة حديثة متطورة ينعم فيها المصريون، بمستويات معيشية كريمة.
الرئيس أكد أن الأزمة الاقتصادية العالمية التى تؤثر على كل فرد على هذا الكوكب، تعد نموذجًا على ما نراه، ونعيشه ونحاول قدر استطاعتنا تجاوزها بالجهد والعمل المخلص.
حرص الرئيس على إرسال رسائل واضحة، بأن الازمة العالمية وانعكاساتها علينا قابلة للتعامل والحل، وأن تجارب مصر فى أكتوبر أو فى السنوات الماضية أنها كانت قادرة على مواجهة التحديات والأزمات.
وأن توصيف الأزمة وتشخيصها والتخطيط والإخلاص هى السبيل للتعامل مع الأزمة وعبورها، وهو رد على من يسعون لتصدير اليأس والدعوة للاستسلام أو التراجع، من خلال نشر الآراء والمعلومات المغلوطة، بهدف كسر الروح ونشر الإحباط واليأس.
وهى إشارة واضحة الى قوى مختلفة تحاول تصدير اليأس والصورة السوداء، وهو تحرك ليس فقط لصالح تنظيمات العداء والخصومة ومنصات دعمت الارهاب، لكن أيضا منصات تغلف رسائلها فى غلاف مهنى مزيف.
وهناك فرق بين محاولة توصيف أزمة اقتصادية تنعكس علينا، والسعى لتقديم خطاب منحاز ومضلل، ودعوة لوقف التنمية، وهو خطاب هدفه إفقاد المواطن ثقته وكسر معنوياته والواقع أن تجربة المصريين على مدى 9 سنوات، تكشف كيف استطاعوا عبور مراحل أكثر صعوبة وتغلبوا على الإرهاب وعلى أزمات الاقتصاد والتنمية ونجحت الدولة فى تخطيط وتنفيذ مشروعات كبرى فى البنية الأساسية والزراعة، واستعادت مشروعات وصناعات تآكلت، مع خطوات فى تأسيس مجالات التنمية وفتح الباب لاستثمارات من الداخل والخارج.
وهناك بالفعل منصات فضائية أو على مواقع التواصل، تطلق الكثير من المعلومات أو التحليلات الداكنة، وتحاول البرهنة على بقاء الوضع الصعب، بل وتستغل الأزمة لتقديم صورة غير حقيقية عن الدولة والمجتمع، بل إن هذه المنصات تستغل أحداثا وجرائم طبيعية، تضخمها وتبالغ فى تحويلها إلى ظواهر وتنفخ فيها، بينما هى أحداث طبيعية تتناسب مع مجتمع يتجاوز الـ105 ملايين، والأمر لا يتعلق بتهوين أو تهويل، لكن بموضوعية تستدعيها الوقائع، خاصة أن نفس هذه المنصات لا تتعامل بنفس المقاييس مع كل الدول والأحداث، وهى ازدواجية واضحة.
وهو نفس ما ينطبق على التعامل مع الاقتصاد أو الأزمة العالمية، وانعكاساتها محليا، من دون تهوين أو تهويل ومحاولة قراءتها بصورة موضوعية.
وهنا علينا التفرقة بين منصات اعتادت نشر الأكاذيب، وأخرى تغلف خطابها بموضوعية زائفة، نفس الأمر علينا التفرقة بين آراء تنطلق من رأى مختلف، وأخرى هدفها نشر اليأس والإحباط، وربما يكون الحوار الوطنى مناسبة لإتاحة الفرصة أمام كل الآراء، لمناقشة الواقع بشكل يتيح التنوع بعيدا عن التهوين والتهويل.
وتظل رسائل العبور، ودروسه، ثم سنوات الانتصار على الإرهاب وأزمة الاقتصاد، قابلة للتكرار، وضوء للمستقبل.