القدس المحتلة .. تمثال تيودورهرتزل مؤسس الصهيونية .. مباراة نهائى اليورو ..وسائل التواصل الاجتماعى ..عقبات عكرت صفو زيارة وزير الخارجية سامح شكرى إلى "إسرائيل" أمس للبحث عن سبل جديدة للوصول إلى السلام الدافىء بين الفلسطينين و الإسرائيلين.
فإصرار الجانب الإسرائيلى على عقد المباحثات الثنائية و المؤتمر الصحفى بين كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و وزير الخارجية سامح شكرى فى القدس المحتلة كان له تأثير سلبى على هذه الزيارة ، والتى بدأت و أنتهت أمس ، فعقد اللقاء فى القدس الغربية المتنازع عليها ، والتى لم تعترف بها مصر رسميا حتى الآن كعاصمة لـ "إسرائيل" يحرج الدبلوماسية المصرية .
" أرشليم "التي يراها نتنياهو عاصمة أبدية لكيانه الصهيونى هى نفسها " القدس المحتلة " التى يراها سامح شكرى حجر الزاوية فى دفع عملية السلام وفق الخطة التى سافر بها إلى "إسرائيل" و لكن استقباله رسميا بها يثير الجد حول حل الدولتين الذى تتبناه مصر فى المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى و الإسرائيلى .
و بناء على هذا ، فكان على وزير الخارجية و من قبله السفير المصرى فى "إسرائيل" رفض مكان الاستقبال و الإقامة بالقدس الغربية المحتلة .
هل تابعت المؤتمر الصحفى لزيارة وزير الخارجية سامح شكرى إلى "إسرائيل" ؟ هل رأيت الصور التى تم تداولها على المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء العالمية ؟ على يمين السيد الوزير تمثال هل تعرف لمن هذا التمثال ؟
هو تمثال تيودورهرتزل مؤسس الصهيونية المعاصرة وهو صحفى وكاتب مسرحى يهودى نمساوى له مؤلفات عديدة تدعو للصهيونية ، و كان قد وضع حجر الأساس لظهور الصهيونية السياسية فى العالم ، بتأسيس الحركة الصهيونية بعد انعقاد المؤتمر الصهيونى الأول فى مدينة بازل السويسرية بين 29 و31 أغسطس 1897 وانتخاب هرتزل رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية ، و من أهم مقولاته الخالدة فى الفكر الصهيونى (ذات يوم سنولى على العرب سفلة قومهم حتى تخرج فيه الشعوب العربية بالورود والرياحين لاستقبال الجيش الإسرائيلى ).
أزمة التمثال ، تسبب فيها المصور الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلى ، لإحراج وزير الخارجية ، خلال المؤتمر الصحفى المشترك بينهما ، وقد قام مكتب نتنياهو ، بنشر الصورة التى تعمد المصور التقاطها من أقصى يمين القاعة بهدف ظهور التمثال إلى جوار شكرى ، فالصورة التقطت بسوء نية شديدة ، لتحمل العديد من الدلالات على الفكر الصهيونى الرافض للسلام ، حيث أظهرت سامح شكرى الذى يقوم بزيارة لدعم السلام وإلى جانبه تمثال "تيودور هرتزل" مؤسس الصهيونية العالمية الذى يعتبر رافض لهذا السلام الدافىء .
فظهور تمثال "هرتزل" إلى جانب شكرى ، رسالة من "إسرائيل" على رفض أية مقترحات تتعلق بالسلام والتمسك بإقامة دولة يهودية، وعدم منح الشعب الفلسطينى أى أمل فى إقامة دولته المستقلة .
المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان شارك أيضا فى وضع العقبات أمام زيارة شامح شكرى إلى "إسرائيل" بنشره صورا على حسابه الشخصى على مواقع التواصل الاجتماعى الشهير " فيس بوك " تجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير الخارجية و هما يشاهدان نهائى كأس الأمم الأوربية يورو 2016 المقامة فى فرنسا بمقر إقامة رئيس الحكومة بالقدس الغربية .
هذه الصورة أثارت حالة من الجدل عن العلاقه الطيبة التى تجمع الطرفيين لتسمح لهما بمشاهدة مباراة بعيدا عن المؤتمرات و المباحثات الرسمية .
القدس المحتلة .. تمثال تيودورهرتزل مؤسس الصهيونية .. مباراة نهائى اليورو كل هذه العقبات مجتمعة إلى جانب الزيارة فى الأساس أثارات موجه من الغضب و الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى .
وانقسم الرأى العام فى الجدل ما بين معارض لفكرة زيارة وزير الخارجية إلى "إسرائيل" بشكل عام ، و الصورة بجانب التمثال و مشاهدة المباراة و إقامة المباحثات بالقدس بشكل خاص ، فكان على إدراة المراسم بالسفارة المصرية بتل أبيب ، مراعاة تلك العقبات التى وضعتها أدارة مراسم الحكومة الإسرائيلية لإحراج وزير الخارجية و إثارة الجدل حول الزيارة بشكل متعمد .